الشريط الاخباريسلايدسورية

الجعفري: اردوغان يؤجج الإرهاب في سورية وعلى مجلس الأمن تحميله المسؤولية

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن التقرير الذي قدمته وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس حول تطبيق القرار 2139 المتعلق بالشؤون الإنسانية ناقص ويفتقد معلومات تتمتع بالمصداقية.

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الجعفري اليوم في نيويورك بعد جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن لبحث تقرير آموس إن التقرير تجاهل عرقلة المجموعات الإرهابية المسلحة لوصول المساعدات الإنسانية إلى الكثير من المناطق أو إطلاق النار عليها كما حصل في مخيم اليرموك بدمشق واستمرارها بحصار بعض المناطق المدنية وحرمانها من الحاجات الضرورية وتجاهل احتلال المجموعات الإرهابية لبعض المشافي وتحويلها إلى مقار للعمليات العسكرية وعمليات التعذيب والإعدام.

وأوضح الجعفري أن تقرير آموس الذي هو أفضل من التقارير السابقة لم يشر إلى المجازر التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية في عدرا العمالية مثلا ولم يذكر أن هناك مئات المخطوفين الأبرياء من النساء والأطفال في ريف اللاذقية الشمالي منذ عام ولا يتحدث أحد عنهم ولم يذكر أننا بحاجة إلى التعاطي سياسيا مع الأزمة في سورية وليس مع الجانب الإنساني فقط لأنه لا يمكن حل المشكلة الإنسانية إذا لم نتحدث بالبعد السياسي المتمثل في التدخل الخارجي بالشؤون الداخلية السورية ودعم الإرهابيين وإرسالهم من جميع أنحاء العالم إلى سورية بدعم استخباراتي تركي قطري سعودي إسرائيلي.

وبين الجعفري أن الحكومة السورية أنشأت لجنة مشتركة للتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية من أجل تنسيق جهود تطبيق القرار 2139 ولكن تقرير آموس لم يذكر أي شيء حول ما تحقق حتى الآن وهو كثير ومنها فتح معبر نصيبين على الحدود مع تركيا لإدخال 68 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية حتى الآن إلى شمال سورية وفتح 5 مكاتب جديدة للأمم المتحدة في خمس محافظات سورية مضافة إلى المكاتب الموجودة بالأصل ومنح 400 تأشيرة دخول إلى أفراد وأشخاص يعملون مع منظمات الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة في مجالات المساعدات الإنسانية والتي تبلغ 80 منظمة إضافة إلى 173منظمة وطنية غير حكومية.

واعتبر الجعفري أن امتناع التقرير وبعض أعضاء الأمانة العامة ومجلس الأمن عن الإقرار بوقائع ما يجري على الأرض إشارة سيئة لا تساعد على تحسين الوضع فإذا كانوا يريدون تطبيق القرار 2139 بشكل حقيقي فعليهم التعامل مع الحكومة السورية وليس مع المجموعات الإرهابية.

ولفت الجعفري إلى أن الأمانة العامة وبعض أعضاء مجلس الأمن لا يريدون سماع الحقيقة الجلية لأن بعضهم متورط بعمق في تأجيج الإرهاب في سورية ولا يزال يمتنع وبعد ثلاث سنوات من الأزمة عن الإقرار بوجود آلاف المجموعات الإرهابية التي تعمل في سورية ليس لأن الحكومة السورية غير قادرة على التعاطي معها بل لأن هناك إمكانات ضخمة توفرها لتلك المجموعات استخبارات عربية وأجنبية.

وأشار الجعفري إلى أن السفير البريطاني في الأمم المتحدة لا يريد الاعتراف بالحقائق أو بالإنجازات التي تحققت عبر التعاون الكبير بين الحكومة السورية ومنظمات الأمم المتحدة التي أقرت بهذا التعاون كما أنه أنكر وجود المجموعات الإرهابية عندما اكتفى بوصفها بالمعارضة.

وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن حكومة رجب طيب أردوغان الحاكمة في تركيا تدعم بشكل مباشر المجموعات الإرهابية في سورية وتتدخل في شؤون سورية الداخلية وتؤجج الإرهاب فيها والتسجيل الصوتي المسرب لأحد اجتماعات أركانها حول فبركة حجج من أجل العدوان على سورية هو فضيحة كبرى وعلى أجهزة الأمم المتحدة التعامل مع هذه الوقائع التي تنتهك قرارتها ومن أجل فهم حقيقة ما يجري وما يتعلق بتنفيذ القرار 2139 وغيره من قرارات مكافحة الإرهاب.

وطالب الجعفري مجلس الأمن بتحميل الحكومة التركية المسؤولية عن تأجيج الإرهاب في سورية وخرق سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة بشكل صارخ والسماح للإرهابيين بالاعتداء عليها انطلاقا من الأراضي التركية معتبرا أن محاولة البعض التشكيك بصحة هذه التسجيلات أمر مضحك.

وبين الجعفري أن الحكومة التركية تمارس عدوانا على سورية منذ بداية الأزمة وعلى السفير التركي في الأمم المتحدة الذي كان يقول سابقا إن ما نقدمه غير جدير بالرد.. عليه أن يعلق هو وحكومته على هذه الفضيحة الكبيرة التي نشرها الإعلام التركي لو كانت لديه بالفعل الشجاعة للرد.

وأشار الجعفري إلى أن ما جرى في كسب هو جريمة بحق مواطنين سوريين مدنيين بينهم أرمن هربوا من المذابح العثمانية بحقهم في عشرينيات القرن الماضي ولكنهم تعرضوا اليوم لمذبحة مشابهة من قبل أحفاد العثمانيين الذين غطت دباباتهم ومدفعيتهم إرهابيين شيشانيين وسعوديين وأفغان وتونسيين وغيرهم من المدعومين بأموال النفط القطري السعودي القذر ليقوموا بعدوانهم على كسب.

ولفت الجعفري إلى أن أردوغان قام بدعم هذا العدوان لأنه يخاف من خسارة الانتخابات فهو يريد فتح جبهة وهمية والتضحية بدماء السوريين الأبرياء في كسب ومناطق أخرى لحرف انتباه الرأي العام التركي عن تراكم أخطائه الداخلية وهذه جريمة مزدوجة تخرق سيادة سورية من جهة وتساعد في تأجيج العنف وتتلاعب بمصالح الشعب التركي من جهة أخرى.