أحمد عساف.. المرأة السورية بين القصيدة واللوحة
المرأة السورية كانت المحور الأساسي في مشاركة القاص أحمد عساف في المعرض التشكيلي المرافق لأيام ملتقيات دمشق الثقافية مع الشاعرالكبيرخالد أبو خالد في المركز الثقافي العربي-أبو رمانة-وتعكس مشاركته بأربع عشرة لوحة ملامح العلاقة بين الأدب- القصيدة والقصة- واللوحة، فجسد بلوحاته جماليات من أجواء الطبيعة الصامتة لاسيما الورود، إلى جانب الأشياء المؤنسنة كدلة القهوة القديمة، ومصباح الكازالمعبّرة عن مفردات بسيطة كان لها دورفي حياتنا الماضية.لكن الأجمل تلك النوافذ المسوّرة بالورود والمحمّلة بالأسراروالمطلة على جانب من إحدى حارات دمشق.وفي جانب آخر من لوحاته أخفت تلك الوجوه الحزينة قلقاً ما لاسيما أنه رسمها بأسلوب سريالي، واللافت أن القاسم المشترك بين لوحاته هو الألوان المشرقة البراقة التي تدل على مباهج الحياة.ويقول عساف في حديثه للبعث ميدياعن العلاقة الحميمة بين اللوحة والكلمةبأن ثمة مشتركاً بين القصة واللون بين وضوح الخطوط وشفافية الكلمة، ويتابع: ابتعدتُ عن كل ما يدخل ضمن إطار التعقيد البصري، وأردتُ أن يقرأ كل الناس من مختلف الشرائح ما تعكسه ألواني المبهجة البراقة (الأصفر-الأخضر-الأزرق- الأحمر القاني) الموحية بالتفاؤل بالنصرالمرتقب بعد صمودنا الطويل في ظل الحرب الطاحنة ضد الإرهاب، فالقصة صورة شعرية تعبّر عن حالة إنسانية كذلك اللوحة هي لون بالدرجة الأولى، ومن المفترض أن تحمل بعداً إنسانياً لكنها في الوقت ذاته يجب أن تحمل بعداً بصرياً واضحاً وصريحاً. وعن وجوهه السريالية التي توحي بالقلق لاسيما من خلال تباين حجم العيون في الوجه وميزة الرقاب وشكل الوجوه الطويلة، يقول: هذا الاختلاف يوحي بقراءات مختلفة للمتلقي لاسيما أن تعب الانتظار وترقب المجهول أنهك وجه المرأة السورية، التي صمدت وقاومت، وجوهي هي رمز للمرأة السورية العاملة المقاومة المربية الحالمة المنتظرة المناضلة التي كانت وستبقى المرأة المتميزة على مستوى الوطن العربي والعالم، ليس تعصباً أو تحيزاً لسوريتي، وإنما هي الحقيقة ..ليخلص إلى أن العلاقة بين التشكيل والقصة القصيرة أوالقصة الومضة علاقة تواشجية متداخلة، علاقة حميمة تصوّرحالات إنسانية تصفها الكلمات وتشرح السطور خلفياتها، وتختزلها خطوط اللوحة بلحظات انطباعية خاطفة.
البعث ميديا – ملده شويكاني