منذر: العدوان الأمريكي على سوريةيهدف لانقاذ “جبهة النصرة” الإرهابية
أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الوزير المفوض منذر منذر أن العدوان الأمريكي الغاشم والسافر على سورية هو استمرار خطير لذات الاستراتيجية الأمريكية الخاطئة التي بدأت قبل ست سنوات بتقديم كل أشكال الدعم للإرهابيين لافتا إلى أنه من شأن هذا العدوان توجيه رسائل خاطئة للمجموعات الإرهابية تجعلها تتمادى في استخدام السلاح الكيميائي مستقبلا وفي جرائمها الإرهابية.
وقال منذر في كلمة له خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي بخصوص العدوان الأمريكي على سورية “بداية يشكر وفد بلادي كلا من روسيا الاتحادية وبوليفيا اللذين شاركانا في الدعوة لعقد هذه الجلسة الطارئة.. في بداية بياني أريد أن اوجه سؤالا لنائب الأمين العام الذي قال بأن الحكومة السورية أسمت الهجوم عدوانا لكنه لم يقل ما هو توصيف هذا الهجوم وفقا لميثاق الأمم المتحدة”.
وأضاف منذر “لقد ارتكبت الولايات المتحدة الأمريكية عند الساعة الثالثة و42 دقيقة من فجر اليوم 7 نيسان 2017 عدوانا همجيا سافرا استهدف إحدى قواعد الجيش العربي السوري الجوية في المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وسقوط عدد من الجرحى بينهم نساء وأطفال وإحداث أضرار مادية كبيرة”.
وقال منذر “إن هذا العدوان الغاشم يشكل مخالفة خطيرة لميثاق الأمم المتحدة ولجميع القوانين والأعراف الدولية.. حاولت الولايات المتحدة تبريره بحجج واهية وذرائع مفبركة عن استخدام الجيش العربي السوري للسلاح الكيميائي في خان شيخون دون معرفة حقيقة ما جرى وتحديد المسؤول عنه وهي الذريعة التي روجت لها التنظيمات الإرهابية ومشغلوها في واشنطن وأنقرة والرياض والدوحة وتل أبيب ولندن وباريس وأجهزة الإعلام التابعة لها”.
وتابع منذر “لقد أكدت الجمهورية العربية السورية أن الجيش العربي السوري لا يمتلك أصلا أسلحة كيميائية وأنه لم يستخدم مثل هذه الأسلحة إطلاقا في أي من عملياته ضد المجموعات الإرهابية المسلحة كما أنها تدين استخدام مثل هذه الأسلحة باعتباره غير مبرر تحت أي ظرف كان ونشير في هذا الصدد إلى أنه بات من المعروف بأن من استخدم هذه الأسلحة وقام بتخزينها في أنحاء عديدة من سورية هي المجموعات الإرهابية المسلحة وذلك بتعاون أو تستر من بعض أنظمة الحكم في المنطقة وخارجها بما في ذلك تركيا والسعودية وقطر وبعض الدول الأوروبية التي تجاهلت بشكل تام كل الحقائق والمعلومات الموثقة عن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الإرهابيين في العديد من المرات في أنحاء مختلفة من سورية”.
وأكد منذر أن من شأن هذا العدوان توجيه رسائل خاطئة للمجموعات الإرهابية تجعلها تتمادى في استخدام السلاح الكيميائي مستقبلا وفي جرائمها الإرهابية ضد المدنيين السوريين وقد باشر تنظيما “جبهة النصرة وداعش” الإرهابيان والمجموعات الإرهابية المرتبطة بهما في أعقاب هذا العدوان بشن هجمات واسعة على العديد من المناطق في سورية ولكن الجيش العربي السوري وحلفاءه في الحرب على الإرهاب يتصدون لهم على الرغم من المحاولات اليائسة لدعمهم والتي يندرج العدوان الأمريكي الغاشم ضمنه.
وقال منذر “إن هذا العدوان المدان هو استمرار خطير لذات الاستراتيجية الأمريكية الخاطئة التي بدأت قبل ست سنوات بتقديم كل أشكال الدعم لما تسميه الولايات المتحدة الأمريكية “معارضة مسلحة معتدلة”.. إن هذه الاستراتيجية تؤثر على عملية مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجيش العربي السوري وشركاؤه ويجعل الولايات المتحدة الأمريكية شريكا لـ “داعش وجبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي ذهبت منذ اليوم الأول للحرب الظالمة على سورية الى مهاجمة نقاط الجيش والقواعد العسكرية السورية والبنى التحتية والمدنيين”.
وأضاف منذر “أذكر هذا المجلس أن الولايات المتحدة الأمريكية تقود تحالفا مزعوما ضد “داعش” أما الإنجازات الحقيقية لهذا التحالف فهي قتل المدنيين وقصف البنى التحتية في سورية وهدفه الحقيقي هو محاولة إضعاف قوة الجيش العربي السوري وحلفائه في التصدي للمجموعات الإرهابية”.
وتابع منذر “إنه في هذا الإطار تندرج الضربة الجوية التي وجهتها طائرات هذا التحالف غير الشرعي للجيش العربي السوري في جبل الثردة في مدينة دير الزور بتاريخ 17 أيلول 2016 والتي هدفت حينها إلى تأمين ممر آمن لعناصر تنظيم “داعش” بين الأراضي السورية والعراقية”.
وقال منذر “أما عدوان اليوم فقد هدف إلى إنقاذ إرهابيي تنظيم جبهة النصرة في أعقاب الخسائر الكبيرة التي تلقوها نتيجة الضربات التي وجهها الجيش العربي السوري وحلفاؤه إليهم في المنطقة الوسطى بعد هجومهم على المدن والقرى الآمنة فيها.. وأشير في هذا السياق وحسب تقارير إعلامية إلى أن الكونغرس الأمريكي قد أقر منذ قليل قانونا يسمح للإدارة الأمريكية بإرسال صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية”.
ولفت منذر إلى أنه “حذرنا في هذا المجلس منذ يومين فقط من أن الدول الاستعمارية الثلاث دائمة العضوية فيه قد استعادت الشهية لتكرار تلك الأكاذيب والقصص الملفقة التي مارستها الولايات المتحدة وبريطانيا منذ 14 عاما في هذه القاعة لتدمير العراق واحتلاله تحت ذريعة كذبة كبرى هي أسلحة الدمار الشامل ولعل التاريخ الدبلوماسي يعيد نفسه الآن في مشهد هزلي مؤسف حيث حاول الوزير كولن باول حينها تضليل الأمم المتحدة والرأي العام لتبرير عدوان بلاده على العراق من خلال الحديث عن معلومات ذات مصداقية عالية أما اليوم فتتمادى الولايات المتحدة في سياستها التضليلية لتبرير عدوانها على سورية من خلال الاعتماد على معلومات مفبركة يقدمها إرهابيو تنظيم جبهة النصرة”.
وأضاف منذر “إن هذا العدوان يثبت من جديد بالدليل القاطع ما كانت تقوله سورية دائما من أن تعاقب الإدارات الأمريكية لا يغير من سياساتها العقيمة المتمثلة باستهداف الدول وإخضاع الشعوب ومحاولة الهيمنة على العالم” مضيفا “إن الرأي العام العالمي وشعوب العالم الحر لم يساورهم الشك في يوم من الأيام بأن إدارات وحكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا المتعاقبة لم تأبه منذ عقود طويلة لا بالديمقراطية ولا بحرية ولا بحقوق الإنسان ولا برفاه الشعوب ولا بأمنها ولا باستقرارها بل كانت تلك مجرد ذرائع لخوض الحروب واحتلال الدول وتقسيمها والسيطرة على ثرواتها ومنابع الطاقة فيها غير أن ما يثير الاشمئزاز الآن هو أن هذه الحكومات التي دعمت الفكر الوهابي المتطرف والعقيدة الإرهابية منذ اليوم الأول لنشوء كيان بني سعود باتت اليوم تدير الإرهاب وتستثمره دون أن
تأبه بحياة جميع شعوب العالم حتى لو كانت شعوبها بعد أن وصل الإرهاب إلى عقر دارها نتيجة هذه السياسات الخاطئة والمنافقة”.
وأكد منذر أنه إذا كانت الإدارة الأمريكية تعتقد واهمة أن هذا الاعتداء الغاشم قد نجح في دعم العصابات والمنظمات الإرهابية على الأرض فإن رد الجمهورية العربية السورية وحلفائها هو المزيد من التصميم على مواصلة الواجب الوطني في الدفاع عن الشعب السوري وسحق الإرهاب أينما وجد وإعادة الأمن والأمان إلى أراضي الجمهورية العربية السورية.
وقال منذر “إن الجمهورية العربية السورية تدين بأقوى العبارات إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على ارتكاب هذا العمل العدواني الذي يتناقض مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومع دورها كعضو دائم في مجلس الأمن معني بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين.. هذا ناهيك عن أن مثل هذه الاعتداءات تنذر بنشر الفوضى العارمة في جميع أنحاء العالم وستجعل من شريعة الغاب طريقا للتعامل مع الأزمات الدولية والإقليمية بدلا من احترام أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي”.
وأضاف منذر “لمن تحدث عن احترام ميثاق الأمم المتحدة أتساءل هل احترم الثلاثي الاستعماري داخل هذا المجلس الميثاق عندما قتلتم ملايين الأبرياء بدءا من شرق آسيا وانتهاء بأمريكا اللاتينية.. وللمندوب الفرنسي الذي تحدث عن الاستثناءات انتم الذين يجب ألا تكونوا استثناء ويجب أن تحاسبوا على قتل طائراتكم أكثر من 200 مدني في طوخان الكبرى في ريف حلب في تموز 2016 ويجب أن تحاسبوا انتم وشركاؤكم بما يسمى التحالف الدولي على قتلكم أكثر من 800 مدني سوري في الفترة ما بين نهاية تموز 2016 و22 آذار 2017 ويجب أن تحاسبوا على دعمكم للمجموعات الإرهابية المسلحة وتوفير الغطاء السياسي لها كي تستمر في ممارستها الإرهابية ضد بلادي”.
وقال منذر في ختام بيانه “إن حكومة الجمهورية العربية السورية انطلاقا من إيمانها بضرورة حشد كل الجهود لمكافحة الإرهاب واحتراما منها لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة تدعو هذا المجلس إلى تحمل مسؤولياته بموجب الميثاق وإدانة هذا العدوان السافر وبحث سبل ضمان عدم تكراره باعتباره عملا يهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم”.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أكدت في وقت سابق اليوم أن العدوان الأميركي المدان على سورية يتناقض مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومع دور الولايات المتحدة كعضو دائم فى مجلس الأمن معني بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين ناهيك عن أن مثل هذه الاعتداءات تنذر بنشر الفوضى في جميع أنحاء العالم.