العدوان الغادر على طرطوس وجبلة.. ومؤشرات التصعيد
جاءت الأعمال العدوانية الدنيئة على مدينتي طرطوس وجبلة صبيحة هذا اليوم الثالث والعشرين من ايار لتُثبت للعالم بأسره أنه ليس للإرهاب الذي تم تصنيعه بإرادة أمريكية وتمويل مباشر من بني سعود وانظمة الخليج أية ضوابط أو تفريق بين لون وأخر أو مجموعة وأخرى، وبتفجير مراكز انطلاق الركاب التي يؤمها مجموعة واسعة من المواطنين والشرائح المكونة للوطن بحجمه، حيث أثبتت التنظيمات الإرهابية من جديد بأنها تعمل وفق أجندة خارجية مرسومة لها بدقة زمنياً ومكانياً، على الرغم مما قدمته محافظة طرطوس وأهلها من رعاية أخوية نبيلة لكافة المهجرين من المناطق التي تم الاستيلاء عليها من قبل العصابات الإرهابية، وساهم المجتمع المدني في طرطوس بتعويض الإخوة المهجرين عن كل ما افتقدوه من أمن وأمان وحياة كريمة وتشاركية حتى بدت محافظة طرطوس كسورية الوطن الذي حظي بتفوق إنساني ورسمي على مستوى العالم في التماهي العالي مع الخارطة الديموغرافية المتنوعة دينياً وعرقياً .
أراد المجرمون الخونة بعدوانهم الغادر على مدن الساحل الآمنة أن يُعيدوا فتح جبهات جديدة بقيت مغلقة طيلة الحرب على سورية، وهم يُعبرون بذلك عن إرادة مشغليهم من بني سعود الخونة وأردوغان الإخواني العثماني الذين خرجوا من اجتماع فيينا 3 دون أية مكاسب سياسية، وبالتالي فهم بذلك يُعلنون تمردهم الوقح على المجتمع الدولي ويضربون كل التفاهمات الهشة التي تحدث عنها الإعلام بعيد اجتماع فيينا 3بعرض الحائط، ويُعيدوا التأكيد على نظرية من يمتلك الأرض هو من يمتلك قرار الحل السياسي .
إن مؤشرات التصعيد الأخيرة تتماهى مع حالة العجز في تحقيق أي من الأهداف القذرة التي وضعتها الاستخبارات الأمريكية والغربية للقضاء على الدولة السورية وتفكيكها كما فعلت في ليبيا وغيرها من الدول التي طالتها اليد الأمريكية الآثمة، وهي مؤشر هام على الفشل الكبير الذي واجه الأنظمة الرجعية في المنطقة التي تكفلت بتحمل مسؤولية نشر الإرهاب ورعايته في المنطقة والعالم، ونذكرهم بأن مثل تلك الأعمال الشيطانية التي تضرب المدنيين الآمنين وهم في طريقهم لمدارسهم وأعمالهم لن تُثني شعبنا عن مواصلة الالتحام والتعاضد في وجه الكفرة الفجرة واستمرار مقاومة الإرهاب بكل الوسائل الممكنة حتى تحرير سورية أرضاً وشعباً من هذه العقول الغبية الغادرة، والعودة بالمجتمع السوري الواحد الموحد إلى ما كان عليه قبل الحرب، وإعادة ترتيب البيت الداخلي بما يقص ظهر الأعداء والخونة من أية جهة أو لون كانوا..
محمد عبد الكريم مصطفى