محليات

مكتبة دار الأسد باللاذقية.. تجربة رائدة وهي حاضنة لمواهب الأطفال وإغناء معارفهم

للمكتبة دور كبير في ضبط سلوك الطفل وتهذيبه وتقوية شخصيته وتخليصه من الخجل والانطوائية وتنمية مواهبه في جو اجتماعي آمن وتحسين تواصله مع الآخرين ومكتبة الأطفال العمومية في دار الأسد للثقافة باللاذقية حسب رأي العديد ممن التقيناهم من زوارها توفر للأطفال أجواء مريحة ومفيدة وممتعة وتغني معارفهم وتنمي مهاراتهم العقلية وهواياتهم الخاصة وخاصة أنها أول مكتبة تفاعلية في سورية موجهة للأطفال والناشئة وتطل هذا الصيف بحلة جديدة بعد انتهاء أعمال تأهيلها وصيانتها التي استمرت لأكثر من شهرين وقامت خلالها الورشات المتخصصة بإعادة تأهيل المكتبة من ناحية الديكور والألوان واللوجستيات الرقمية اللازمة لأنشطة المكتبة التي أصبحت جاهزة لاستئناف برامجها المخصصة للأطفال من سن الخامسة وحتى 16 عاما.

وأشارت المديرة التنفيذية لمكتبة الأطفال العمومية عدوية ديوب إلى متابعة البرنامج الالكتروني الجديد في المكتبة والذي سيوضع في متناول الجميع قريبا ويشكل نقلة نوعية بالخدمات المكتبية اليومية علما أن هذا البرنامج وضع بالتنسيق مع مكتبة الأسد الوطنية وبإشرافها ولفتت إلى استعداد المكتبة لصيف حافل بالنشاط والمتعة وتقديم كل ما هو مفيد لأطفالنا وزوار المكتبة بشكل خاص.

تجربة رائدة

أقامت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان في المكتبة المركزية في جامعة تشرين ورشة عمل لمناقشة نتائج دراسة تقييم أثر مكتبة الأطفال العمومية على الأطفال والمجتمع وناقش طلاب قسم الاجتماع فيها آلية الأنشطة التي اعتمدتها جمعية الأطفال العمومية واحتياجاتها الفكرية والاجتماعية والنفسية وتقييم أدائها واقتراح أساليب وطرق لتطويرها وتحدثت عدوية عن هذه الدراسة بالقول أن قسم علم الاجتماع في جامعة تشرين قام بدراسة أثر المكتبة على الأطفال من زوار المكتبة بمراحل زمنية مختلفة على تحصيلهم الدراسي واهتماماتهم ومهاراتهم الاجتماعية والمعرفية المختلفة وقد حققت العينات حالة رضا وتثبيت لمجمل الحقائق التي نراها ونلمسها من خلال قصص لنجاح الأطفال بتحصيلهم الدراسي وعلاقاتهم الاجتماعية والأسرية الناجحة ضمن بيئاتهم المجتمعية.

وأضافت عدوية أن الدراسة أكدت الأثر الهام في حياة الأسرة من خلال التعاطي بإيجابية أكثر واهتمام بالغ لمتطلبات الأطفال المعرفية والمجتمعية والنفسية والصحية وتعد هذه التجربة فريدة من نوعها بمواصفاتها الموجودة في محافظة اللاذقية فقد استطاعت المكتبة أن تستوعب وسطيا من عدد مرتادي المكتبة في الشتاء إلى 250 زائر وفي الصيف يبلغ عددهم 500 – 600 زائر كما ترصد المكتبة أكثر من 10 آلاف كتاب وموسوعة.

اهتمامات مجتمعية

وعبّرت عدوية عن حماس الفريق العامل في المكتبة لاستقبال الأطفال في بداية شهر حزيران لافتة إلى استقطاب عدد كبير من المتطوعين وأصحاب الخبرة من خلال الافكار والأنشطة المبتكرة والجديدة مع الأطفال والحرص الدائم على جودة العمل وتنظيم أكثر للوقت وتقديم الفوائد المرجوة لمواكبة ومساندة العمل المكتبي وإضافة الجديد من الاهتمامات المجتمعية لخدمة الأهداف التربوية للمكتبة وتلبية الخصائص النمائية لكل شريحة عمرية. وأضافت أن المكتبة تضم مجموعة ورقية كبيرة من كتب ومجلات ودوريات إضافة الى أنظمة سمعية وبصرية تتناسب مع أعمار الشريحة المستهدفة مشيرة إلى نجاح المكتبة منذ انطلاقتها بتوفير بيئة تفعل المحتوى الرقمي والورقي وتساعد على بناء شخصية الطفل وتنمية موهبته الإبداعية وتفعيل مبادئ التشاركية والانفتاح لديه.

عام الرياضة الذهنية

واستعرضت ميس الدسوقي منسق الأنشطة نشاطات برنامج شهر حزيران والتي تتضمن نشاط هيا نلعب وتعليم مبادئ اللغة الروسية ورسم حر وقراءة قصة ومسرح دمى وأشغال يدوية ولفتت إلى أن هذا العام هو عام الرياضة الذهنية والتي يتفرع منها الحساب الذهني والشطرنج ونادي العلوم وساعة عبقرية وهي مرحلة جديدة يقسم فيها الأطفال إلى مجموعات يتشاوروا فيها طرق حل الخوارزميات والمعادلات وتصنيع الأدوات الكهربائية بإشراف مشرفة الحساب الذهني وبينت الدسوقي أن الأسعار رمزية جدا تتناسب مع ذوي الدخل المحدود للمواطن وسياسة المكتبة والتشاركية المجتمعية وأن الأسعار مشجعة لكافة شرائح المجتمع ومتفاوتة حسب النشاطات من حيث القيمة والفائدة التعليمية إضافة إلى استمرار برامج المطالعة في المكتبة على مدار العام وهي متاحة في كل الأوقات لأنها تعتمد على الانتساب للمكتبة واستخدام البطاقة الخاصة بها.

آراء مرتادي المكتبة

تقول السيدة رلى سليطين معلمة رياضيات: للمرة الأولى أرتاد المكتبة بصحبة طفليّ لتعلم الشطرنج وأنا أستغل الوقت في انتظار طفليّ بالقراءة لأنها مصدر اكتشاف الحياة والظواهر والمكنونات وفي المكتبة تتوفر البيئة العلمية المريحة لأطفالنا ولنا.

وتضيف السيدة لجين بركات: المكتبة هي المنفذ الوحيد لطفلي وأنا سعيدة لسعادته وقضاء أوقات مفيدة فيها وخاصة في تعلم الحساب الذهني والرسم.

وتقول السيدة ندى الأطرش خريجة تجارة واقتصاد: أزور المكتبة منذ عام برفقة طفلتي آية البالغة ثلاث سنوات من العمر وأنا سعيدة لدمجها مع الأطفال في نشاط هيا نلعب.

البعث ميديا || اللاذقية – عائدة أسعد