القيادة القطرية: اتفاق إيران مع الدول الست يعزز ثقتنا بالنصر على العدو المشترك
بينما تتخبط أنظمة العمالة والتبعية في سياساتها الرعناء، وتسرف في صرف ثروات شعوبها على تمويل الإرهابي والقتل والتدمير في سورية وغيرها من دول المنطقة، تحقق الجمهورية الإسلامية الإيرانية إنجازاً تاريخياً عبر الاتفاق الذي تم عقده مع الدول الست في جنيف صباح اليوم.
إن دلالات هذا الاتفاق كثيرة ودروسه واضحة. لكن من أهمها أن التمسك بالحقوق والثبات عليها ومعرفة الأساليب الأفضل لتحقيقها يعتبر نهجاً ضرورياً لازماً لكل الشعوب التي تسعى إلى تكريس استقلالها وتثبيت حقوقها.
كما أن الاعتماد على قوة الشعب والتزام الحكومات والأنظمة بحقوق شعوبها يعطيها طاقة معنوية ودبلوماسية تجعلها تتخطى ما كان يبدو مستحيلاً في لحظة ما. ولعل من أهم الدروس أن السياسة الاستقلالية أكثر عزة وكرامة.
اليوم لدينا في المنطقة صورتان، صورة دول وشعوب تتمسك باستقلال قرارها وتقاوم وتقدم الشهداء على طريق النصر وتعتمد التعاون والتنسيق بين مواقفها بما يعطيها قوة جماعية خلاقة، فتحقق انجازات تاريخية. وصورة أنظمة عملية رجعية وتابعة لا بل مستبعدة من أسياد صهاينة ومستعمرين، تعلم أن سياساتها عقيمة ومواقفها معادية للبشر والتاريخ لذلك لا تجد أمامها سبيلاً سوى تمويل المرتزقة والإرهابيين للقتل والتدمير العشوائي ونشر الفكر الظلامي التكفيري وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية وخاصة حقه في الحياة والأمن.
الصورتان باتتا واضحتي المعالم، لا ينكرهما إلا كل مكابر. فقلد حصل ما كان متوقعاً إذ أعلنت إسرائيل فوراً غضبها من الاتفاق بعد أن فشلت هي ومن يقف معها من دول المنطقة في إفشاله، في إطار توافق استراتيجي واضح بينهم. وهذا الموقف يؤكد أن سياسات إسرائيل وهذه الدول الإرهابية في المنطقة لا آفاق لها أمام دول وشعوب قررت أن تحمي استقلالها بكل ما أوتيت من قوة ومهما كانت التضحيات.
إن هذا الانجاز يأتي ثمرة تحولات نوعية في المنطقة وفي العالم، بدأت بالموقف الإيراني القوي والثابت الذي كان هو الأساس، إضافة إلى صمود الشعب العربي السوري وتصديه المدهش للحرب الإرهابية. ومما لا شك فيه أن هذا الاتفاق التاريخي الذي ضمن حقوق الشعب الإيراني الشقيق يعزز ثقتنا بالنصر على العدو المشترك المتمثل في الصهيونية وقوى الهيمنة و الإرهاب وأتباعهم وذيولهم في المنطقة.