ثقافة وفن

“ستاتوس” طويل نوعا ما

** كان من الأجدى لو أننا لم نخسر البدائية بمعناها “الدهشوي” ونحن نحاول أن نتخلص من التوحش!

لكن ما حدث أننا قتلنا بدائيتنا ودهشتنا في طريقنا لنتمدن، إلا أن أظافرنا ورغم أنها تلطفت بالحجم والمنظر، بقيت على حالها، جاهزة لأن تصبح مخالبا في أي لحظة.

ما من أحد في العالم، نجا من هذا،الجميع يعني الجميع.

أما أطفال اليوم أوغاد الغد، فالمسألة بالنسبة لهم مسألة وقت لا أكثر.

كان من الأجدى لو أنني مثلا استمتعت بكل شروق شمس وركضت لالتقط أول حبة مطر، أن أنام فوق سطح الصيف وعلى ضفاف الربيع أصحو، في الشتاء كم كان جميلا لو أنني دخلت في سبات شتوي أنا ومن أحب مثلا، وفي الخريف شربت حتى الثمالة من عبق الحقول البرية.

كان هذا بالتأكيد أكثر جدوى وحكمة من الجلوس خلف هذه الشاشة اللعينة، وانا لا أعرف ماذا هنا افعل ؟.

** الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان..

جملة مستهلكة كثيرا أليس كذلك ؟

هذا دليل صدقها وواقعيتها حتى صارت مثلا شاع بين الناس .

إنها جملة كلاسيكية بالنسبة للميامين أو المياومين “لا فرق” الحداثويين المشغوفين حبا بغثيان سارتر وإقيائه.

ايتها الذكرى أرجوك ابقي ابد الدهر نواقيسا تدق في عالم النسيان.

الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان ..يالها من تحفة لغوية..تذوقوها مجددا.

** بين النكزات الزرقاء..جاءت نكزتكِ ملونة.

وبيت اللايكات التي ترفع أصابعها الزرقاء..جاء “اللايك” خاصتك يرفع وردة ليمونة خجولة.

بين التعليقات غاب تعليقك، لم افتش عليه لأنني أعرف “كذا طبع الملاح “، لا أثر يُترك أكثر من مرتين، واحد للقلب وأخر للنار!.

** كانت الحبيبة في السابق، تطلب إلى حبيبها أن يهواها ويحبها أكثر من الله نفسه.

اليوم تكتفي بأن تلفت انتباهه في سهرة مشتركة، بينها وبينه بحضور ميسي مثلا أو رونالدو!.

ولا أدري ما هو المحزن حقا؟ هل هو هذا الاكتفاء؟ أم أنها تلك الوحدة الباردة التي تدفع رجلا ما مثلا، ليجد في فريق برشلونة مثلا، ما يغنيه عن سهرة مع حبيبته، و للتفكير بأنه ثمة احتمال أخر يمكنه الركون أليه!.

**في عهدته “ترمس” شاي و أربعة كؤوس زجاجية نظيفة ولامعة، حوافها الخارجية بها تشققات صغيرة، لكنها لا تزال صالحة للاستعمال، بالإضافة لعدة أكواب من الورق المقوى.

كان يضحك صباحا وهو يقف تحت المطر، بلا أي حاجز يحول عنه الهواء البارد والمياه الدالفة عليه من السماء، يضحك وهو يصب الشاي ، ضحك وهو يرد السلام، يضحك وهو واقف لا يفعل شيئا.

في عهدته “ترمس” شاي لكنه يضحك وكأنه سيد هذا العالم، الذي ربما لا يعنيه! فمن يضحك الآن إلا السادة؟!.

 

تمّام علي بركات