عربي

مابين قرار ترامب واتفاق أوسلو.. ماذا عن “القدس الشرقية” عاصمة فلسطين؟

منذ توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم 1993، والمهللين لاتفاق السلام المزعوم مع الكيان الصهيوني يكررون مصطلح جديد  “القدس الشرقية” كعاصمة مفترضة للدولة الجديدة التي ستمتد على 22% من مساحة فلسطين الكاملة..

ومع اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الكيان المزعوم ونقل السفارة الأمريكية إليها كاعتراف منه لظنه أنه “سيد العالم”!!! وأن على جميع دول العالم الإذعان لهذه الخطوة ونقل سفاراتهم إليها.. مازال يصر عرب التطبيع الفلسطينيين والمهللين لاتفاق أوسلو التأكيد بأن القدس الشرقية ما تزال عاصمة دولة فلسطين وأن قرار ترامب لاغي..

ولكن لماذا الإصرار على القدس الشرقية وليس القدس المحتلة كاملة؟ هل هناك أمر ما يمنع السلطة الفلسطينية المطالبة بكامل القدس كعاصمة لفلسطين، هل هذا يأتي من باب كرم المهرولين للسلام مع كيان الاحتلال الذين تخلوا عن 78% من أرض فلسطين التاريخية لمجموعة من الإرهابيين العنصريين لإقامة دولهم المزعومة عليها؟ أم أن خلف الكواليس هناك اتفاقات سرية أبرمها مسؤولو أوسلو في حينها؟ واليوم حان وقت التوقيت وبالتالي اعتراف ترامب الأخير كتنفيذ لما تم الاتفاق عليه.

ما هو مؤكد أن الموقعين على اتفاق أوسلو كانوا مستعدين للتنازل عن كامل فلسطين المحتلة مقابل أن تمنحهم أمريكا وكيان الاحتلال الصهيوني سلطة جوفاء تمنحهم المال والنفوذ، وبالتالي وقعوا على اتفاق يحتاج في كل بنده منه إلى اتفاقية جديدة، كما قال القائد الخالد حافظ الأسد.

ومن هنا لم يكن مستغرباً ما كشفته وسائل إعلام ومواقع تواصل اجتماعي فلسطينية عن وثيقة مسربة تعرف بوثيقة “عباس- بيلين” تم الاتفاق عليها في تشرين الأول 1995 تؤكد تنازل مسؤولو السلطة الفلسطينية عن القدس المحتلة بالكامل لتكون عاصمة لكيان الاحتلال على أن تسمى “أورشليم”، في حين يتم تكون عاصمة الدولة الفلسطينية مجموع ثلاثة أحياء يتم توسعيها وهي “أبو ديس- العيزرية- سلوان” وتسمى بالقدس الشرقية، بدون المدينة القديمة وأسواقها ومسجدها الأقصى ومهد السيد المسيح وكنسية القيامة.

ومن هنا يمكن الربط بين ما طرحه ولي عهد السعودية محمد بن سلمان على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في إطار صفقة القرن الموعودة، عبر القبول بأن تكون قرية أبو ديس عاصمة لدولة فلسطين، وبين الوثيقة المسربة..

هل جاء ذلك من باب المصادفة؟. بالطبع لا.. فالتهليل السعودي لصفقة القرن وحديث وزير خارجيتها عادل الجبير في حديث لـ”فرانس 24 ” عن وجود خطة كاملة لعلاقات دبلوماسية مع الكيان المحتل في حال تم توقيع السلام مع العرب.. والتأكيد أيضاً على أن أمريكا تسعى لتحقيق السلام ما بين الفلسطينيين والصهاينة رغم قرار ترامب.

وفي هذا السياق يأتي رد الفعل الفلسطيني الرسمي الممثل بسلطة أوسلو على قرار ترامب، عبر رفض أي عمل مقاوم ضد كيان الاحتلال، والإصرار في التمسك بالمفاوضات مع الكيان لحل المشكلة الحاصلة.. فهم وقعوا سابقاً صك التنازل عن القدس المحتلة، وبالتالي كيف لهم أن يطالبوا بها اليوم.

والحال فإن القدس المحتلة بين نارين.. نار الاحتلال الذي اغتصبها مع باقي المدن الفلسطينية وجعلها عاصمة لكيانه العنصرية، ومابين الأعراب والبعض من أهلها المهرولين للصلح مع كيان الاحتلال الذين تنازلوا عنها مقابل مكاسب لاقيمة لها.

إن ما يحصل للقدس المحتلة بحاجة إلى وقفة جادة وحازمة من القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية المقاومة لمواجهة هذا المخطط الكبير الذي يهدد كامل الأرض الفلسطينية، عبر دعم انتفاضة شاملة ومقاومة مسلحة لكيان الاحتلال لإلغاء كل اتفاقيات العار الموقعة مع الكيان، والتلاقي مع قوى المقاومة في المنطقة التي أبدت جاهزيتها لدعم انتفاضتهم ودحر الكيان الصهيوني وعملائه في المنطقة.

سنان حسن