ثقافة وفن

متواليات عبثية

1 -أحب صور أمهاتنا اللواتي كلما اقتربت منهن عدسة الكاميرا تمسكن بشكل لاشعوري “بعرق “أخضر” غصن ليمون، فرعة حبق، رغم أنهن لا يرتدين إلا الأسود -ربما من باب الصدفة فقط

إنهن وبكل فخر بنات الطبيعة، أخوات التين والزيتون، مرضعاتنا، لكن من الخلود.

2-لا زلتم على قيد الحياة ؟ شكرا للصدفة السعيدة! نوع جديد من أنواع التبريكات بأعياد الميلاد الشخصية.

3-لا أريد عدالة… أريد ظلماً موزعاً بعدالة!. حتى هذا المطلب يبدو أنه صعب على التحقيق، حتى لو غابت “قد” التحقيق عن الفكرة أو العبارة أو ما شاء لكم فهمها.

 

4-أنظر إلى الصور التي ظهرت لي فجأة من قلب كتاب لم افتحه ربما منذ سنوات، يا الله من هؤلاء؟ تجول نظراتي فوق الملامح التي كانت يوما هي ما أطالعه كل يوم وأراه، صحب ورفاق وحبيبة، مشاعر ورغبات وأحلام أخرى في تلك الصورة، ولكن من هؤلاء؟.

ليست الذاكرة هي من خانتني، فهي تحفظهم كما لو أنهم هنا، لكن من هؤلاء؟

لعن الله الحروب، لم أعد أعرفهم بعد أن صاروا هم ولكن بأفواه الأخرين ونواياهم، فمن هؤلاء؟

 

5-تستيقظ دمشق على أصوات المآذن بعد أن غفت على صوت الأجراس

منذ بداية الحرب لم يشعر بسلام كهذا، ولا يدري إن كان السبب حقيقيا، أم أن نسائم

“الشريف الرضي” التي هزت وجدانه فانتشى وطرب من عميق حزنه، هي ما هز وجدان صاحبنا فانتشى دون أن يعرف ما سبب نشوته التي حملته وكأنه طائر بوزن قشة.

يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ

الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي.

 

6-كلما رأيت صورة شخصية لسيدة تمسك القلم وها هي قليلا وتهم بالكتابة مباشرة بُعيد التقاط الصورة، التي حدث أنها ويا للمصادفة، هي من قطعت عليها مشروعها الكتابي، وها هي عائدة لخلوتها مع القلم والصفحات “البيض العذراوات” حيث ستملؤها بعد قليل بقطن أحلامها، يخطر في بالي أن اسألها: ترى ما الذي تريدين أن تقوليه في هذه الصورة؟ ألا تعرفين أنك تؤكدين وتؤيدين كل النظرات الدونية التي وصفتك يوما بهذه الصورة فقط ودون أن تكوني بحاجة لأن تتفوهي باي كلام بعدها!!. مم تشكو صورة الجميلة “الجالسة على الغروب” ؟.

 

7-الحرية أيضا أن تقف في دكان ابو بسام الفقير، وتفاضل بين سبعة من أجود انواع النبيذ السوري والعالم أيضا بلا مبالغة ” نبيذ بعض قرى مصياف من أفضل أنواع النبيذ في العالم”، “ست أنواع بلدية ،من “كلكة” البيت ومونة المحبين، الريان المصنوع في السويداء ، من عنب ربا مصياف وقراها، عنب رائق يُسكر دون تخمير، عنب لوحته شمس آب وأعطت لطعمته نكهة عميقة  تجعل شاربها ولهاً فيها كولوه الحمام..حكيما ك لقمان.

عنب سوري، مُر وحنون، راحت عليه يوما زنابق دعساتك، وأنت تتغاوين كفرس، مشيتها تسر الناظرين وتعصر القلوب.

كنت اقول عن النبيذ السوري، وعن امرأة لا أحب أن تذهب، ثم أفرح عندما أرى ذهابها، مرتجاً كسفوح تعلو وتهبط بتواتر يحرك قلب الحجر.

8-في كل مرة أريد أن اقوم فيها بكتابة الكلمات الأولى من الموضوع الذي أريد أن اشتغل عليه، وما أن أصل لمنتصف السطر، حتى أراك تجلسين على أخره!، وإن حدث واكملت السطر الأول والثاني دون أن تخرجي ضاحكة من بين حروف الترقيم والعطف، فإنك وما أن أبدأ بكتابة السطر الثالث حتى تبدئين بالطيران برشاقة نسمة بين السطر والأخر، وكأنك سنونوة بيضاء البطن، تغط على شريط الهاتف، كما بإمكانك أن تختبئي في ظل حرف، في حال وقعت عيناي عليك وأنت تجلسين على السطر وتحركين أقدامك، كما لو أنك في بركة ماء، تجلسين على حافتها، بينما ساقاك تلهوان بالماء والقلوب، فأنسى ما كنت منشغلا فيه، لأشاهدك وأنت تتمشين برقة بين الكلمات والصور، سواء كانت الشمس هي من تسطع عليك فوق هذه السطور، أو المطر هو من يبلل ضحكتك للحظات قبل أن يقف حرف اللام مقلوبا إلى جانبك، يحمل شمسية ترد عنك حر الشمس و برودة المطر.

أريد أن أنهي ما أكتبه ايا يكن، لكني لا استطيع ببساطة، فأنت لا تريدين أن تغادريها، وأنا عاجز عن دفعك لفعل ذلك.

والآن هلا تكرمتِ علي لأنهي ما أنا فيه على الأقل، هلا تكرمت بشيء من الدعة والهدوء والنزول عن السطور والخروج من وراء الحروف، حتى أقدر أن أقوم بذلك؟ هلا تكرمت بهذا؟.

تمّام علي بركات