هكذا تستخدم قوافل المساعدات الدولية لنقل مواد للإرهابيين
استمعت محكمة بريطانية إلى اتهامات طالت أربعة أشخاص استخدموا قوافل المساعدات المتجهة إلى سورية لنقل مواد ستستخدم في ارتكاب اعتداءات إرهابية.
وتشير الاتهامات إلى أن سيد حوقي وعمره 37 عاماً من ستوك أون ترينت، قد سلّم أكثر من 3،000 جنيه استرليني ومبلغاً إضافياً قدره 1500 جنيه استرليني بتاريخ 21 كانون الأول 2013، لمساعدة ابن أخيه الذي كان يقاتل ضد النظام السوري في البلد الذي تمزقه الحرب. وهو متهم أيضاً مع ثلاثة رجال آخرين بتوفير “أموال أخرى” بين 1 كانون الأول 2012 و31 أيار 2014
وقد نفى كل من مشود ميّا (27 عاما) من شرق لندن، ومحمد حسين (30 عاماً) من شرق لندن، وبرويز رفيق (46 عاماً) من بيركبي هدرسفيلد، وحوقي، هذا الاتهام الموجه ضدهم. كما نفى حوقي اتهامين آخرين بتمويل الإرهاب.
وقالت المدعية العامة أنابيل دارلو: “لقد استخدم المتهمون، أو هكذا على ما يبدو، قوافل المساعدات كوسيلة لنقل الأموال وغيرها من الممتلكات من المملكة المتحدة إلى سورية.”
وأضافت أن القوافل لم يكن غرضها خيري شرعي، وتابعت القول: “الطرق العادية لا تستخدم كثيراً عندما تنظر إلى سورية. ولذلك إذا كنت ترغب بالفعل بنقل أملاك وأموال إلى سورية، لكانت القوافل قد سلكت قناة مفيدة. وربما تعتقد أن هناك إساءة لاستعمال الغرض الحقيقي للقوافل من أجل نقل الأموال والممتلكات للإرهابيين.”
وقد عَلم المحلفون في محكمة أولد بيلي أن حوقي وزوجته قد توقفا في مطار هيثرو بتاريخ 5 آب/أغسطس 2014 بعد عودتهما من بنغلادش، حيث أُخذت هواتفهم منهم وتم تحميل البيانات، وبما أن الفحوصات الأولية لهذه البيانات لم تكشف عن أي مواد متطرفة، فقد تمت إعادة الهواتف لهم.
وسمعت المحكمة أن التحليل اللاحق لتلك البيانات قد أظهر أن حوقي كان يتواصل عبر الواتساب مع شخص يُعرف باسم سيّاف وكان يستخدم رقماً تركياً. وتبين لاحقاً أن هذا الرجل هو ابن شقيق حوقي، وهو محمد شودري الذي كان في سورية، وكان يقاتل تحت راية جبهة النصرة، وهي منظمة إرهابية تمثل جناح تنظيم القاعدة في سورية.
وسمع المحلفون الرسائل التي كشفت أن حوقي كان يزود شودري بالمال، وأن الرجلين ناقشا إمكانية شراء بندقية قناصة من نوع دراغونوف، وبندقية من نوع أي كي ومنظاراً ليلياً.
وقالت دارلو إن المراسلات أظهرت أن حوقي كان على علم أن ابن أخيه “كان متورطاً في الصراع العسكري، وكان يسعى من خلال وسائل عنيفة وراء موت ودمار الرئيس السوري وذلك الجزء من السكان الذي دعم الرئيس السوري”.
“والسيد حوقي شجع شودري بقوة فيما يتعلق بتحقيق هذه الأهداف وكرر مراراً وتكرارا تزويده وعرضه لتقديم الدعم المالي وغيره لشودري”.
وأضافت أن حوقي كان يعرف أن شودري يقوم بمهمات تدريبية فيما يتعلق بالعبوات الناسفة وإطلاق الأسلحة، وأنه كان يشرف على دورة عسكرية للأسلحة.
وأخبرت المدعية العامة المحلفين بالقول: “في بعض الأحيان كان ينبغي على السيد حوقي كبح جماح نفسه تجاه أسوأ تجاوزات شودري. ففي أثناء تبادلهما لبعض الصور بشكل خاص، كان ينصحه بقطع رؤوس أعدائه في سورية، وكان يقترح عليه بأنه يجب عليه رسم خط على أجسادهم بغية تشويه جثثهم.”
وحوقي متهم بإرسال ما مجموعه 4500 جنيه استرليني إلى ابن أخيه في سورية في عام 2013، ويُزعم أن دور ميّا كان دور الميّسر الذي يمكن اللجوء إليه في حال كانت هناك حاجة لعنوان ما أو لاتصال وذلك لأنه كان قد أمضى الكثير من الوقت في سورية.
وكان يعرف أيضاً باسم أبو عيسى، وكان حوقي على اتصال مع حسين. وحسين كان يعرف رفيق، ويُزعم أنه في يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر 2013، مرر بعض المواد -التي كانت على قائمة ميّا -لرفيق قبل أن يبدأ رحلته في قافلة خيرية باتجاه سورية.
قال الادعاء إنه لا يوجد دليل مباشر على ماهية المواد التي تم تمريرها بين الرجال. وقالت دارلو: “هذه هي القضية المطروحة أمام الادعاء بأن كلاً من هؤلاء المتهمين الأربعة قد ورطوا أنفسهم في عملية -وفي حالة السيد حوقي في أكثر من عملية واحدة – يمكن عن طريقها نقل هذه الملكية وتوفيرها لهؤلاء الذين يقاتلون في سورية في الصراع ضد النظام القائم.
“وفي قضية سيد حوقي تضمنت الملكية أموالاً مخصصة جزئيا على الأقل ليتم استخدامها لتقديم سلاح ناري إلى ابن أخيه الذي كان يقاتل في سورية بهدف إسقاط النظام القائم في سورية.
“كما أن كلاً من المتهمين قد أصبح متورطاً في عملية للحصول على مواد اشتملت على هاتف يعمل بالأقمار الصناعية، وأنظمة ملاحية تعمل بالأقمار الصناعية وبرامج بالستية متطورة.”