الشريط الاخباريثقافة وفن

غرابيب سود.. حين يدس السم في الماء!!

شجعت السينما الأمريكية والأوروبية بالتواطئ مع شركات التبغ، على التدخين من أجل زيادة ربح الشركات عن طريق نجمات ونجوم يقدمون البطل أو البطلة تمسك السيجارة وكأنها جزء لا يجب أن يتجزأ من هذه الشخصية التي تصبح مع الوقت “المثال” أو “القدوة” للمراهقين وحتى الشباب من الجنسين مثل مرلين مونرو أو شون كونري.

وكما عادت “السيجارة” بالفائدة على مبيعات أصحاب شركات التبغ، اغتنى مهربو السلاح والمخدرات ومروجوه بفعل الصورة “الجذابة” التي قدمها الفن السابع في أميركا والغرب عموما، وبات التعاطف جليا ومبالغا فيه مع أفلام كثيرة كـ”العراب” بكل أجزائه، والذي لا يزال حتى اللحظة يقلّد أبطاله ويتغنى المشاهد بجمال وقوة وحركات وتعابير أبطاله “المجرمين”.

في الحقيقة… إباحة العلاقات الجنسية على شاشات التلفزيون والسينما خارج إطار الزواج وبعشوائية والتعود على رؤيتها بات أمرا أيضا عاديا حتى بالنسبة للطبقات والعائلات المحافظة!!

هذه الأعمال الفنية، تدفع إلى انتهاك السلوك الإجرامي بالتقليد والتماهي مع أبطالها. ولم يكن ينقص العالم العربي والإسلامي إلا ظاهرتي الإرهاب والتطرف، والتي بدل التركيز على أثرهما السلبي، نجد أن بعض المسلسلات والأفلام أصبحت تروج لجرائم الإرهابيين وتقدم صورة عن حياتهم قبل الالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية وتبرير، بطريقة أو أخرى، أسباب تطرفهم وتحولهم إلى مجرمين يسفكون الدماء ويدمرون حياة شعوب بأكملها.

بتكلفة قدرت بعشرة ملايين دولار، يعرض مسلسل “غرابيب سود” إنتاج سعودي قناة “ام بي سي” لعام 2017 على قنوات عربية كثيرة خلال الشهر الفضيل.

المسلسل يعرض نسوة التحقن بتنظيم “داعش” الإرهابي. “غرابيب سود” يظهر ما تخفيه الحلقات المقبلة، فعلى مدى 4 حلقات يسلط الضوء على قصص واقعية وأخرى من نسيج خيال القائمين على العمل، تتناول حياة الإرهابيين والإرهابيات اليومية وأسرارهم وطريقة تفكيرهم، يؤكد علماء النفس والتجربة والنقاد أنها تشجع من لديهم استعداد إجرامي على ارتكاب الجريمة.

صناع المسلسل، يزعمون أنهم يحاولون الكشف للمتلقي عن جرائم تنظيم”داعش” الإرهابي وطرقه الوحشية في القمع والإجرام، من خلال كشف الوسائل والأساليب التي يستخدمها في الولوج إلى عقول الشباب والشابات عبر نقاط ضعفهم النفسية والاجتماعية والسلوكية وغيرها، لكن الحقيقة أن جرائم “داعش” بات الرأي العام العالمي كله يعرفها، وحتى الأطفال يدركون خطورته!!.

يحاول المسلسل ومنذ بداية عرضه، إيجاد أرضية للدواعش تدفعهم لارتكاب جرائمهم,, الفراغ، الفقر، الانحطاط، التضييق.. بينما يمر عشرات بل ملايين الناس بنفس الظروف لكنهم لم يصبحوا إرهابيين بل دفعوا بحياتهم وحياة بلدانهم لتصبح أفضل.

البعث ميديا – سلوى حفظ الله