الشريط الاخباريسلايدعربي

خلافات الأجنحة «تصفّي» بندر بن سلطان

خرج بندر بن سلطان “رجل المهمات القذرة” في مشيخة السعودية من الحياة السياسة نهائيا بأمر ملكي وضع خاتمة لمستقبل بندر السياسي.

ترى صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن “الأمر الملكي في حدّ ذاته ليس إجراءً إدارياً روتينياً، ولكنه يرفع طرفاً من الستار المسدل على خلافات ﻻهبة حول تقاسم السلطة بين الأجنحة في البيت السعودي”.

وتقول: “في دﻻﻻت الأمر الملكي، الذي نص على تكليف الفريق أول ركن يوسف بن علي الإدريسي بالقيام بعمل رئيس الاستخبارات العامة، أن جناح سلطان سوف يخرج من معادلة السلطة بصورة نهائية. وبإعفاء خالد بن سلطان من منصبه كنائب لوزير الدفاع ثم إعفاء بندر بن سلطان أمس، يكون نائب وزير الدفاع حالياً سلمان بن سلطان، قد تأهب لمغادرة موقعه لمصلحة أحد أبناء سلمان، ولي العهد ووزير الدفاع”.

ويجدر هنا التذكير بأن بندر غاب عن المشهد السياسي أكثر من أربع مناسبات منذ تعيينه أميناً عاماً لمجلس الأمن الوطني عام 2006 وفي كل مرة كان يغيب فيها على خلفية مشكلة داخل العائلة المالكة أو بفعل فشل مهمة تستوجب تجميد نشاطه السياسي.

 كانت عودة بندر الأخيرة إلى الأضواء في تموز 2012 بصحبة ديفيد بترايوس، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بمثابة الرهان اﻻخير الذي كان سيقرر في حال نجاحه مستقبله السياسي.

“استبسل” بندر على حد قول الصحيفة اللبنانية في “توظيف كل الأوراق، بما في ذلك ورقة تنظيم القاعدة لجهة الفوز بصفقة العمر وهي إسقاط الدولة السورية، غير أن أمر تجريم المقاتلين السعوديين المدنيين والعسكريين كان بمثابة “فشل” مهمة بندر وما يتطلبه من إزاحته عن المشهد بصورة نهائية، ولعل مغادرة بندر للسعودية قبل أسابيع بحجة إجراء عملية جراحية، لم تكن سوى حجة لإبعاده عن مركز القرار في الرياض، لم يمض وقت طويل حتى جاءت خطوة تعيين مقرن بن عبد العزيز ولياً لولي العهد في السعودية، عشية زيارة حاسمة لباراك أوباما تمت بعد تأخير لأيام.

اليوم وبعد صدور الأمر الملكي تقول “الأخبار”  أن إعفاء بندر بن سلطان “فُتح الباب أمام مجموعة من التساؤلات، تتركز حول ما ستشهده المرحلة المقبلة، سواء على مستوى توزيع السلطة داخل العائلة المالكة أو على مستوى العلاقات البينية في المنطقة، وكذلك على مستوى شبكة تحالفات السعودية: هل ستصدق التسريبات عن تنحّ وشيك للملك عبدالله؟ ماذا سيحصل في “الملف السوري” سعودياً؟ ماذا عن العلاقة مع إيران في ظل معلومات عن لقاءات سعودية إيرانية جرت خلف الأضواء خلال الفترة الماضية ترمي الى إصلاح ذات البين بين الطرفين؟ وكيف سينعكس ذلك على الوضع في العراق؟ وأيضاً على الملف اللبناني؟

وتعتبر “الأخبار” في خاتمة مقالها أن إعفاء بندر يشير الى مرحلة صراع حاد بين اﻻجنحة، ولكن بالتأكيد أمام إزاحة جناحي فهد وسلطان الى جانب استبعاد أحمد بوصفه أحد أركان الجناح السديري من معادلة التوريث، نكون أمام مستقبل شديد الغموض، وقد يكون دموياً، ما لم تشهد الدولة إصلاحات جوهرية سياسية واقتصادية وقضائية تنقذ العرش من الانهيار.

رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الجديد الفريق أول ركن يوسف بن علي الإدريسي

يفاجئ المتتبع لجهاز الاستخبارات السعودي بوصول الفريق أول ركن يوسف بن علي الإدريسي نائب رئيس الاستخبارات العامة إلى قيادة هذا الجهاز, نظراً لحصوله على ثلاث ترقيات في فترة وجيزة جدا, بثلاثة أوامر ملكية وضعته على رأس الإدارة العامة للاستخبارات, حيث صدر في 2011 أمرٌ ملكي بتعيينه نائباً لرئيس الاستخبارات العامة بدلاً من عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز، وفي 2012 تمت ترقيته برتبة فريق ركن أول إبّان تولي بندر بن سلطان رئاسة الاستخبارات العامة، ويوم أمس صدر أمر ملكي بتكليفه بقيادة الاستخبارات العامة السعودية, كأول شخص يقود هذا الجهاز من خارج أفراد الأسرة الحاكمة منذ 38 عاماً تقريباً.

توالى على رئاسة جهاز الاستخبارات بعد نشأته ثلاثة من خارج أسرة آل سعود، وهم: محمد بن عبد الله العيبان، واللواء سعيد بن عبد الله كردي، وعمر بن محمود شمس، وبعدها تولى تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود رئاسة المخابرات السعودية، ومن بعده نواف بن عبد العزيز آل سعود، ثم مقرن بن عبد العزيز آل سعود، إلى أن تم تعيين بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، قبل إعفائه من منصبه، أمس، وتكليف الفريق الإدريسي مكانه.