ثقافة وفن

ثقافي حمص يقيم محاضرة بعنوان “المدن المنسية في شمال سورية”

أضاء المهندس أحمد الخضور على الدور البارز لسورية من خلال مساهمتها في مسيرة الحضارة الانسانية في مختلف الإشراقات منذ نشأتها مع أول بيت سكنه الإنسان المتحضر بعد الكهوف في تل مريبط في العصر الحجري الحديث 8500 قبل الميلاد إلى بداية التاريخ وعصر البرونز والحديد في الألف الثالث والثاني والأول قبل الميلاد.

ولفت الخضور في محاضرة استضافها المركز الثقافي بحمص بعنوان “المدن المنسية في شمال سورية” إلى أن الكثيرين ينسون أن القسم الشمالي الشرقي الواقع بين نهري دجلة والفرات في سورية هو جزء من بلاد الرافدين “ميزوبوتاميا” ويشكل نحو ثلث مساحة سورية التي تضم ثلاثة آلاف تل أثري جرى التنقيب منذ عام 1920 وحتى وما قبل الأزمة في نحو مئة تل منها حيث وجدت ماري وأوغاريت وأفاميا وإيبلا وخلال تلك الفترة كان يعمل في بلدنا أكثر من 130 بعثة أثرية سنويا ما جعل احد الباحثين يسمي بلادنا “فردوس علماء الآثار”.

وحول محاضرته بين الخضور أن المدن المنسية أو الميتة لخلوها من السكان تقع ضمن مربع يشكل زواياه الأربعة قورش من الشمال وأفاميا من الجنوب وأنطاكيا من الغرب وحلب من الشرق شارحاً الفترات التاريخية التي مرت بها هذه المنطقة وما احتضنته من معالم اثرية مهمة في مقدمتها درة الكنائس “كنيسة القديس سمعان العامودي”.

ولفت إلى أنه تمت إضافة المدن المنسية إلى قائمة التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم “اليونسكو” عام “2011” وأطلق عليها منذ هذا التاريخ اسم “القرى الأثرية في شمال سورية” وأبرزها دير سمعان وكيمار وسنخار وكفرنابو وفافرتين والمشبك وقصر البنات ودير مشمش وبرج حيدر وسرفانيا وباصوفان.

وبعد أن عرج على تطور العمارة الدينية في تلك الكنائس من حيث طرق التصوير والنحت استشهد المحاضر بمقولة الشاعر الفرنسي فيكتور هوغو الذي اعتبر أن فن العمارة بمثابة الكتاب الأكبر للإنسانية ووسيلة التعبير الرئيسية للانسان في مختلف مراحل تطوره الحضاري كقوة إبداع وذكاء إنساني.

ورأى الخضور في ختام محاضرته التي تأتي في اطار البرنامج نصف الشهري لجمعية العاديات الأثرية التاريخية أن حضارة الآثار هي التي تتفوق كثيراً على حضارة الكلمة لافتاً إلى أن كل مبنى تاريخي يبدو بمثابة موسوعة للخبرات العلمية والعملية والفنية والمعمارية وأن تاريخ العمارة يدين بالشيء الكثير إلى أولئك المهندسين المعماريين والفنانين والمؤرخين والمفكرين.