الأوروبيون «قلقون» من عودة مرتزقتهم الإرهابيين إلى بلدانهم !
أثارت تقارير الاعتقالات المتزايدة لبريطانيين عائدين من سورية مخاوف السلطات البريطانية بعد أن باتت هذه الظاهرة تشكل تهديدا أمنيا لبريطانيا ولأوروبا مع جود الآلاف من الأوروبيين الذين يقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وكشف موقع راديو صوت أميركا أن من بين الآلاف من أشرطة الفيديو التي ظهرت خلال الازمة في سورية أثار واحد منها فقط مخاوف كبيرة بين أجهزة الأمن البريطانية حيث ظهر بريطاني يدعى عبد الواحد مجيد خارج مدينة حلب في وقت سابق من هذا الشهر وهو محاط بمقاتلين من مسلحي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة ويتحدث باللغة الانكليزية ويقوم بعملية إرهابية.
وذكر الموقع أن شيراز ماهر من المركز الدولي لدراسة التطرف في كينغز كوليدغ في لندن قدر عدد البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بما بين 200 و366 وهو أكثر مما خرج للذهاب إلى العراق أو أفغانستان.
وأشار الموقع إلى أن الحكومة البريطانية اتخذت إجراءات صارمة في كانون الثاني الماضي حيث تم اعتقال 16 بريطانيا عائدين إلى بلادهم ويشتبه في مشاركتهم في القتال أو بمحاولة السفر إلى سورية فيما تم اعتقال 24 بريطانيا عام 2013.
بدروه قال رافايلو بانشي من المعهد الملكي البريطاني للخدمات إن التجارب السابقة تشير إلى أن الجهاديين البريطانيين يشكلون خطرا كبيرا ففي أفغانستان وباكستان رأينا الشباب البريطانيين الذين كانوا يذهبون للقتال هناك وقد انتهى بهم
وأضاف الموقع أن المشكلة لا تقتصر على بريطانيا فقط إذ أفادت تقارير بأن هجوما انتحاريا آخر نفذ في كانون الأول الماضي من قبل نيكولاس بونس وهو فرنسي يقاتل إلى جانب تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” ويقدر عدد الفرنسيين الذين سافروا إلى سورية للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة بنحو 700 فرنسي.
وتتصاعد المخاوف لدى الدول الأوروبية بشكل عام مع تزايد أعداد رعاياها المتوجهين للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والذين قدرت نشرة “تى تى ايه” الأسبوعية الفرنسية التي تعنى بالأخبار الاستراتيجية في الشرق الأوسط الشهر الماضي أعدادهم بما بين 4 و5 آلاف شخص.
ويثير القلق الغربي العديد من التساؤلات لدى الخبراء في مسائل مكافحة الإرهاب عن كيفية إزالة بواعث هذا القلق مع استمرار الولايات المتحدة وبعض الدول السائرة في ركبها بدعم وتمويل وتسهيل عبور الإرهابيين وتصديرهم إلى سورية وخصوصا مع التدفق المتزايد لهم خلال الأشهر الماضية وتلقيهم المزيد من الخبرات القتالية التي لا بد أن تستخدم بعد عودتهم إلى تلك الدول ليضربوها في عقر دارها.