الرفيق الأسد: عمل الحزب في دمشق يتطلب فهم خصوصيتها الحضارية كعاصمة
أكد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق بشار الأسد أن العمل الحزبي في العاصمة يتطلب فهم خصوصية دمشق بمخزونها الثقافي والمعرفي والحضاري، مشددا على المسؤولية الكبيرة الملقاة على القيادات الحزبية في دمشق لكونها العاصمة ومركز القرار السياسي.
جاء ذلك خلال لقاء الرفيق بشار الأسد قيادة فرع دمشق للحزب وقيادات الشعب والفرق التابعة له اليوم الاثنين، أكد خلاله أن “العاصمة دمشق تختلف عن بقية عواصم العالم ولها خصوصية تنبع من كونها حافظة الإرث الإسلامي والمسيحي معا” مقدمة بذلك نموذجاً للانفتاح الحضاري والاعتدال، ليس الاعتدال في الدين فقط، بل في السياسة والمجتمع أيضاً، حيث “دمجت دمشق كل العناصر الثقافية في بوتقة وطنية” وهذا هو “نموذج الاعتدال الذي ميز دمشق ومنع القوى المتطرفة من اختراقها تاريخياً”.
وأكد الرفيق الأسد أن “لصمود دمشق خلال الأزمة التي تعيشها البلاد منذ ثلاث سنوات دور أساسي في صمود سورية”، مشددا على أن “دمشق هي محور سورية” الأمر الذي “يضع مسؤولية كبيرة على القيادات الحزبية في فرع دمشق وكذلك الشُعب والفرق الحزبية فيها”.
ونوه الرفيق الأسد بـ”أهمية اللقاءات مع الفروع والحزبية والشُعب والفرق لتبادل الأفكار والتحليلات بهدف تطوير العمل الحزبي”.
وأضاف الرفيق الأسد “أن الحزب بقي متماسكاً خلال الأزمة وذلك قد يكون بسبب الحالة الصحية التي شهدها في هذه الفترة والتي تمثلت بعملية التنظيف الذاتي في بنيته من خلال خروج وفرار بعض المنتسبين إليه، وهذا التماسك ناتج عن كون الحزب مؤسسة منتجة للكفاءات لا تتوقف كما بات واضحاً تماماً بخروج هؤلاء”.
في سياق متصل، أشار الأمين القطري للحزب إلى أن المعركة التي نخضوها هي معركة فكرية وهنا أهمية البعث الذي اعتمد تاريخياً على الفكر العقائدي، مبيناً أن الأحزاب العقائدية كحزب البعث تقع عليها مسؤولية كبيرة في المواجهة، خاصة في هذه الأزمة التي أفرزت بؤر التطرف وفي نفس الوقت أسقطت الإسلام السياسي، وكل ذلك يضع مسؤوليات أكبر أمام البعث جراء ارتفاع مستوى التسييس بين المواطنين.
وأضاف: “لدينا عمل كبير نقوم به سواء داخل الحزب أو بين الحزب والآخرين عبر الحوار وتقبل الرأي الآخر تجاه المجتمع في محاولة لملء الفراغ الفكري الخطير الذي أنتجته الأزمة”، لافتاً إلى ضرورة التنبه لأهمية “السلوك الشخصي للمسؤول الحزبي الذي من شأنه أن ينعكس على البعث سلباً وإيجاباً، مشيراً إلى أنه كلما اقترب المسؤول البعثي من هموم المواطنين اليومية كان أكثر قدرة على التأثير.
ودعا الرفيق الأسد إلى “الابتعاد بالعمل الحزبي عن الخطابية والإنشائية واعتماد منهج التحليل العلمي لكونه السبيل الوحيد لتطوير العمل الحزبي”.
وشدد الأمين القطري في هذا السياق على ضرورة وضع معايير لاختيار القيادات بما يساهم في تجاوز حالة الركود التي ظهرت في بعض مفاصل العمل الحزبي، مشيراً إلى أن “التقدم لا يكون فقط بالشهادات العلمية بل بالوعي أيضا”.
وجرى خلال اللقاء نقاش موسع طرح خلاله الرفاق أعضاء الفرع العديد من التساؤلات والاستفسارات إن كان على الصعيد الحزبي أو على صعيد السياسة الداخلية والخارجية، وأجاب الرفيق الأمين القطري بكل شفافية ورحب بأي اقتراح من شأنه أن يساعد في تحسين العمل الحزبي بما يخدم الوطن والمواطنين.
كما أكد الرفيق الأسد على أهمية مواصلة مثل هذه الحوارات وتبادل الأفكار على كافة المستويات والذي من شأنه أن يشكل مخزونا هاما لدى الجميع يمكن استثماره في تطوير الأداء الشخصي بما ينعكس ايجابيا على البعث والبلاد.
اضغط على الصور لعرضها بحجم كبير
البعث ميديا – خاص