«سوريانا».. أنشطة منوعة تعكس صمود سورية
أقامت فعالية سوريانا بالتعاون مع برنامج خطوات مجموعة من الأنشطة الثقافية والتراثية والترفيهية بمناسبة تشريني التصحيح والتحرير اليوم وذلك في المنتدى الثقافي العراقي بدمشق.
وتنوعت الفعاليات والأنشطة التي قدمت على مدى أكثر من خمس ساعات للزوار والمشاركين حيث تركزت الأنشطة تجاه الأطفال والناشئة والمرأة من خلال مجموعة تجارب علمية وحسابية ورواية حكايات وأعمال يدوية ومعارض فنية ومحاضرة وفقرات موسيقية.
وقالت الإعلامية إلهام سلطان منظمة فعالية سوريانا لـ سانا: “نحن مجموعة ثقافية تعليمية تربوية تعمل مع الطفل السوري وعلاقته بتراثه وتحاول بناءه ليبني سورية الغد ” مبينة أن الهجمة التي تتعرض لها سورية دفعتنا إلى العمل مع أطفالنا للحفاظ على عقولهم التي يحاول أعداء وطننا تشويهها بثقافة الدم والموت والكراهية.
وأضافت سلطان: أن الفعالية اليوم جاءت متنوعة من حيث التوجه للأطفال من خلال الحكايا وما تحمله من حالة ألفة ومحبة عند تجمعهم حول الراوية ليسمعوا حكايات فيها الحب والتسامح والخير كما أن التجارب العلمية كانت مهمة لبناء التفكير العلمي السليم لدى طفلنا بالإضافة إلى تصنيع الإكسسوارات ومباريات سحر الرياضيات إلى جانب رؤية الأعمال الفنية المتنوعة التي تقدم التراث السوري وحضارته ما يخلق ذاكرة تراثية للطفل السوري.
وبينت منظمة فعالية سوريانا أن مجموعة سوريانا هي جهد أهلي تطوعي لعدد من محبي العمل من أجل سورية ولخيرها وغدها الأفضل من خلال الاعتناء بالطفل السوري وذوي شهداء سورية إلى جانب تعاونها مع عدة نشاطات ثقافية عربية في المنتدى العراقي وغيره لتكون البوصلة نحو الطفل والمرأة في الوطن العربي وبناء مستقبلهم.
وأشارت سلطان إلى أنه يتم حاليا الإعداد لنشاطات أخرى لمجموعة سوريانا في العطلة الانتصافية حيث سيتم التوجه لمراكز الاقامة المؤقتة للتوسع في الفعاليات للوصول إلى عمل حقيقي يسهم في بناء سورية الغد المعافاة.
وتضمنت الفعالية تحية لروح الشاعر الراحل سليمان العيسى وقالت الدكتورة ملكة أبيض أرملة الشاعر التي حضرت الفعالية” إن مجرد أن نشعر بأن كل ما كتبه سليمان للصغار بصورة خاصة يتردد على أفواه الناس وينقل بوسائل مختلفة للناشئة من اجل تربيتهم وتنشئتهم تنشئة صحيحة كما كان يود فهذا يعتبر هدية كبيرة له”.
وأضافت: اليوم عندما نرى أناشيد سليمان العيسى وقد حفظها الأطفال وهم يرسمونها نشعر تماما أن حلم الراحل ورغبته في أن تبقى أشعاره للأجيال قد تحقق ما يشعره بالراحة.
كما قدمت الدكتورة أيسر ميداني محاضرة بعنوان “سورية المتجددة” قالت فيها “إن الفكرة التي قدمتها في المحاضرة تختصر رؤيتنا لسورية في المستقبل ذات المجتمع المدني الذي يكون فيه كل الناس سواسية أمام القانون والدولة وان يطبق القانون بغض النظر عن انتماءات الأفراد الاثنية والعرقية والدينية وحتى من ناحية الجنس”.
وأضافت.. أنها تطرقت إلى قانون الأحوال الشخصية وحال المرأة فيه حيث استهدفت الهجمة الظلامية المجرمة النساء من خلال ما سمي جهاد النكاح وشبكات الدعارة التي تساق إليها فتياتنا ونساؤنا تحت مسميات عدة.
وقالت المحاضرة ميداني “إن الرؤية التي قدمناها لسورية اليوم والغد حملت إجراءات اسعافية لمجتمعنا من خلال بناء الأسرة وعمادها المرأة وذلك من خلال ألا نترك المرأة عرضة للابتزاز والا تكون اقل من الرجل في الأسرة أو أكثر منه في الواجبات فلكل منهما واجباته وحقوقه”.
وقال الدكتور يعرب نبهان المحاضر في جامعة دمشق في تصميم أشعة الليزر والمشارك في الفعالية من خلال الإشراف على التجارب العلمية للأطفال “إن مشاركتنا في الفعالية جاءت بهدف أن ننفذ تجارب علمية فيزيائية بسيطة لطلاب الحلقتين الأولى والثانية من مرحلة التعليم الأساسي” مبينا أنه عمل يقوم على تبسيط العلم من خلال العمل باليد بعيدا عن الكتاب والمادة النظرية.
وأضاف: أن العمل تضمن تجارب كهربائية مثل وصل ضوءين على التسلسل وضوءين على التفرع وكيف نحلل الماء كهربائيا وكيف نقيس الكهرباء في مقياس الأمبير وما هو التأثير المغناطيسي للتيار الكهربائي عبر البوصلة مبينا أن التجاوب كان كبيرا من قبل الأطفال الزائرين وتم التعرف على مواهب مبشرة في هذا الجانب العلمي.
وعبر نبهان عن أهمية مثل هذه الفعالية حيث من خلالها يمكن التعرف على الكثير من المواهب في مجال الفيزياء والعلوم كما ان تعريف الأطفال على التجريب والروح العلمية والاكتشاف شيء مهم وممتع ويحفز الكثير من طاقاتهم وخاصة الموهوبين منهم.
أما الطفل هادي بارودي 9 سنوات الذي يرغب بان يكون عالم ذرة في المستقبل قال “شاركت في التجارب الكهربائية وقمت بوصل الأسلاك بالدارة التي تشعل ضوءين وتعلمتها من الأستاذ المشرف وأنا أحب أن أتعلم الأمور العلمية وأن أعمل بيدي تجارب مفيدة”.
وشارك الفنان علي عجيب بالمعرض بأعمال زيتية عن الطبيعة وبأعمال يدوية بخامة القش وسنابل القمح تضمنت الطبيعة والخط العربي والمجسمات إلى جانب استخدامه للمواد التالفة من خلال إعادة تكوينها بشكل فني فقدم حوالي خمسين عملا فنيا.
وقال عجيب: “إن مشاركتنا في هذه الفعالية جاءت للمساهمة في إظهار جانب فني وثقافي يعبر عن بلدنا لكل العالم لنقول ان وطننا ليس للقتل والتدمير والتخريب فنحن لدينا حضارات لآلاف السنين وانطلقت منه للعالم أجمع”.
وقدم الفنان نذير بارودي في الفعالية ست عشرة لوحة زيتية بأسلوب واقعي تعبر عن التراث الدمشقي بعنوان “نوافذ على دمشق القديمة” تحوي صورا لحارات وأوابد وبعض الفعاليات القديمة مثل الحكواتي والمولوية والكتاب والكثير من الحرف القديمة وغيرها.
وقال البارودي “إن أهمية الفعالية تأتي من ضرورة تعريف الجيل الجديد بتراثه لتكون السلسلة متصلة بين القديم والحديث والمستقبل وهؤلاء الأطفال والشباب أخذتهم التقنيات الحديثة من التراث فمن المفيد تعريفهم على هذا التراث في مثل هذه الأنشطة والفعاليات” مبينا أن مشاركته توصل عمله وموهبته للناس ليتعرفوا عليها ويستفيد منها الجيل الجديد.
وعن هذا النشاط الثقافي قال الشاعر الفلسطيني خالد ابو خالد الذي حضر الفعالية ” إنها واحدة من الروافع الثقافية الاجتماعية المهمة التي تعكس حالة الصمود الذي تعيشه سورية وهي رافد من روافد العمل لمكافحة الإرهاب أيضا لأن لدينا قوة اجتماعية شعبية هائلة وفاعلة تستطيع أن تساند الجيش العربي السوري الذي يخوض معركة باسلة في حرب هي عمليا حالة من الغزو الخارجي وليست حالة داخلية”.
وأضاف: أن أهم ما نراه في هذه الفعالية هو تكريم شاعرنا الكبير سليمان العيسى فهو جسر الحلم للأجيال العربية وهو الذي تحدى مخاطر الأحلاف ومخاطر الاستلاب والاحتلال وهو الجيل الذي مهد للجيل الذي يقف الآن في وجه الغزو الجديد ويحقق الانتصار.
بدوره قال الدكتور نزار بني المرجة رئيس تحرير صحيفة الأسبوع الأدبي “إن هذه الفعالية تمثل عينة من النشاط الفني والاجتماعي الموجه للأجيال في سورية وتمثل عطاء متجددا رغم كل ما تمر به سورية من ظروف صعبة وهي صورة جميلة لإرادة الحياة لدى شعبنا العربي السوري”.
وأضاف: أن العمل الثقافي المستمر يمثل مساحة للأخذ بيد أطفالنا على طرق الإبداع الفني والعلمي والاختراع والابتكار وهذا يشير إلى قدرة العمل والإبداع لدى شعبنا والتي تؤهله لتسجيل نصره الكامل قريبا بإذن الله.
أما إيمان مجيد من هيئة إرادة المرأة العراقية في المنتدى الثقافي العراقي والمشرفة على الأعمال اليدوية في الفعالية فقالت: كانت لدينا ورشات عمل دربنا من خلالها نساء عراقيات على صناعة الإكسسوارات وأشغال الصنارة والرسم على الفخار والزجاج وهذا عمل يسعى لتمكين المرأة وإعطائها القدرة على كسب العيش من خلال عملها اليدوي.
وأضافت: أن المشاركة في هذه الفعالية تشجيع للنساء المشاركات من خلال بيع نتاجهن وان كان بسعر رمزي ولكن هذا الأمر يدعمهن نفسيا ويشعرهن بقدرتهن على العمل والإنتاج.
وألقت الشاعرة سلام خالد التركماني مقدمة الفعالية في الختام خاطرة بعنوان “بناة وطن وانتماء” قالت فيها ” يسمونه في معاجم اللغة وقواميسها الأمان ولكننا عبثا ومن دون نتيجة أصبحنا يوميا نبحث عنه في معاجم تأخذ بأوائل لحظاتنا وأواخرها ولم نجده حتى في ذواتنا المضطربة التي استفقدت سلامها الداخلي وبكل حزن أيقنا ألم هجرانه والتمسنا لفقدانه أسبابا منطقية وأخرى ليست بالمنطقية وتخبطنا دونه ميسرة وميمنة شمالا وجنوبا”.
وتابعت ” لم نعلم أننا كنا به أثرياء أصحاب عز وجاه ذوات حب وسلام بناة وطن وانتماء لذا تعالوا معي يا اخوتي نتكاتف قلبا بقلب وحبا بحب ونبحث عن الأمان بداخلنا لأنه يعشش بوجداننا بدوافعنا برغباتنا كي لا يغيب أكثر من حياتنا”.
وقالت التركماني “إن ما دفعها للمشاركة في هذه الفعالية هو حبها الكبير للشاعر الراحل سليمان العيسى ولرغبتها برد جزء يسير من فضل سورية الأم علينا نحن أولادها”.
البعث ميديا – سانا