“نار وغضب”…هكذا وضع ترامب وبن سلمان “صفقة القرن”
تحدث الصحفي الأمريكي الشهير مايك وولف في كتابه الذائع الصيت “نار وغضب” عن تفاصيل الخطة الأمريكية لحل أزمة الشرق الأوسط “صفقة القرن”.
وفي التفاصيل يشير الصحفي إلى أن ستيفن كيفين بانون (من مواليد 1953) مؤلف برنامج حل “الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي” على حد تعبيره, والذي تولى رئاسة المكتب الانتخابي لترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية وشغل بعد ذلك منصب كبير مستشاري الرئيس للشؤون الاستراتيجية، وأدخله ترامب مجلس الأمن القومي ثم عزله بعد ذلك من نفس العام وغادر البيت الأبيض.
بحسب الكتاب فإن ستيف بانون، أخبر المدير التنفيذي السابق لفوكس نيوز، روجر آيلز، بأن ترامب سينقل السفارة إلى القدس من اليوم الأول. حيث أعطى بانون رؤيته للطريقة التي سيعيد بها ترامب صناعة الشرق الأوسط، خلال حفل عشاء جمعهما، كان من استضافه وولف, وذلك بأن تأخذ الأردن الضفة الغربية، ومصر تأخذ غزة، ليدعوهم يتعاملان معهما. أو يغرقان في محاولتهما التعامل معهما. فالسعوديون والمصريون على وشك الانهيار ويخشون ما يجري في اليمن وسيناء وليبيا. ولذلك فان روسيا هي المفتاح.
ووصف وولف في كتابه التآزر بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من جهة وترامب وأسرته من جهة أخرى, بأنهما لا يعرفان الكثير مما يقومان به. وبين الكتاب اتصال بن سلمان بجاريد كوشنر صهر ترامب بعيد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية, وعرض نفسه عليه أن يكون رجله في المملكة. هذا الأمر الذي أثار قلقا متناميا لدى فريق ترامب للسياسة الخارجية، الذي رأى أن كوشنر يتعرض للخداع من شخص “انتهازي عديم الخبرة”.
خطة كوشنر وبن سلمان كانت مباشرة بطريقة لم تعهدها السياسة الخارجية الأميركية، ” أعطينا ما نريد سنعطيك ما تريده”. بعد ذلك قدم ابن سلمان ضمانات وتعهد بأخبار سارة للأمريكيين، فتم توجيه دعوة رسمية له للقاء ترامب بالبيت الأبيض في آذار 2017.
وكان بن سلمان يستخدم احتضان ترامب له جزءاً من لعبة السلطة التي يلعبها في المملكة. أما البيت الأبيض الذي لا يزال ينكر هذا الأمر، فقد تركه وما أراد. وفي المقابل، عرض بن سلمان سلة من الصفقات والتصريحات التي ستتزامن مع جدول الرئيس لزيارة السعودية ــ أول زيارة خارجية لترامب.
وذكر وولف في كتابه بأن ترامب وصهره جاريد كوشنر قاما بهندسة انقلاب سعودي بوضعهم الرجل الذي يخصهم على القمة. حيث أوما ترامب للسعوديين بالتخطيط للتنمر على قطر, من خلال إعطاء الضوء الأخضر ل بن سلمان, متجاهلاً ترامب بذلك نصيحة وزارة الخارجية الأمريكية، إن لم يكن متحدياً إياها. حيث أبلغ ترامب المحيطين به بأن الرياض ستمول وجودا عسكرياً أمريكياً جديداً في السعودية، ليحل محل القيادة الأمريكية الموجودة في قطر، الأمر الذي يوفر الدعم للجماعات الإرهابية.
وبين الكتاب أن هذه الاتفاقات جعلت الرياض محطة ترامب الخارجية الأولى, مؤكداً أن السعودية أنفقت على سهرة “رقصة السيف” لترامب وعائلته بالرياض 75 مليون دولار.