عربي

خبير أمني عراقي “للبعث ميديا”: القضاء على داعش منتصف هذا العام

تواصل القوات العراقية مدعومة بقوات الحشد الشعبي معركتها  التي بدأت منذ نحو ثلاثة أشهر لطرد إرهابيي “داعش” من مدينة الموصل ومحيطها، الخبير الأمني والاستراتيجي، ورئيس اللجنة الشعبية العربية العراقية لنصرة سورية والمقاومة الدكتور عبد الرضا الحميد يشير في حوار مع “البعث ميديا” إلى أن  القضاء بشكل نهائي على داعش سيكون في منتصف هذا العام، مؤكداً أن الخلاص من الإرهاب في سورية والعراق لا يتم إلا عبر وحدة البندقيتين السورية والعراقية.

ماذا عن آخر التطورات في معركة الموصل وما هي خسائر داعش؟

القوات العراقية تحيط الآن بمدينة الموصل من أربع جهات، ومعظم تلك القوات تشكل العمود النخبوي في الجيش والشرطة العراقية، إضافة إلى الحشد الشعبي وقد تم تدريبها في معسكرات تشبه إلى حد ما طبيعة مدينة الموصل، ومع انتهاء تحرير الساحل الأيسر للمدينة ستجد هذه القوات نفسها مرغمة على عبور جسور عسكرية تنصب على نهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى ساحلين أيمن وأيسر ، ودخول القوات العسكرية إلى الساحل الأيمن سيضعها أمام حرب مدن، من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل، وستعتمد على الجنود المشاة في المقام الأول لان معظم المدينة يتكون من أزقة ضيفة لا تسمح بمرور العجلات، وهذا أمر تدبرت عليه القوات العراقية وجهزت له الفرقة الذهبية وفرقة العمليات الخاصة في جهاز مكافحة الإرهاب، وأظنها قادرة على حسم الأمر سريعاً، خاصة مع الانهيار الكبير لعصابات داعش وخسائرها الكبيرة في المعارك الماضية وهروب معظم قياداتها إلى خارج العراق.

هل بدأ العد التنازلي لنهاية داعش في العراق؟

استطيع القول أن العد التنازلي لنهاية داعش في العراق بدأ مع اللحظات الأولى لتطوع ثمانية ملايين عراقي من مختلف الأجيال في فصائل الحشد الشعبي عندما اقتربت عصابات داعش الإرهابية من أكتاف العاصمة بغداد، واندفعت تلك الملايين باتجاهين: الأول ضم المتدربين إلى الفنون العسكرية نحو حدود العاصمة وإبعاد الإرهابيين عنها ومن ثم تطهير محافظة ديالى المتاخمة للعاصمة، والثاني نحو معسكرات التدريب.

ومع مرور أشهر قليلة كانت القوات العراقية والحشد الشعبي تندفع نحو محافظة صلاح الدين وتطهر أبرز مدنها التي عرفت بحضانة الإرهاب الداعشي والإرهاب الحليف للإرهاب الداعشي، مما أعاد زمام المبادرة إلى يد الجيش العراقي والقوات الساندة له، وأعني أن ولادة الحشد الشعبي بوصفه قراراً شعبياً عراقياً محضاً وإرادة تطوعية باسلة وما رافقها إعادة هيكلة الجيش العراقي سواء على صعيد تغيير القيادات التي سلمت بعض المحافظات لداعش من دون قتال، أو على صعيد تنويع مصادر التسليح والتجهيز العسكري وعدم الاعتماد على جهة دولية واحدة، وهي أميركا، ودخول الأسلحة والطائرات الروسية إلى الميدان، أسهمت في توفير قاعدة لقرار حكومي عراقي بعيد عن تدخلات الأصابع الدولية التي أسهمت في دخول داعش إلى العراق، وكانت المعارك اللاحقة في الأنبار وتحرير الفلوجة والرمادي إيذاناً بالقضاء على ما تبقى من أنفاس داعش في العراق.

واليوم، ومع اقتراب القوات العراقية من حافة نهر دجلة الشرقية في مدينة الموصل وقرب الوثوب إلى مركز المدينة في الساحل الأيسر، نستطيع القول أن الإمساك بخناق داعش بات وشيكاً جداً، ولكن هذا لا ينفي أن القضاء المبرم عليها به حاجة إلى وقت آخر قد يصل إلى منتصف هذا العام، إذ أن هناك الكثير من الحواضن وخاصة في المناطق الغربية بمحافظة الأنبار التي تستفيد من الطبيعة المتموجة للأرض في الإفلات من نيران القوات العراقية.

ماهي أسباب ضعف المنظومة الأمنية في كشف التفجيرات التي تحدث بين الحين والآخر في العراق؟

يعود هزال وليس ضعف القوات الأمنية العراقية، إلى عوامل عديدة، أولها افتقارها إلى الأجهزة التقنية القادرة على كشف المتفجرات، فقد سبق أن استخدمت هذه القوات أجهزة تم استيرادها من بريطانيا في صفقة فساد شهيرة تبين لاحقاً أنها أجهزة للكشف عن تركيزات العطور، وتم الاستغناء عنها بعد ثبوت عدم جدواها، وثانيها، أن خلايا الإرهاب النائمة، وهي ليست بالضرورة داعشية، منتشرة في حزام بغداد وفي بعض مناطق مركزها وما تزال القوات الأمنية ضعيفة الأداء في متابعتها والاقتصاص منها ، وثالثها أن التنسيق بين القوات الأمنية الميدانية والاستخبارية ، يكاد يكون معدوماً، ورابعها أن بعض القوى السياسية المشاركة في الحكم أو في البرلمان توفر أغطية سياسية للعصابات الإرهابية تنفيذاً لأجندة خارجية معروفة كما هو الحال مع بعض القوى التي تدين بالطاعة والولاء لأنظمة تركيا والسعودية وقطر وغيرها، وقد أشار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى ذلك قبل أسبوع عندما طالب القوى التي تريد الإطاحة به إلى الإطاحة به في البرلمان وليس عبر السيارات المفخخة مما يعني وضع حكومته أصابعها على بعض الجهات السياسية الداعمة للإرهاب، وأخيراً إن بعض الشركات الأمنية الأجنبية التي تعمل في العراق تمارس أعمالاً إرهابية من اجل إبقاء العراق على سطح صفيح ساخن واستمرار عملها فيه، إضافة إلى وجود عيون وعناصر داعمة للعصابات الإرهابية في القوات الأمنية العراقية وتوفر لها طرق حركتها وتنفيذ عملياتها الإجرامية، وقد كشفت وزارة الداخلية العراقية عن بعض هذه العناصر وإحالتهم إلى المحاكمة.

هناك معلومات تشاع عن استعداد الحشد الشعبي لمشاركة سورية في معركتها ضد الإرهاب، ما صحة هذه المعلومات؟

هذه ليست معلومات فحسب، إنما طموح شعبي عراقي قام على أساس اليقين بان سورية والعراق يواجهان عدواً واحداً في معركة واحدة، وأن القضاء على الإرهاب قضاء مبرماً في القطرين الشقيقين لا يتم إلا عبر وحدة البندقيتين العربية السورية والعراقية، وقد عبر عن هذا الطموح جميع القوى الوطنية العراقية التي ترى في سورية والعراق وحدة شعب ووطن و دم وشراكة واحدة في التاريخ والمصير كما عبرت عنه جميع قيادات الحشد الشعبي العراقية في الكثير من المناسبات، وهنا نؤكد على الأهمية الكبرى لتوحيد الأداء المعلوماتي والاستخباري والعسكري السوري العراقي.

البعث ميديا || حوار: ميس خليل