ثقافة وفن

مناقشة “27” قرارا من قرارات الألفاظ والأساليب للغة العربية

بمناسبة الاحتفال بيوم اللغة العربية ناقش مجمع اللغة العربية بدمشق 27 قرارا من قرارات الألفاظ والأساليب والأصول الصادرة عن مجلس المجمع بهدف إدخال صيغ جديدة إلى اللغة العربية والتعمق في فهم طاقاتها وترسيخها.
وأشار رئيس المجمع الدكتور مروان المحاسني خلال الاجتماع الذي في عقد في قاعة المحاضرات بالمجمع إلى أن الثقافة الغربية الغازية تطمح إلى تثبيت نماذجها الحضارية في أذهاننا من خلال موجات العولمة الصاخبة التي تطرح النماذج وتسوقها واستغلال التقانات على الحياة الفكرية عبر ادعاء مساعدتها للإنسان.

ولفت المحاسني إلى أن اللغة القومية هي عماد الشخصية الثقافية للفرد حيث أنعم علينا العلماء من أسلافنا بتوسع لغوي لا يوجد ما يضاهيه في أي لغة أخرى ولا أحد يستطيع إنكار امتلاك اللغة العربية طاقات برزت طيلة عهد عالميتها حين اجتذبت أجيالا من أقوام أخرى حيث كانت اللغة العربية حاملا مثاليا متميزا لثقافة استوعبت جميع المجالات الفكرية التي تشكل الأسس العميقة لما يتوق إليه الإنسان للارتقاء بإنسانيته والانتقال من معرفة نفسه إلى آفاق معرفية روحانية”.

وشدد المحاسني على أن مجمع اللغة العربية بدمشق كان منذ تأسيسه حاضرا في وجدان الأمة مشيرا إلى أن مسار التعريب لا نهاية له ما دمنا لا نشارك في حركة العلوم الحديثة السريعة التطور وهو مسار يتطلب معرفة دقيقة للغة التي يجري تعريب نصوصها وتعمقا حقيقيا في بحورها حيث قرر المجمع الانضمام إلى المجالات العربية الأخرى في مشروع المعجم التاريخي للغة العربية الذي سيكون مرجعا يشرح ما طرأ على لغتنا من تغيرات والنظر في ارتباطها بمؤثرات مجتمعية إضافية.

الدكتور مازن المبارك عضو مجمع اللغة العربية لفت في مداخلته إلى أنه إذا الناس والإعلام يعنون باللغة العربية في يوم الأم ويتخذون أياما في السنة للاحتفال باللغة العربية احتفالا عاطفيا وجدانيا فإن مجمع اللغة العربية لا يحتفل باللغة العربية في يوم أو أيام من السنة وأن عمر المجمع منذ تأسيسه إلى اليوم كان يقوم ويقعد في هم لغوي عربي دائم وأن اللغة العربية من المجمعيين والمختصين والمعنيين هي الدم الذي يجري في عروقهم فنحن في المجمع نعد كل يوم من أيام السنة هو يوم لأمتنا وللغتنا العربية.

واعترض الدكتور محمد موعد استاذ اللغة العربية في جامعة دمشق في مداخلته على بعض القرارات التي لا تتوافق مع الضوابط الموضوعة لاستقبال كل ما هو جديد في اللغة، مبينا أن بعض هذه القرارات لا يتوافق مع هذه الضوابط وأن اللغة العربية تتسع للجميع ولولا ذلك ما وصلت إلينا والسبب في استمرارها هو أنها لغة لينة وتستطيع أن تستوعب العصور وتواكب الحضارة.

واقترح موعد على المجمع قبول ما يوافق اللغة العربية من أساليب حديثة والابتعاد عن أي أسلوب يجعل الركاكة تجري على السنة الناس ولا سيما وسائل الإعلام لأن الإعلام في زمننا له دور كبير جدا في الحس اللغوي للناس مؤكدا الحرص على أن تسمو أقلام الإعلاميين باللغة وتثبت ما هو صحيح في أذهان الناس.

الدكتور ممدوح خسارة عضو مجمع اللغة العربية اعتبر في مداخلته أن احتفاء العرب في مثل هذا اليوم بيوم اللغة العربية يهدف إلى التدليل على تمسكهم واعتزازهم بهذه اللغة والمحافظة عليها معتبرا أن مجمع اللغة العربية بدمشق يضيف إلى هذا الاحتفاء منهجا عمليا عبر إبراز إسهاماته في تطوير اللغة العربية وتنميتها وتسهيلها حيث يعرض مجموعة من القرارات العلمية في الألفاظ والأساليب والأصول لعرضها على الحاضرين المختصين ومناقشتها.

الدكتور في قسم اللغة العربية بجامعة تشرين اسماعيل صالح الحسن المصري بين في مداخلته أن لغتنا العربية هي عنوان هويتنا القومية والحفاظ عليها ضرورة ملحة والدفاع عن أسسها وقواعدها دليل على وعي وحرص وهي مصنفة ضمن أصعب خمس لغات بالعالم وتعرف بكثرة وجود القواعد اللغوية والإملائية والنحوية فيها مبينا أن هناك أسبابا كثيرة جعلت اللغة العربية الفصحى مهمة في مقدمتها أنها لغة القرآن الكريم وإحدى اللغات السامية القديمة الغربية إضافة إلى توحيدها اللهجات.

ويصادف اليوم العربي للاحتفاء باللغة العربية الأول من شهر آذار بناء على قرار اتخذه المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألسكو عام 2009 بهدف تعزيز مكانة اللغة العربية في مختلف مجالات الحياة في التعليم والإعلام والإعلان.