ثقافة وفن

نزيه أبو عفش.. من الشعر إلى الفن التشكيلي

عرف المهتمون بالشأن الثقافي نزيه أبو عفش شاعرا امتدت تجربته عبر عشرات السنين من الإبداع والعطاء وكاتبا صحفيا في أهم الصحف العربية ليقدم لجمهور الفن السوري حاليا تجربته كفنان تشكيلي.

معرض نزيه أبو عفش الذي يقام في المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق يكتشف فيه المتلقي عمق الانسجام التعبيري بشخص “الكاتب والشاعر والفنان” لكن في أعماله الفنية تبقى المحاكاة مباشرة أكثر من المفردات في الحجر والقماش والمربعات والكتل مع تفاصيل عديدة تنصهر في إبداعه للتعبير عن حالة انسانية شديدة الحساسية تجاه قسوة الحاضر.

تكوينات متميزة في لوحات “أبو عفش” استخدم فيها الأبيض والأسود وعند إدخاله اللون في بعض اللوحات جاءت كبعد بصري آخر، كما تنوعت الخامات التي اشتغل عليها. في حين استخدم تقنية اللون الواحد في الموضوع الذي بين يديه وتميزت المفردات بالزهد فجاءت قليلة لكنها اغتنت من طريقة تناوله للموضوع ونسج بنائه وخاماته.

أما الكتل الصخرية والحجرية في لوحات أبو عفش في تفاصيلها وتكويناتها جاءت كوجوه تتقارب لتطبع بروح تعبيرية ما تحتويه. في حين تميزت أعمال الأبيض والأسود بالتماهي والاختصار في التفاصيل والتكثيف الأصيل ما اكسبها حضورا عميقا.

وفي تصريح له قال رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للفنون البصرية الدكتور غياث الأخرس: “نزيه أبو عفش واحد من الشعراء الرسامين المدهشين والمختلفين والمميزين عن أقرانهم انطلاقا من جمعهم مواهب مختلفة”، لافتا إلى أن تعامل أبو عفش مع تقنية الفحم ورهافة تدرجات اللون الأسود جعل أعماله بمنتهى الحساسية وشاعريتها حادة.

وأضاف الأخرس: “عندما نشاهد معالجة أبو عفش للحجم والفراغ نشعر به كأنه نحات بينما يظهر لنا لدى استخدامه للخامة ومداعبته للأبيض بشكل خاص الشاعر الرسام”.

يذكر أن الشاعر نزيه أبو عفش من مواليد مرمريتا عام 1949 عمل في مجالي التعليم والصحافة وهو عضو باتحاد الكتاب العرب ومن مؤلفاته “الوجه الذي لا يغيب” و”عن الخوف والتماثيل” و”حوارية الموت والنخيل” و”وشاح من العشب لأمهات قتلى” و”أيها الزمن الضيق” و”أيتها الأرض الواسعة” و”الله قريب من قلبي” و”تعالوا نعرف هذا اليأس” وغيرها.