معاناة كفريا والفوعة على لسان أهلها
دمار وتخريب…قذائف صاروخية على منازل المواطنين..حصار خانق..دمروا المنازل والمدارس والمشافي..قضوا على أشكال الحياة كافة..لكنهم لم يستطيعوا النيل من عزيمة وإرادة أهالي كفريا والفوعة أطفالهم ونساؤهم قبل رجالهم وشبابهم..
جرحى ومرضى..نساء وأطفال استطاعوا الخروج من الحصار، ليرووا فصول معاناتهم في البلدتين.. احتضنتهم حلب واللاذقية وطرطوس ودمشق، تنفسوا الصعداء لدى رؤيتهم لحواجز تابعة للجيش العربي السوري.. تقول المربية زينب هلال: إن «معاناتها بدأت منذ هروبها من مدينة الرقة حيث كانت تعمل مدرسة عندما هاجم المدينة تنظيم داعش الارهابي وخطف زوجها وهربت وأطفالها من المدينة تاركة خلفها كل ممتلكاتها وأثاث منزلها>>، مضيفةً <<كل ما رأيته في الفوعة من إجرام يؤكد أن تنظيم جبهة النصرة ومختلف المجموعات الإرهابية التابعة له هم الوجه الأخر لتنظيم داعش».
وتستذكر هلال ما حملته سنتان في الفوعة من رعب وخوف نتيجة القصف الصاروخي الحاقد على البلدة، ونقص الدواء والغذاء والمياه الصالحة للشرب وانعدام الخدمات الضرورية لافتة إلى أن «إصرار الأهالي وتمسكهم بالحياة دفعهم لابتداع أساليب تمكنهم من التأقلم مع ظروف الحصار ومواصلة العملية التعليمية من خلال تدريس المناهج في المنازل والأقبية المحصنة بعد استهداف الإرهابيين للمدارس».
وتقول والدة الشهيد فياض العبد الله: إن »بلدتي الفوعة وكفريا كانتا تتعرضان بشكل شبه يومي إلى إطلاق ما يعادل 50 صاروخا تطال شظاياها المدنيين من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، مخلفة أضرارا مادية وبشرية أثرت على جميع مقومات الحياة في وقت يفتش فيه الأهالي عما يسد رمق العيش والاعتماد في مراحل كثيرة على الحشائش التي باتت نادرة، فضلا عن محاولة تأمين وسائل التدفئة التي باتت معدومة أيضاً إلا قليلاً من الحطب والذي لا يكفي لمواجهة البرد القارس والصقيع».
ولم يسلم مسار رحلة مغادرة أهالي بلدتي الفوعة وكفريا من الترهيب والاستفزاز الذي مارسته المجموعات الإرهابية حيث قامت بإحراق العديد من الحافلات التي تنقلهم على مرأى من المنظمات الإنسانية والعالم كله.
وتشير زينب شحود الحسن والدة طفلين أحدهما مصاب والآخر معوق إلى أن «ممارسات التنظيمات الإرهابية لم تستطع النيل من عزيمتهم ومواصلة مسير رحلتهم إلى حلب>>، واصفة << شعورها بالأمن والاطمئنان عندما وصلت إلى كنف الجيش العربي السوري الذي تثق به كغيرها من الأهالي في تخليصهم من معاناتهم وفك الحصار عمن تبقى من المدنيين في البلدتي»
وعن ظروف الحصار ورحلة الخروج من البلدتين يلفت لؤي شعبان حلاق الذي يعاني من مرض في القلب وهو أب لخمسة أطفال إلى أن «الإرهابيين احتجزوا الحافلات التي كانت تقلهم لنحو ساعة وحاولوا استفزاز الأهالي والنيل من معنوياتهم عبر توجيه الشتائم وإنزال عدد من الشبان والتحقيق معهم فيما احتجزوا الطفل أحمد سعيد 15 عاما ولا يزال مصيره مجهولا حتى الآن».
كما تمتزج مشاعر الفرح والحزن للطفلين الشقيقين محمد وأحمد موسى بلم شملهما مع والدهما بعد فراق أكثر من عامين بسبب الحصار في حين ناشدت والدتهما الجيش العربي السوري للإسراع بفك الحصار عن البلدتين لرفع المعاناة التي يواجهها الأهالي هناك والتي وصلت إلى مرحلة لا تطاق.
ويتحدث علي أبو الخير عن مدى إرهاب وإجرام إرهابيي «جيش الفتح» وأنه خرج على عكازيه مع زوجته وأولاده الثلاثة لإصابته بطلق ناري وحاجته الماسة للعلاج بسبب النقص الشديد في الدواء والغذاء الذي أدى إلى ظهور حالات تأخر بالنمو لدى الكثير من الأطفال في البلدتين وإعاقات شديدة تحتاج إلى علاج سريع لتدارك هذه الحالات والحد من خطورتها على مستقبل هؤلاء الأطفال.
وكان وصل خلال اليومين الماضيين إلى مركز جبرين للإقامة المؤقتة في حلب عدد الحافلات تقل 700 من الجرحى والمرضى ومرافقيهم من أهالي بلدتي كفريا والفوعة قبل أن يتم نقلهم إلى طرطوس واللاذقية ودمشق.