محليات

المرسوم التشريعي /253/.. فرصة لمتابعة التحصيل العلمي لبناء سورية الجديدة والمتجددة

أصدر السيد الرئيس بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم 253، في 17 /8 /2017 والقاضي بمنح دورة امتحانيه إضافية واحدة لطلاب المرحلة الجامعية الأولى في الجامعات الذين رسبوا في أي مقرر نتيجة امتحانات العام الدراسي 2016-2017 ومنح عام استثنائي في العام الدراسي 2017-2018 لطلاب المرحلة الجامعية الأولى الذين استنفدوا فرص التقدم للامتحان المسموح بها من داخل الجامعة أو خارجها، ومنح طلاب دراسات التأهيل والتخصص الراسبين أو المنقولين في العام الدراسي 2016-2017 دورة امتحانية إضافية وعاما استثنائيا ومنح طلاب درجة الماجستير المسجلين في سنوات المقررات الراسبين أو المنقولين نتيجة امتحانات العام الدراسي 2016-2017 دورة امتحانيه واحدة وعاما استثنائيا في العام الدراسي 2017-2018.

 

شعلة في طريق التحصيل العلمي

أثلج مرسوم الرئيس قلوب الطلبة، كما أنار طريقهم في سبيل متابعة التحصيل العلمي والمعرفي ..” البعث ميديا” وفي جولة ميدانية تواجد في بعض كليات جامعة طرطوس للقاء طلبتها والحديث عن أوضاعهم بعد صدور المرسوم وجدواه، ففي كلية التربية تحدثت إلينا منى اسماعيل وميس سليمان ويارا حلوم، أشرن بداية إلى أن المرسوم شعلة في طريق التحصيل العلمي والمعرفي، منى، معلم صف سنة رابعة، تحمل سبعة مقررات، وجدت بالمرسوم فرصة كبيرة لتقدم وتتخرج، فلولا المرسوم لكانت رسبت في العام وحملت ما رسبت به من مواد للدورة القادمة في الفصل الدراسي الأول أو حتى للفصل الثاني، وميس سنة رابعة معلم صف، تحمل خمسة مقررات، ويارا تحمل ستة مقررات وهي في السنة الرابعة معلم صف، وحالتهما مشابهة لحالة زميلتهما منى، وأكدن على أنهن لن يضيعن أي فرصة أمامهن لمتابعة دراستهن، فالأوطان لا تبنى إلا بالعلم/حسب تعبيرهن/ .

مشاعر مشتركة وهمم عالية

لم يختلف المشهد ولا مشاعر البهجة والفرح بل والاستعداد للامتحان، في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، فبمجرد دخولنا الكلية وجدنا جميع الطلاب والطالبات يحملون مقرراتهم، منهم من ذاق لسعة حر الشمس ومنهم من يستظل ويجلس على المقاعد، يركزون ويذاكرون معلوماتهم قبل الدخول للقاعة، سرقنا منهم برهة من الوقت وتحدثنا بداية مع غالية حمدان طالبة لغة عربية، سنة ثالثة، حيث أكدت على أهمية المرسوم في تخفيف العبء على الطالب، ورأت بأنه فرصة منتظرة، وعلى جميع الطلاب أن يتحلوا بروح المسؤولية والقدرة على تجاوز هذه الفترة التي تحتاج إلى صبر لأن الكثير من الطلبة يحملون الكثير من المقررات، كما حدثتنا طالبات الأدب الفرنسي سنة ثانية، ساندرا سابق التي تحمل اثنا عشر مقررا، وسارة بدور التي تحمل خمسة عشرة مقررا، وساندي سليمان التي تحمل اثنا عشر مقررا أيضا، اللواتي أكدن على أهمية المرسوم وفائدته الكبيرة حيث خفف جهدا ووقتا وزمنا دراسيا على الطالب وذويه أيضا .

وبدورها عبرت رولاند حسن طالبة لغة عربية سنة ثالثة، عن أهمية المرسوم، وهي تحمل 18 مقررا ، وأشارت إلى الأهمية الكبرى لتقديمهم في دورة إضافية بدل تركهم للعام القادم فقد يتغير دكتور أو تتغير مادة ..! وأثناء حديثنا مع رولا أفادتنا زميلتها خولة حسين في نفس القسم، سنة ثانية، وهي تحمل 18 مقررا أيضا، عبرت عن فرح عميق وهي تقدم ما تحمله من مقررات ، وأكدت أنه لولا المرسوم لاستنفذت لأنها راسبة سنتين في السنة الثانية.

 

أكثر من 3 آلاف طالب مستنفذ مستفيد

وفي شعبة شؤون الطلاب في كلية الآداب والعلوم الإنسانية تحدثنا مع رئيس الشعبة إبراهيم علي الذي أكد على أن أكثر من ثلاثة آلاف طالب مستنفذ مستفيد من المرسوم الجمهوري في كلية الآداب بأقسامها الأربعة لغة عربية ولغة فرنسية ولغة انكليزية وجغرافيا ،أكد علي على اكتظاظ القاعات بالمستنفذين المستفيدين وبجميع الطلبة النظاميين”وهو ما رأيناه بأم العين” .

وفي الشعبة كان لنا لقاء مع جندي طالب وهو ريحان زيد، سجل في كلية الآداب، قسم اللغة العربية في عام 2007، درس السنة الأولى وترك الجامعة وتطوع في الجيش، استفاد من المرسوم التشريعي رقم /246/ والآن يقدم امتحان بحكم أنه مستنفذ، وبهذا يكون زيد قد استفاد من مرسومين مترابطين.

 

على جبهتين

الطالب زيد هو جندي متطوع في الجيش العربي السوري، مساعد أول، أصيب أثناء تأديته لمهامه، فجرح ولديه نسبة إصابة 25%، وهو حاليا على رأس عمله”خدمات ثابتة” يتابع تحصيله العلمي بعد انقطاع، و صمم زيد على أن يبقى على جبهات الذود عن الوطن بالسلاح والعلم.

 

غذاء العقل والروح

قال زيد: قدمت في الفصل الدراسي الثاني2017/ 13 مقررا ، وقد نجحت في 11 مقررا، بنتائج امتحانية عالية ومعدل يصل إلى 90 % ، وتكلفني الامتحانات ماديا كثير، حيث أقصد طرطوس من مكان عملي بدمشق وأتكبد عناء الطريق والمواصلات وثمن مقررات، وأحصل على مأذونية، كنت أدرس يوميا 18 ساعة، عشر سنوات وأنا منقطع عن الدراسة لكن من يصر على شيء يصل لمبتغاه، كما اعتبر أن الشهادة الجامعية والدراسة غذاء العقل والروح.

 

حافز ودافع

تحدث همام كناج رئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية بطرطوس لـ”البعث ميديا” عن جدوى المرسوم التشريعي، فأكد أنه يشكل حافزا ودافعا للطلبة، وهو فرصة متجددة مع نهاية كل عام دراسي، حيث يسمح لزملائنا الطلبة الذين تأثروا دراسيا بسبب ظروف الحرب والتهجير الحالية لإعادة تحسين ظروفهم الدراسية من خلال التقدم لامتحان دورة إضافية أو السماح لهم بالترفع الإداري  …وأشار كناج إلى أن هذه العطاءات تساعد زملاءنا الطلبة بشكل كبير جدا، وتلقى دائما آثارا إيجابية فيما بينهم، إضافة إلى أنها تشكل حافزا ودافعا لديهم من أجل محاولة الاستفادة من هذا المرسوم ومتابعة التحصيل العلمي والمعرفي لبناء سورية الجديدة والمتجددة دائما بسواعد أبنائها.

 

بناء الوطن

لأن الدافع الأساسي وراء كل عمل، بناء الوطن ، لهذا يسعى أبناؤنا الطلبة ويتابعون مسيرة الصمود والتصدي لكل فكر أسود بالعلم والمعرفة، إلى جانب بواسل جيشنا في معركة الوجود، لتتكون ملحمة تاريخية ناصعة البياض، مشرقة العنوان، بفضل تكاتف جميع أبناء الوطن بالقول والفعل .

 

البعث ميديا || طرطوس – دارين محمود حسن