ثقافة وفن

مقالات نقدية للدكتور نضال الصالح.. (لو ذات سوار)

بلغة معرفية اغتنت بأدوات جمالية فكرية، يصيغ الأديب الدكتور نضال الصالح كتابه الصادر حديثا تحت عنوان “لو ذات سوار”، حيث ناقشت تلك اللغة بمقالات متعددة الشأن الثقافي وما اعتراه من تحولات وما تنازعته من إياد حملت أناها ورغابتها ونزواتها الفردية.

الدكتور الصالح يتعرض بمقالات فكرية انتقادية للمشهد الثقافي عبر رؤية مثالية للثقافة تؤكد على الضمير الجمعي والارتقاء بالسلوك الوطني والإنساني الحقيقي غير الموجه والمؤدلج والقيم الإنسانية والثوابت الوطنية وثقافة الانتماء والتنوير.

وعندما يستلهم المؤلف الحرب على سورية مادة لمقالاته في الكتاب فإنه يؤكد على الوعي كسلاح لمواجهة الهجمة الوحشية الظلامية التي طالت البلاد وسعيها لاستقطاب بعض أدعياء الثقافة كأدوات للإرهاب والتخريب وإعطاء غطاء براق خادع لهذه المؤامرة، ويستقرئ الصالح في “لو ذات سوار” للمشهد الثقافي بعين النقد البناء والهادف إلى توجيه البوصلة المعرفية مستعرضا الساحة الثقافية العربية التي قل فيها المبدعون الحقيقيون في حين تلمع عبر وسائلها الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة أسماء تنضوي على ضعف معرفي وقيمي.

وفي مقال حمل عنوان “الامتياز الإعلامي” يميز المؤلف بين الامتياز الإبداعي والامتياز الإعلامي الذي يراه غير ذي دلالة وبهذا يمايز الدكتور الصالح بين البروباغندا الإعلامية المشوهة والمخربة والمؤدية للخواء والزيف الثقافي وبين الامتياز الإبداعي الموفور القيمة والذي يقدم للمشهد الثقافي إضافة حقيقية وطنيا وعربيا وإنسانيا، أما في مقال “أوهام الريادة” فيتناول الدكتور الصالح إشكالية التعريف للجنس الأدبي مع ظهور اشكال لا تنتمي لجنس بعينه وإلى ما انتهت إليه حالة الترهل النقدي في تأصيلها للأجناس الأدبية التي لم تتمخض عن توضيح حقيقة انتمائها للأشكال المستجدة للأدب.