الجعفري: كلمة رئيس وفد المجموعات الإرهابية خرجت عن اللباقة الدبلوماسية
أكد الدكتور بشار الجعفرى رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع استانا أن الاجتماع حدث مهم على طريق التحضير للتسوية السياسية للأزمة في سورية.
وأشار الجعفري خلال تصريح صحفي إلى أن مجريات الجلسة الأولى لاجتماعات اليوم كانت جيدة التنظيم من قبل الدولة المضيفة وكلمة وزير الخارجية الكازاخستاني كانت بمستوى الحدث.. وكلمة وفد الجمهورية العربية السورية كانت موجهة للحاضرين وكذلك للرأي العام السوري والعربي والعالمي وحافلة بالإيجابية ورسائل التفاؤل لأن اجتماع أستنة فعلا سيكون حدثا مهما على طريق التحضير للتسوية السياسية للأزمة في سورية.
وقال الجعفري.. “كان هناك مفاجأة وحيدة في مجريات هذه الجلسة وهذه المفاجأة شكلت هاجسا ومشغلا مقلقا بالنسبة لمعظم الحاضرين وتمثلت بخروج وفد المجموعات الإرهابية المسلحة التي حضرت إلى أستنة عن اللباقة الدبلوماسية واتسمت الكلمة التي ألقاها رئيس وفدها بأنها كلمة غير ذات صلة بالاجتماع وفيها كثير من اللمسات التي لا تليق بمن أتى إلى أستنة وهو يعتقد أنه يمثل تياراً”.
وتابع الجعفري.. “كان هناك إسفاف في القول وسوء سلوك في الأداء وعدم ارتقاء إلى مستوى الحدث وتطاول على أهميته وعلى كل الجهود الجبارة التي بذلتها الدول الضامنة روسيا الاتحادية وجمهورية إيران الإسلامية والدولة الكازاخية المستضيفة لهذا الحدث المهم”.
وأشار الجعفري إلى أن اللهجة الاستفزازية والخفة في القول والفعل التي اتسم بها بيان رئيس وفد المجموعات الإرهابية المسلحة استفزت الحاضرين ولذلك ظهر هناك تفاوت وتباين واضحان بين أداء الوفود التي أتت من العواصم من جهة وبين أداء الوفد الذي يمثل المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأوضح الجعفري أنه في مثال على مدى خفة وفد المجموعات الإرهابية في التعامل مع ما يجري في سورية من مؤامرة دولية وحرب إرهابية تطرق ذلك الوفد إلى الوضع فيما سماه وادي بردى مدافعا عن جريمة الحرب التي ارتكبها إرهابيو “جبهة النصرة” الذين قاموا بتسميم نبع عين الفيجة ولغموه وفجروا قسما منه ووضعوا مادة المازوت في المياه وسكبوا ملايين الأمتار المكعبة في الشوارع والأنهار.
وأضاف الجعفري.. “إن رئيس وفد المجموعات الإرهابية المسلحة اعتبر أن مجرد تصدي الجيش العربي السوري لهذه المجموعات الإرهابية هو خروج عن اتفاقات 29 كانون الأول 2016 في حين أنه من البديهي لأي دبلوماسي أو اعلامي أو مراقب مبتدئء أو بسيط بأن “جبهة النصرة” ليست طرفا في هذه الاتفاقات وبالتالي هناك قراءة مغلوطة وجرأة فيها كثير من الوقاحة على أهمية الحدث وعلى الحاضرين بتفسير لاتفاقات وقعوا عليها هم دون أن يفهموها ولذلك قلت في بداية كلامي أن ما جرى اليوم شيء من السريالية لا يليق بالجهود الجبارة التي بذلت ولا يليق بمستوى الوفود المهمة التي حضرت الجلسة الافتتاحية”.
ورأى الجعفري أن عدم حرفية وفد المجموعات الإرهابية المسلحة وسوء استغلال هذا الوفد من قبل مشغليه يرمي أساسا إلى تقويض اجتماع أستنة وإفشال الجهود الجبارة التي بذلت من أجل مساعدة الشعب السوري على تجاوز المحنة التي يمر بها بفعل الحرب الإرهابية الظالمة المفروضة عليه.
وقال الجعفري.. “نحن لم نبدأ الاجتماع.. فقط انهينا الجزء الصباحي وهو عبارة عن الإدلاء بالبيانات الرسمية لكننا لم ندخل بعد في صلب الاجتماع.. ما زلنا في بداية الطريق وننتظر استكمال مشهد الأجندة للاجتماع لأن هذه الأجندة ليست جاهزة حتى الآن”.