الشريط الاخباريثقافة وفن

بتفرد ملحوظ لصالح الدراما السورية.. “الرابوص” رحلة في أعماق النفس البشرية

يقوم المخرج السوري إياد نحاس حالياً بتصوير مسلسله الجديد “الرابوص”، تأليف سعيد الحناوي، والذي من المتوقع أن يحقق نقلة نوعية في الدراما السورية، وأن يترك بصمته الخاصة نظراً لحساسية وجدّة الطرح.

ويرى نحاس أن العمل مطروح بصيغة جديدة تمشي بخط له علاقة بالرعب وخط آخر له علاقة بالماورائيات، مضيفاً أنهم يحاولون كسر الجمود الذي حلّ بالدراما السورية بالفترة الأخيرة، وتابع: هي مغامرة على جميع الأصعدة سواء من ناحية الملابس فهي ملابس الستينيات، أو من ناحية الديكورات التي ستكون بألوان غريبة عن المعتاد، إذ جاءت هذه التفاصيل لتكمل الصيغة التي نحاول تقديمها بشكل جديد من خلال هذا العمل.

IMG_4363
كواليس مسلسل الرابوص – البعث ميديا – تصوير سوار ديب

ولدى سؤاله عن موضوعية الطرح بالنسبة لمجتمعنا، أوضح نحاس: البعض سيفسرها ماورائيات والبعض الآخر سيفسرها مرض نفسي، عملياً هناك أسلوبين سيتم النظر إلى العمل من خلالهما، فيمكن تفسيرها ماورائيات إن كان هناك إيمان بهذا الموضوع، ويمكن تفسيرها كمرض وهناك تفسير طبي لذلك أيضاً.

وعن اختلاف التكنيك الإخراجي بهذا العمل مقارنة بغيره، أوضح نحاس: طالما هناك طرح لموضوع جديد فأدواتك ستكون مختلفة حتماً، نحاول أن نطرح أساليب جديدة بالإيقاع وبكل ما يخص العمل الفني ليلائم صورة العمل، حتى لا نكون قد قدمنا موضوع غريب لكن بأسلوب تقليدي أو كالمتبع بباقي الأعمال الدرامية، بالتالي وبشكل لا إرادي أصبح هناك خصوصية بالنسبة لكل الفنيين وحتى بأداء الممثلين، إذ أصبح الممثل يشعر بأن هذا العمل يتطلب طريقة أداء معينة تناسب “ستايل” العام للعمل.

وباعتبار أن العمل يقوم في تفاصيله على الأمراض النفسية وماشابه، قال نحاس أن العمل تضمن بلا شك رأي طبي، فالنقاط الطبية والتفاصيل النفسية تم الرجوع فيها لرأي إختصاصيين.

من جهته أعرب الفنان السوري محمد حداقي عن مشاركته في هذا العمل، حيث قال: “الرابوص” عمل اجتماعي نوعه الدرامي ميلودراما اجتماعية، أقدم فيه شخصية “عياش” التي تتراوح بين الإيجاب والسلب حيث تمر بعدة انعطافات خلال حياتها تغير مسلكها، لتنتهي بمكان ما مع تطور القصة.

IMG_4402
كواليس مسلسل الرابوص – البعث ميديا – تصوير سوار ديب

وعن تعامله مع المخرج إياد نحاس قال حداقي أنهم أصدقاء لكن هذا تعاونهما الأول، معتبراً أن التفاهم موجود والمسؤولية المشتركة موجودة والتبني لهذا المشروع موجود، متمنياً أن يحققوا الخطوة التي أرادوها من هذا العمل.

وعن ردود الفعل المتوقعة قال حداقي: لا نستطيع أن نختبر تقبل الجمهور حتى العرض، فالعمل ليس جديد بالنسبة للخارج بل هو جديد بالنسبة لنا فقط، موضحاً أن الطرح ليس جديد بحد ذاته بل طريقة الطرح وطريقة تنفيذ المشروع، وتابع: طريقة الطرح مختلفة، أحياناً يسميها البعض رؤية، لا أعلم مدى دقة هذا الاصطلاح لكن إن اتفقنا عليه، فنحن لسنا متأكدين من صلاحية هده الرؤية 100%، حتى عرض العمل.

كما تشارك الفنانة السورية نظلي الرواس في “الرابوص” بشخصية تراهن عليها، حسب تعبيرها، وهي شخصية “سناء” امرأة بآواخر الثلاثينات من عمرها تعيش حالة فقر إلى جانب قهر وظلم عائلتها لا سيما والدها الذي يعتدي عليها جسدياً، لتعاني – نتيجة هذا العنف –  من مشكلة في النطق.

IMG_4421
كواليس مسلسل الرابوص – البعث ميديا – تصوير سوار ديب

وتابعت الرواس: ضمن هذه السوداوية التي تعيشها الشخصية تُخلق قصة حب مع “عياش”، لنراها بشكل مختلف ضمن هذه المشاعر والأحداث.

وأعربت الرواس أن ما جذبها منذ أن قرأت النص أنه يحتوي على شي مختلف، فهي شخصية محببة تختلف عما قدمته سابقاً، شاكرة مخرج العمل على هذه الفرصة.

من جهته أوضح كاتب العمل سعيد الحناوي أن فكرة كتابة مسلسل دراما رعب جاءت بعد تفكير طويل لما يريد تقديمه، وعن الشيء الذي سيترك بصمة ويشكل جدلاً وتساؤلات، وتابع: بحثتُ كثيراً فيما يقدم عبر الشاشات خصوصاً إنتاجاتنا لأعوام سابقة وجدت انها متشابهة لحد ما مع اختلاف المستوى، ومن خلال آراء الناس اكتشفت أنهم ينتظرون ماهو جديد ومدهش وممتع في نفس الوقت، فوجدت أن دراما الرعب تستقطب الكثير ممن يحبون هذا النوع.

وأضاف الحناوي أنه بدأ الكتابة بعد بحث طويل في المشاكل النفسية للانسان للدمج بين الواقع واللاواقع، فدخل عوالم النفس البشرية والعقل الباطني وبعض الأمراض النفسية والعقلية التي لم يسلط عليها الضوء، وقام بوضع ما سبق بقصة واقعية ليست بعيدة عن الواقع السوري خصوصاً والعربي عموماً، معتمداً على كل التشوهات التي سببها المجتمع.

وعن معنى “الرابوص” وكيف جاءت هذه التسمية، قال الحناوي: يعني اسم العمل “شلل النوم” أو “الخانق”، إذ استنتجت أن لكل فرد من هذا المجتمع رابوصاً يكتم على نفسه ويضغط عليه، على اختلاف المستويات والطبقات.وأضاف الحناوي: من خلال هذا العمل أردت توجيه رسالة إلى المجتمع أو إلى القائمين عليه أن السبب الرئيسي لتفشي الأخلاق الرديئة واللا انسانية وانعدام الرحمة هو المجتمع ذاته، وعدم الوعي في كل مناحي الحياة، مبيناً أن الحل الوحيد لعودتنا لانسانيتنا هو الحب بكل أشكاله والتمسك بالأخلاق.

وعن توقعاته للعمل أعرب الحناوي أنه لا يمكن التنبؤ إلا بعد العرض، مؤكداً أن العمل يقدم بشكل جيد إذ يحرص مخرج العمل على تقديم صورة جديدة ونمط لم نعهده من قبل مما سيرفع من مستوى النص، مضيفاً أن هناك اتفاق بين القائمين على العمل أن المشروع هو مغامرة بحد ذاتها إما للأعلى أو للأسفل، وتابع: جميعنا كمؤلف وفريق إخراج وفريق إنتاج وباقي كاست العمل اتفقنا على أننا لن نتهاون بأي شيء، والأستاذ إياد يعمل على أدق التفاصيل ليقدم النص بأفضل صورة.

يشار إلى أن “الرابوص” من إنتاج شركة “زوى ونحاس” للإنتاج الفني، والمدير العام للمشروع ماهر شقرة، و الإشراف على الأنتاج الإنتاج يامن ست البنين، العمل من بطولة نخبة من نجوم سورية ومنهم بسام كوسا وأمل عرفة وعبد المنعم عمايري وكندة حنا، ومن لبنان: عمار شلق وبيير داغر، وآخرون.

IMG_4361
كواليس مسلسل الرابوص – البعث ميديا – تصوير سوار ديب
IMG_4376
كواليس مسلسل الرابوص – البعث ميديا – تصوير سوار ديب
IMG_4467
كواليس مسلسل الرابوص – البعث ميديا – تصوير سوار ديب
IMG_4480
كواليس مسلسل الرابوص – البعث ميديا – تصوير سوار ديب

 

خاص – البعث ميديا | غوى يعقوب

تصوير: سوار ديب