ثقافة وفن

رحيل الكاتب والصحفي الفرنسي لوسيان بيترلان في باريس

بعد صراع طويل مع المرض توفي في باريس مؤخرا الكاتب والصحفي الفرنسي المعروف لوسيان بيترلان تاركا وراءه إرثا من المواقف الجريئة تجاه القضايا العربية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

وتميزت مواقف الراحل بيترلان إلى جانب سورية وقضاياها العادلة بالجرأة حيث أسهم خلال حياته في عرض وتوضيح المواقف السورية فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي والعمل لتحرير الجولان العربي السوري المحتل أمام الرأي العام الفرنسي والأوروبي وزار سورية مرات عدة للمشاركة في العديد من الندوات والمؤتمرات الفكرية.

وأسس الراحل بيترلان إلى جانب عدد من السياسيين والمثقفين الفرنسيين جمعية التضامن الفرنسية العربية وترأسها منذ عام 1967 كما ترأس اللجنة الأوروبية للتنسيق بين جمعيات الصداقة مع العالم العربي في فرنسا “أورابيا” إضافة إلى اسهاماته في إطار مجموعة الدعم الأوروبية المنبثقة عنها ولجنتها التنفيذية وتطوير ما عرف بـ “السياسة المتوسطية للاتحاد الأوروبي” وتولى أيضا مهام إدارة معهد العالم العربي بين عامي 1984 و1986.

وللكاتب الراحل مؤلفات عدة من أبرزها كتاب “حافظ الأسد… مسيرة مناضل” الذي صدر عام 1986 ويوثق السيرة الذاتية للقائد المؤسس حافظ الأسد وكتاب “الحروب والسلام في الشرق الأوسط” الذي صدر عام 1997 وسلط من خلاله الضوء على رؤية القائد المؤسس حافظ الأسد ومواقفه من قضايا المنطقة بالإضافة إلى عدد كبير من المؤلفات والمقالات الصحفية المنشورة في مختلف الصحف الفرنسية والأوروبية والعربية.

وعلى الدوام أكد الراحل بيترلان في كل كتاباته عن المنطقة “أن سورية هي مفتاح السلام في الشرق الأوسط وهي تعمل من أجل السلام العادل والشامل في المنطقة” مشيرا إلى أن الشجاعة والمنطق هما العنصران اللذان تتحرك سورية على أساسهما في عملها من أجل إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة مشددا على أنها ستنتصر في معركتها.

واعتبر الراحل في العديد من المناسبات أن استهداف سورية يرمي لزعزعة استقرار المنطقة مشددا على أن مصلحة فرنسا دائما تكمن في متابعة علاقات مميزة مع سورية وتعزيز التعاون معها.

كما ويعد الكاتب الراحل من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية وقضايا المنطقة العربية حيث لعب دورا نضاليا إلى جانب المناضلين الجزائريين خلال ثورة التحرير وصولا إلى إعلان استقلال الجزائر عام 1962.

وعرف عنه خلال حياته الالتزام السياسي والعمل الميداني حيث وقف إلى جانب حركات التحرر العربية وخصوصا حركات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي وساند من على مختلف المنابر السياسية المقاومة اللبنانية في مواجهتها الاعتداءات الإسرائيلية.