الشريط الاخباريمحليات

انتشار «زهرة النيل» يهدد الوسط الحيوي لنهر العاصي وسد محردة

تنتشر في الفترة الحالية بشكل كثيف زهرة النيل السامة في نهر العاصي وسد محردة وفي المسطحات المائية مهددة الكائنات الحية والبيئة علاوة على حرمان المحاصيل والزراعات المنتشرة في المنطقة من الري جراء استهلاكها كميات كبيرة من المياه دون إيجاد طرق وأساليب مجدية لمكافحتها.

المهندس عبد الإله أيوب رئيس شعبة السدود في مديرية الموارد المائية في حماة أوضح أن زهرة النيل السامة نبتة ضارة ظهرت في سورية عام 2010 في منطقة الغاب ومحردة وهي تعيش على سطح مياه الأنهار والسدود والمسطحات المائية الأخرى وتشكل غطاء نباتيا كثيفا وتستهلك كل نبتة 2 ليتر من الماء يوميا وبالمحصلة فقدان مئات الآلاف من الأمتار المكعبة من المياه وذهابها هدرا إلى جوف النبتة وحرمان المحاصيل الزراعية من الاستفادة منها.

وبحسب أيوب فإن توفر المياه وارتفاع درجة حرارة الطقس عاملان أساسيان في نمو النبتة وانتشارها وتكاثرها، مبينا أن انتشارها يحجب أشعة الشمس عن المياه وبالتالي يمنع انحلال الأوكسجين فيها ما يؤثر سلبا على الكائنات الحياة والمحيط الحيوي والبيئي.

فادي العباس مدير الموارد المائية في حماة أوضح أن الانتشار الكثيف للنبتة في المسطحات المائية وخاصة في سد محردة والقنوات الأخرى يؤثر على أداء مبردات محطة توليد كهرباء محردة ويهددها بالعطب فضلا عن أن النبتة تساهم في ارتفاع نسبة تبخر المياه وخفض منسوبها في سد محردة الذي يحوي حاليا نحو 13 مليون متر مكعب من المياه تهدر النبتة نحو 150 ألف متر مكعب منها يوميا.

وأكد مدير الموارد المائية أن استئصال النبتة صعب جدا والطريقة الوحيدة الفعالة هي المكافحة الميكانيكية واليدوية البسيطة عن طريق البواكر والعمال و تجري بالحدود الدنيا لإزالة النبتة نسبيا ومنع امتدادها لمبردات محطة توليد الكهرباء.

وكشف العباس عن محاولات جرت أيضا لمكافحة النبتة بالتعاون مع مديرية الزراعة من خلال الاعتماد على المعالجة البيولوجية مبينا أنه تم استيراد خنفساء صغيرة ونشرها في المنطقة غير أن هذا الأسلوب أيضا لم يثبت أي جدوى ولم يسهم في تقليص مساحات انتشار النبتة في المسطحات المائية.

وفي ظل هذا الواقع والمعطيات الآنفة الذكر تستمر نبتة النيل بالتكاثر والانتشار بشكل مقلق وخطر على مياه نهر العاصي وسد محردة إن لم يكن هناك تحرك واسع وتوحيد لجهود المعنيين للتخلص النهائي منها.