دولي

انشقاقات عميقة على رأس هرم السلطة في تركيا

في حين يواصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التنديد بعبارات نارية بـ “المؤامرة” التي تستهدفه، يتبع الرئيس عبد الله غول أسلوب المهادنة في الأزمة التي تهز تركيا والتي كشفت الخلافات القائمة بين الرجلين.

فبعد وقائع أخرى جاء القرار المثير للجدل بحجب موقع تويتر، المتهم بترويج اتهامات الفساد في الفضيحة التي تمس شخصيات مقربة من حكومة اردوغان، ليسلط الضوء على تعارض مواقف المسؤولين الرئيسيين في الدولة.

فمنذ أن أعلن مساء الخميس الحرب على موقع المدونات القصيرة، لم يكف اردوغان عن اتهام شبكات التواصل الاجتماعي بانتهاك القانون التركي مستخدما في ذلك عبارات شديدة العنف.

في المقابل ندد عبد الله غول، المستخدم بكثرة لموقع تويتر، بقرار الحجب الذي اتخذته الحكومة معرباً عن أمله في أن يرفع سريعا.

وقال غول، من الواضح أنه وضع غير مرض في بلد متطور مثل تركيا له وزن كبير على الصعيد الإقليمي ويخوض مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي،  أن يحجب فيه مواقع الالكترونية.

وهذا الاختلاف في وجهات النظر ليس جديدا، فرغم حرص أقوى رجلين في النظام على تجنب الاستهداف المباشر، إلا أنهما لا يترددان في كشف خلافاتهما على الملأ.

وقبيل الجدل بشأن تويتر، كان غول قد عارض أردوغان علناً في ما  يسمى بنظرية المؤامرة التي ادعاها  الأخير بأنها تحاك ضده،  حيث قال اردوغان الأسبوع الماضي في تصريح تلفزيوني “سيكون من الخطأ القول انه لا توجد مؤامرة تدبر من الخارج،  ورد غول قائلا “لا اقبل الادعاءات التي تستهدف قوى خارجية ولا اعتقد انها مبررة. لا اؤمن بنظريات المؤامرة هذه التي تقول أن هناك من يسعى إلى تدمير تركيا”.

وتتحدث الصحف التركية منذ اسابيع عن هذا الصراع، الذي يرى فيه بعضها تعبيرا عن طموحات سياسية متنازعة.

وقال سركان دمرداش، المحرر في صحيفة حرييت ديلي نيوز الصادرة بالانكليزية، ان “الرئيس يستغل غضب رئيس الوزراء وشخصيته التي تزداد نزوعا إلى الاستبداد ليقدم نفسه كشخصية جامعة وموحدة، مضيفا إن قضية تويتر كشفت جليا الاختلافات الكبيرة في أسلوب كل منهما”.

وعلى الرغم من  أن الاثنين أسسا عام 2001 حزب العدالة والتنمية الحاكم،  لكن منذ انتخاب غول عام 2007، تعددت الخلافات إلى حد أن البعض توقع منافسة محتملة بينهما في الانتخابات الرئاسية في آب المقبل.

ويرى محللون أن الحرب الباردة التي تدور في الخفاء بين الرئيس التركي ورئيس وزرائه أيضا ترتبط بشكل وآخر بالانتخابات الداخلية في حزب العدالة والتنمية الحاكم، على مقعد رئيس الحزب، وهو المنصب الذي يحاول غول الفوز به، بينما لا يرغب اردوغان في جعل مهمة الرئيس الحالي سهلة.