الشريط الاخباريسورية

سورية تؤكد التزامها أهداف منظمة العمل الدولية

أكد معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ركان إبراهيم فى كلمة سورية أمام فعاليات الدورة الـ 106 لمؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف أن سورية كانت وما زالت وستبقى ملتزمة بأهداف منظمة العمل الدولية ودستورها واتفاقياتها إيمانا منها بأهداف هذه المنظمة ورسالتها.

وأشار إبراهيم إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يحمل عناوين مهمة حول قضايا العمل والتنمية أبرزها تقرير المدير العام بعنوان “المبادرة الخضراء” الذي يعكس فكر المنظمة ويحاكي أهدافها ورسالتها وكذلك ملحق تقرير المدير العام المعنون بأوضاع العمال العرب في الأراضي العربية المحتلة.

وتساءل إبراهيم عن سبب إغفال اسم الجولان العربي السوري المحتل الصريح في عنوان التقرير وعدم لقاء بعثة تقصي الحقائق المعنيين من أطراف الإنتاج الثلاثة “الحكومة والعمال وأصحاب العمل” وذلك للوقوف على حقيقة الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أصحاب العمل والعمال السوريين في الجولان العربي السوري المحتل والأراضي العربية المحتلة الأخرى مشدداً على أن موقف البعثة فيه اختراق للسلطة الشرعية بالجمهورية العربية السورية.

وأشار إبراهيم إلى أن أشد ما يؤلم سورية هو المساواة بين الجاني والضحية في الحرب الظالمة التي تقوم بها تنظيمات إرهابية مسلحة عقيدتها ورسالتها ارتكاب مزيد من أفعال القتل وسفك الدماء والخطف وترويع المدنيين الآمنين والاعتداء على مؤسسات الدولة الشرعية وتدمير قطاعاتها الاقتصادية والخدمية مخالفة بذلك جميع القيم الإنسانية والأخلاقية والمواثيق الدولية رافق ذلك “صمت دولي مريع أدهش الجميع”.

وبين إبراهيم أن الحرب الهمجية على سورية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً “ساهمت في إغلاق ما يزيد على ألف منشأة في جميع القطاعات الاقتصادية” كان من آثارها تسريح الآلاف من العمال وفقدان فرص عملهم وحرمانهم من مصدر دخلهم الذي يضمن لهم العيش والحياة الكريمة وما نجم عن ذلك من آثار سلبية على المجتمع والأسرة والفرد.

ودعا إبراهيم المنظمة إلى اتخاذ موقف صريح يدين الأعمال الإجرامية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة بحق أصحاب العمل والعمال مطالباً بتفعيل قرار منظمة العمل الدولية بخصوص بعثة المدير العام للمنظمة إلى الجولان العربي السوري المحتل وتفعيل برامجها وأنشطتها في سورية التي توقفت منذ بداية الحرب العدوانية الظالمة عليها.

وأكد إبراهيم أن سورية ورغم كل ما تعرضت له بقيت صامدة كدولة مؤسسات وواصلت عملها الدؤوب في جميع مناحي الحياة تؤدي مهامها وفق خطة وطنية رسالتها ورؤيها مجتمع سوري متماسك أفراده ممكنون ومنتجون في ظل سوق عمل فعال يوفر فرص العمل اللائقة للجميع بما يضمن لهم العيش الكريم ويترافق ذلك بوجود شبكة حماية اجتماعية أساسها التشاركية وتحقيق العدالة الاجتماعية بالتعاون والتكامل مع الشركاء الاجتماعيين والقطاع الأهلي لتحقيق التنمية الشاملة.

وختم إبراهيم بالتأكيد على أن الشعب السوري الملتف حول قيادته لن يهزم وسينتصر على الإرهاب وستبقى سورية خالدة في التاريخ قوية بوحدتها الوطنية عصية على أعدائها بمنعة شعبها.

وفي كلمته أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية جمال القادري أن الحرب الإرهابية الظالمة التي تواجهها سورية كان لها تداعيات سلبية وآثار “كارثية” على عمال وشعب سورية بعد أن استهدفت التنظيمات الإرهابية التكفيرية كل مقومات الحياة.

وأشار القادري إلى أن التنظيمات الإرهابية استهدفت البنى التحتية والقاعدة المادية للاقتصاد الوطني السوري التي بنيت بعرق العمال ولا سيما المعامل والشركات والمدارس ورياض الأطفال والطرق والجسور والجامعات كما قام الارهابيون بنهب الموارد الاقتصادية كالنفط والغاز والحاجات الأساسية للأمن الغذائي والتعدي على حركة المواصلات والطرق العامة.

ولفت القادري إلى أن ممارسات الإرهابيين تناغمت وتماهت مع الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضت على الشعب السوري من قبل الدول والأنظمة التي هي بالأساس داعمة وممولة للإرهاب والحرب على سورية في محاولة يائسة للنيل من صمود الشعب السوري وإيمانه بوطنه والتفافه حول جيشه البطل وقيادته الشرعية في مواجهة الإرهابيين وإجرامهم الوحشي مشيرا إلى أن كل ذلك يتماهى أيضا مع استمرار “إسرائيل” باحتلال الجولان العربي السوري والأراضي الفلسطينية والمزارع اللبنانية وقيامها بالانخراط في الاعتداء على سورية من خلال دعمها للعصابات الإرهابية وتدخلها المباشر لصالح تلك العصابات.

وبين القادري أن سورية تعاني من الإرهاب العابر للقارات مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي في تجنيد الإرهابيين من العديد من الدول بعد أن تلقوا الأموال من تلك التنظيمات مبينا أن تلك التنظيمات عملت على غسل أدمغتهم عبر نشر الكراهية والتطرف وجرى دفعهم نحو سورية والعراق واليمن وليبيا وغيرها من المناطق والبلدان بتسهيلات لوجستية ودعم مالي وتدريب من قبل دول إقليمية ودولية أصبحت معروفة للجميع.

وطالب القادري منظمة العمل الدولية “كجهة متخصصة” بتصميم وتنسيق برامج تكفل تأمين فرص العمل للشباب في الدول الفقيرة والنامية وهو ما يشكل “سبباً رئيسيا في إعادة تأهيل هؤلاء الشباب وإبعادهم عن الوقوع في مستنقع الإرهاب دون إسقاط مسؤولية الدول الكبرى في ذلك والتي بدأت للأسف تكتوي بنار الإرهاب” مشيراً إلى أنه حان الوقت “ليقول العالم كلمته ويرفع صوته عاليا في وجه من أوجد وخلق تنظيمي “داعش” و”النصرة” وأخواتهما”.

وتطرق القادري في كلمته إلى قضية اللاجئين السوريين الذين تم تهجيرهم من سورية بسبب اعتداءات التنظيمات الإرهابية والواقع الاقتصادي الصعب الذي خلفته الحرب على سورية والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب لافتاً إلى عملية الاستغلال التي يتعرض لها هؤلاء اللاجئين وإجبارهم على الرضوخ لأقسى الأعمال وأدنى الأجور في تجاهل تام لتوصيات ومواثيق منظمة العمل الدولية والمجتمع الدولي في كل ما يتعلق بحقوق اللاجئين.

وأكد القادري على إدراج قضية العمال اللاجئين” ومن ضمنهم العمال السوريين” في أعمال هذه الدورة مطالباً المؤتمر بأن ينجز التشريعات اللازمة والملزمة لدول اللجوء” من أجل معاملة العمال اللاجئين على قدم المساواة مع العمال الوطنيين”.

ودعا القادري الى عقد ندوة في دمشق لدراسة المشاريع التي يمكن لمنظمة العمل الدولية أن تقدمها من أجل الذين فقدوا أعمالهم وموارد رزقهم واضطرارهم لمغادرة أرضهم إضافة إلى ما يمكن للمنظمة أن تقدمه في مجال التأهيل والتدريب المهني مع الثقة بأن تنفيذ مثل هذه البرامج في سورية سيسهم في الحد من ظاهرة اللجوء وفي توفير العمل اللائق والكريم وفي عملية إعادة إعمار ما خربه ودمره الإرهاب.

وختم القادري كلمته بالتأكيد على مواصلة سورية “بأطراف إنتاجها الثلاثة” التعاون مع منظمة العمل الدولية.

وكانت فعاليات الدورة الـ 106 لمؤتمر العمل الدولي الذي تنظمه سنوياً منظمة العمل الدولية بدأت أمس الأول في مدينة جنيف بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية الذي يمثل أطراف العمل الثلاثة الحكومة والعمال وأصحاب العمل.

ويستمر المؤتمر حتى الـ 16 من الشهر الجارى بحضور نحو 4 آلاف ممثل عن العمال وأصحاب العمل والحكومات من الدول الأعضاء الـ 187 في منظمة العمل الدولية يناقشون القضايا التي تواجه عالم العمل والعمال.