في وعي الوفد الشبابي السوري المقاوم في روسيا
خاص البعث ميديا – بلال ديب:
بات الفضاء الالكتروني المفتوح أمام من هب ودب ممن يمتهنون الكتابة “مهنة” لتحقيق كسب ما، مثاراً لقذف الاتهامات، والتخوين والتسويق والتقرب من هذا وذاك، وكالعادة طفت على السطح كثير من الشخصيات تستثمر في الحدث استثماراً غير منهجي.
وفيما يخص موضوع الوفد الشبابي السوري إلى المؤتمر الدولي للشباب الذي يعقد في روسيا بمدينة سوشي، لا يستطيع أحد أن ينكر الموقف الثابت للجمهورية العربية السورية من القضية الفلسطينية، ولا يمكن في حال من الأحوال اتهام الوفد الممثل لسورية بأنه لم يكن على قدر المنجز العسكري لجيش بلاده، أو أنه لم يؤازر بتواجده في روسيا قيادته العسكرية، ولا يمكن القبول بالأصوات التي تغمز بأن الوفد تذرع بعدم اتخاذ موقف بسبب عدم وجود أوامر الامر الذي ينطلي على نيل من وطنية الوفد والقيادة السورية.
وقد أفادتنا مصادر مطلعة بأن ما حدث في سوتشي لم يخرج عن الثوابت الوطنية، فسورية اتخذت منذ وقت مبكر القرار بالمواجهة، وعدم اخلاء الساحة أمام العدو ليتفرد بها اذ ادى غياب الوفود العربية على مدى نصف قرن الى منح الساحات للدعاية الصهيونية للسيطرة على الرأي العام العالمي وبالتالي جهل عالمي لعدالة القضايا العربية، خاصة في المحافل الدولية، وذلك يمثل بعداً في نظر القيادة السورية واثباتاً لوجودها في المحافل الدولية وتمسكاً بحقوقها والدفاع عنها.
لا يستطيع أحد أن ينكر على الوفود التي انسحبت ذلك بل هي عبرت عن مشاعرها بالطريقة التي رأتها مناسبة، ناهيك عن أنها ليست ثمثل دولها بل هي ممثلة لتيارات أو هيئات معينة، وفي ذات الوقت لا يجب ان ينكر أحد على الوفد السوري مشاركته في الاعتصام الذي نظم عفوياً ونقل أحداثه عبر البث المباشر على العديد من حسابات أعضائه الشخصية.
وما زاد الطين بلة هومحاولة البعض لقلب المشهد بهدف تصغير الانجاز الذي حققته القوات المسلحة، فالصواب هو أن الجيش العربي السوري أطلق نيران مضاداته الجوية على طائرات “إسرائيلية” كانت تخترق الأجواء اللبنانية والسورية – أي أننا من قام بالفعل- ما دفع بطيران العدو للقيام بعدوان على إحدى بطاريات الدفاع الجوي السورية ليحفظ من خلاله ماء وجهه الذي هًدر أمام السوريين الذين باتوا يمتلكون زمام المبادرة باستهداف اسطورة العدو الجوية رغم أعباء الحرب التي طالت السوريين جيشاً وشعباً.
وفد الجمهورية العربية السورية الذي تحلى بالوعي والاتزان وعرف كيف ومتى يتخذ الموقف الصحيح، ليس بحاجة لشهادة بعض الموتورين، وهو بأفراده وبما يمثل يعكس روح المقاومة ويصنع انجازاً يضاف الى انجازات السوريين من خلال ما قدمه ويقدمه خلال المؤتمر من مداخلات ورؤى وفعاليات وأنشطة نوعية ترقى إلى مستوى التضحيات التي قدمها الشعب السوري والجيش البطل.