محليات

بعد تأهيله وفق المعايير الأوربية.. مشفى المواساة يتحضر لقفزات نوعية جديدة

بعد إعادة تأهيلها وتطويرها وفق أحدث المعايير والمقاييس الأوروبية افتتح مؤخرا في مشفى المواساة الجامعي بدمشق أقسام الإسعاف المركزي والحروق والعناية الفائقة الانتانية في الوقت الذي تتواصل فيه أعمال الترميم والتأهيل لأقسام أخرى سيتم افتتاحها قريبا.
وتشمل خطة المشفى انجاز مشاريع جديدة أخرى مستقبلية حسب الدكتور عصام زكريا الأمين مدير عام المشفى الذي بين في حديث لـوكالة الأنباء السورية “سانا” أن المشاريع تأتي بهدف تقديم خدمات طبية إضافية للمرضى والارتقاء بالتشخيص والعلاج المجاني إلى جانب التركيز على الجوانب التعليمية والتدريبية لطلاب الدراسات العليا في كليات الطب البشري.
وأشار الدكتور الأمين إلى أن المشفى يعمل على عدة مشاريع تطويرية وفي أكثر من محور. إضافة إلى تقديمه الخدمة الآنية واليومية لعدد كبير من المراجعين فقسم الإسعاف المركزي يستقبل نحو 120 ألف مواطن سنويا يقدم لهم كل الخدمات الإسعافية ولا سيما أن عملية ترميمه وإعادة تأهيله من جديد بلغت تكلفتها 250 مليون ليرة سورية وفق معايير أوروبية كاملة.
ويبين الدكتور الأمين أن قسم عناية الحروق في المشفى أصبح من الأقسام غير المسبوقة في منظومة مشافي التعليم العالي كونه يستقبل فقط مرضى الحروق ويشرف عليه أطباء التجميل والجراحة الترميمية والتخدير والعناية المركزة ويتوفر فيه 5 منافس و8 أسرة وبلغت كلفة تأهيله 150 مليون ليرة ، لافتا إلى أن قسم العناية الفائقة مخصص لمعالجة المرضى الذين يعانون من حالات إنتانية شديدة وبلغت كلفته 100 مليون ليرة سورية. كما تم ترميم أسرة قسم العناية المركزة بالكامل والعنايات العامة بكلفة 80 مليون ليرة.
تابع.. إن عمليات الترميم في أقسام أخرى تتواصل حيث تجري حاليا إعادة تأهيل وترميم شعبة التنظير الهضمي بشكل كامل وبكلفة تصل إلى 54 مليون ليرة ستكون جاهزة بعد ثلاثة أشهر، إضافة إلى غرف عمليات الأذنية بكلفة 46 مليون ليرة والعمل على إحداث محطة أوكسجين التي تعتبر حيوية وأساسية لاستمرار عمل المشفى، مبينا أن المحطة ستحقق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة التي تصل تكلفتها الى نحو مئة مليون ليرة مع إمكانية إمداد وتزويد المشافي القريبة بالأوكسجين عند الحاجة مثل البيروني والأطفال، وخاصة انه سيتم افتتاحها خلال شهرين ووصلت تكلفتها إلى نحو290 مليون ليرة سورية.
ويقول: إن “المشفى يعمل على تأسيس وحدة زرع نقي فيه ستوفر معالجة شافية لكثير من حالات سرطان الدم، مشيرا إلى مشروع آخر لمرضى الإسعاف الذين يحتاجون للإقامة بالمشفى حيث تم تخصيص قسمين بسعة 200 سرير إضافة إلى ترميم الأقسام الأخرى المخصصة لذلك لتتناسب مع عمليات التوسع والتطوير الحاصلة.
وبين الدكتور الأمين أن المشفى يسعى إلى تنفيذ مشاريع أخرى بالتعاون مع المنظمات الدولية مثل إعادة تأهيل الحضانة المخصصة لأطفال العاملات في المشفى ضمن شروط صحية بكلفة تصل إلى مئة مليون ليرة وكذلك ترميم قسم العناية النفسية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والذي يقدم العلاجات النفسية والسلوكية لكل حالات الإدمان تقريبا ويضم 3 اختصاصيين نفسيين و8 طلاب دراسات عليا وهو من الأقسام المميزة.
أما المشروع الكبير والطموح الذي يتم العمل عليه بحسب مدير المشفى فهو المجمع الإسعافي الواقع بجانب المشفى ويتكون من 11 طابقا ويتسع ل168سريرا و24 سرير عناية مركزة. إضافة إلى مدرج للتدريس والتأهيل الأكاديمي للكوادر ووجود مهبط للطائرات على سطحه وفي حال افتتاحه بعد نحو 3 أو 4 سنوات سيكون أكبر مجمع إسعافي في المنطقة وليس في سورية فقط بتجهيزاته وإمكانياته حيث يستطيع استقبال 1500 مواطن يوميا .مع الإشارة إلى أن الاسعاف المركزي الحالي يستقبل نحو 350 إلى 400 مواطن وتقدر تكلفته بنحو 6 مليارات ليرة سورية.
وحول العمليات النوعية التي يجريها المشفى؟. يقول الدكتور الأمين: إن لمشفى أحدث وحدات طبية تخصصية مثل وحدة جراحة العمود الفقري التي تضم اختصاصيين في الجراحتين العظمية والعصبية وقد أجرت ثلاث عمليات متميزة احداها لشاب لديه تشوه في العمود الفقري وأصيب بشلل لفترة طويلة وتكللت العملية بالنجاح وأصبح الشاب يمارس الرياضة بشكل طبيعي.
ويشير إلى انه من الوحدات التخصصية أيضا وحدة زرع الحلزون التي أجرت مؤخرا أول عملية زرع حلزون تكللت بالنجاح، مبينا أن الوحدة تختص بمعالجة الآفات الخلقية لنقص السمع العميق والشديد عند الأطفال المولودين بحالة صمم. فالوحدة لا تشمل الجراحة فقط وإنما التأهيل أيضا من خلال التعاون مع منظمة آمال للأشخاص ذوي الإعاقة للاستفادة من الخبرات المتوافرة لديها في هذا المجال.
ويبين الدكتور الأمين أن المشفى شكل مجموعات عمل تضم جراحين من مختلف الاختصاصات مثل العصبية والعظمية والأوعية يتم استدعاؤهم بأي لحظة للتعامل مع الحالات الطارئة والإصابات الناجمة عن الاعتداءات والتفجيرات الإرهابية. حيث تتوافد إلى المشفى بأعداد كبيرة وفي وقت واحد بمعدل 80 إصابة خطيرة. كما تم تخصيص غرفة خاصة لأدوية لا يتم فتحها إلا في الحالات الإسعافية لتلافي مسألة حدوث نقص خلال فترات الطوارئ وهذه الخدمات تقدم بأعلى المعايير .
وفي وقت يشير فيه الدكتور الأمين إلى معاناة أقسام وشعب المشفى من التسرب والنقص الحاصل في الكادر الطبي والتمريضي لكنه أكد أن هذا التسرب لم يؤثر على أدائها ونوعية الخدمات المقدمة للمرضى بفضل التعاقد مع الخريجين الجدد الذين باتوا يملكون خبرة جيدة نتيجة التعامل مع حالات كثيرة غير مسبوقة ولا سيما خلال الأزمة .
ويلفت مدير المشفى أيضا إلى صعوبة توفير بعض الأدوية والمستلزمات والأدوات الطبية وقطع الغيار للأجهزة المعطلة التي انتهى عمرها الافتراضي نتيجة عملها بطاقة تصل إلى خمسة أضعاف قدرتها بسبب عدد المرضى الكبير مثل جهاز الرنين المغناطيسي الذي تمت دراسة وضعه من ناحية إمكانية إصلاحه فتبين أنه يكلف أكثر من نصف ثمنه وأن شراء جهاز جديد سيوفر على المشفى الكثير من الأموال داعيا الجهات المعنية إلى النظر في هذا الموضوع .
وفيما يتعلق بالأدوية يؤكد الأمين أن وزارة التعليم العالي اتخذت خطوة مهمة بشأن تسهيل توفير الأدوية الإسعافية والتخديرية وأعطت إدارة المشفى صلاحية شراء حاجتها منها شهريا ما خفف من أزمة الموضوع الدوائي.
.