سورية: الصهاينة يمارسون القتل الممنهج في الأراضي العربية المحتلة
أكدت سورية أن سلطات الاحتلال الصهيوني تواصل تحت سمع وانظار العالم استهتارها المتعمد والممنهج بقرارات الشرعية الدولية الرافضة لاحتلالها الأراضي الفلسطينية والجولان السوري المحتل على الرغم من مرور 47 عاما على هذا الاحتلال.
وأوضح بيان الجمهورية العربية السورية أمام مجلس حقوق الانسان الذي تلاه الدكتور فيصل الحموي مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف اليوم خلال مناقشة اوضاع حقوق الانسان في الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والجولان السوري المحتل أن سلطات الاحتلال الصهيوني تستمر في غطرستها وعدوانيتها وتوتير الاوضاع في المنطقة وتدفع بالحالة الانسانية إلى حد التدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفي الجولان السوري المحتل وتتسارع حملة تهويد القدس بشكل محموم وسط عجز العالم والمنظمات الدولية عن اقناع إسرائيل بوقفه.
وأشار الحموي إلى أن المستوطنين اليهود يتسابقون في استفزازاتهم اليومية ضد المدنيين والمقدسات الاسلامية والمسيحية والمواقع الدينية والتاريخية والأراضي الزراعية وإلى أن سلطة الاحتلال تواصل عمليات القتل اليومي الممنهج بحق المدنيين في الأراضي العربية المحتلة وانتهاك حقوق الانسان في مناحي التعليم والصحة والغذاء والثقافة والحماية الاجتماعية والمياه وهدم المنازل.
وبين الحموي انه لا يزال آلاف الأسرى الفلسطينيين والسوريين في سجون الاحتلال يعانون ومنذ مدة تجاوزت ثلاثين عاما من اسوأ مظاهر انتهاكات قواعد القانون الانساني الدولي وفي مقدمتها اتفاقية جنيف لعام 1949 المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب كما تواصل “إسرائيل” منع زيارات المواطنين السوريين في الجولان العربي السوري المحتل لذويهم في الوطن الأم سورية عبر معبر القنيطرة وباشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تحد صارخ لكل الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وقال الحموي.. “يشهد العالم بأسره انتهاكات سلطة الاحتلال الصهيوني الصارخة لحقوق الانسان وممارساتها التمييزية العنصرية وهو ما أكده ستة وأربعون تقريرا صدرت منذ عام 1967 عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسات سلطة الاحتلال في الأراضي العربية المحتلة وأكده كذلك المقرر ريتشارد فولك” مؤكدا أن “سورية تحيي في هذه المناسبة شجاعة ومهنية السيد فولك خلال سنوات عمله الست وما عاناه من غطرسة وعدوانية سلطة الاحتلال وتؤيد مواصلة مهمة المقرر الخاص طالما بقي الاحتلال الصهيوني جاثما على الأراضي العربية”.
وأوضح الحموي أن “«إسرائيل» ضاعفت هذه الانتهاكات والاعتداءات العسكرية مستغلة الظروف المأساوية الراهنة في المنطقة العربية وبهدف تكريس احتلالها الدائم للأراضي العربية وتهويدها ونهب ثرواتها وهي ممارسات تعتبر خرقا فاضحا للقانون الدولي ولمبدأ السيادة الدائمة للشعوب الواقعة تحت الاحتلال الأجنبي على مواردها الطبيعية وحقوقها غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق السيادة على هذه الأراضي والممتلكات”.
وأضاف الحموي.. “آن لـ «إسرائيل» أن تدرك أن هذه الاعتداءات والانتهاكات لن تحمل السوريين على التخلي عن حقوقهم وأرضهم للمحتلين الاسرائيليين فالاعتداءات والجرائم لن تحمل السلام لـ «إسرائيل» وتفضيل الحكومة الاسرائيلية المتطرفة للاستيطان والعدوان المتواصل لن يجلب لها الأمن…عليها أن تعي أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو احترام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي دعت إلى حق الشعوب في تقرير المصير وانسحاب «اسرائيل» من كل الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والجولان العربي السوري إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
واختتم الحموي البيان بالقول.. “تود سورية أن تؤكد من جديد أمام المجلس أن الادانات الشكلية والتعامل الروتيني مع هذه الانتهاكات من قبل المجلس ومن قبل عدد من الدول الداعمة لـ «إسرائيل» وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية سيشجع على استمرار هذا الوضع الشاذ كما سيزيد من قناعة سلطة الاحتلال بأنها فوق المساءلة وفوق القانون الدولي وسيؤدي بالتالي إلى تقويض مصداقية منظومة الأمم المتحدة وانتشار فلسفة ازدواجية المعايير وعلى دول العالم أن تثبت احترامها لالتزاماتها تجاه القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة من خلال حمل «إسرائيل» على وقف سياساتها العدوانية الكارثية وعدم الصمت عن غطرستها والزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية”.