«شمس» السورية.. طرقات دمشقية بالألوان
عندما تبدأ جدران مدارس دمشق الأمّ باتخاذ قرارها بالتلون، فهذا يدلّ على قصدها بالرفض لواقع الحال الذي طال مكوثه، فمن ألوان رمادية باهتة ومحدودة إلى ألوان زاهية ومفرحة، لا بل لوحاتٍ متماسكة من الفرح والدعوة للتفاؤل، وبشعارٍ جميل ترفعه جمعية “شمس” السوريّة “لأنّ الفنّ والجمال أقوى من الحرب والدّمار” رسمت هذه الجمعية طريقها الملوّن عبر مشروع كان في البال قبل الأزمة التي تمر بها سورية ليولد في هذه الفترة متحدياً كلّ الصعاب ورافضاً لكلّ العراقيل.
الفنان بشار شعبان رئيس جمعية شمس أوضح لنا عن مشروع طريق ملون: قررنا العودة بعد الانقطاع بسبب الظروف التي واجهناها في البلد فكان لدينا مشروع “طريق ملوّن” بالرغم من أنّ المشروع في أذهاننا منذ العام 2010 إذّ قمنا بتصوير كلّ شوارع دمشق لإضافة الألوان إليها من خلال رسم لوحاتٍ فنيةٍ بأيادي فنانين محترفين وطلاب وخريجين من كليّة الفنون الجميلة وهم 35 فناناً وفنانة.
أمّا عن الهدف من هذه الخطوة فأجاب: نحن نعمل كفنانين أعضاء في جمعية “شمس” إلى نقل الفنّ من المعارض إلى الشوارع وبين الناس؛ حتى نعبّر عن وجهة نظرنا في هذه الظروف. وقد رفعنا شعار “لأنّ الفنّ والجمال أقوى من الحرب والدّمار” وكانت النتيجة مباشرة من خلال تفاعل الناس وقربها منّا، فنحن ننشر الفرح في قلوبهم، وندعوهم للتفاؤل. وعن التحضيرات أضاف: بدأنا التحضير لهذه الخطوة بالذات منذ ثلاثة شهور مضت ما بين تصميم للوحات، والحصول على الموافقات اللازمة، وجمع الكادر من جديد بعد الانقطاع السابق، وتهيئة مواد الرسم المطلوبة.
وعن الجمعية ونشاطاتها واهتماماتها أضاف شعبان: استلمنا الترخيص عام 2006 من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وشمس تعني شباباً مثقفاً سورياً، وبدأنا العمل في دعم مواهب الشباب السوري في اختصاصاتهم ومواهبهم وإبداعاتهم في مجالات الفنون الجميلة والموسيقا، وأهمّ مشاريعنا كانت أوركسترا أطفال شمس لدعم المواهب الموسيقية للأعمار ما بين 8 سنوات و13 سنة، فبحثنا عن كلّ الأطفال الموهوبين في دمشق وشكّلنا أوركسترا من 90 طفل لتكون الجمعية حاضنة لهم من الطفولة حتى كامل مراحلهم العمرية حتى أثناء دراستهم، وذلك إدراكاً منّا لأهميّة الموسيقا التي تفوق التحصيل العلمي في الحقيقة، وكان الهدف تقريب الموسيقى من أذهان الأهالي ومن يعارضون وجودها إلى جانب العلم من أهالي الأطفال.
أمّا اليوم فنحن مهتمون بمشروع “طريق ملوّن” فكل شهرين لدينا خطوة، وبدأنا الأولى في الشعلان ومدرسة دار السلام وبعدها سننتقل إلى عرنوس ثم باب توما وهكذا.
فهد من فريق العمل يقول: لا زلت طالباً في كلية الفنون الجميلة، ورغبت في المشاركة بهذه الخطوة، وما زادني ثقة هو اهتمام الناس بهذا المشروع، فالكثيرون من المارة أو ممن يقودون سياراتهم يأتون إلينا للمساعدة وتقديم يدّ العون، أو التحدّث أو التقاط الصور، وهذا أفرحني لأنّ الروح المعنوية العالية لا زالت موجودة لدينا وبقوة.
أمّا جودي وهي من الفريق العامل أيضاً تقول: أحببّت المشاركة لأنّ الهدف منها تجميل المكان، وقد غيّرنا عن لوني الأبيض والأسود، فأسلوبنا هو تشكيل لوحة فنيّة ملونة على الجدار، وخلال عام أو عامين سنقوم بتجديدها أو تغيير اللوحات.
أمّا الفنانة هلا شعبان فتحدّثت عن لوحتها التي تشارك بها: هذه اللوحة تمثل الشام القديمة، ورموزها تمنحنا إحساساً بجمال الشام. وردّة فعل الناس هي الفرح الذي بدوره ينعكس علينا، ويزيدنا رغبة في العطاء والإبداع، ففي النهاية الفنان يجب أنّ يعطي، وبالتأكيد سأشارك في الخطوة القادمة.
عامر فؤاد عامر || البعث ميديا