الشريط الاخباريسلايدسورية

صفقة الصحفيين الفرنسيين تفضح محور الإرهاب «أنقرة-القاعدة-باريس»

أن تستعيد باريس أربعة صحفيين كانوا مختطفين لدى تنظيم إرهابي هذا أمر مرحب به دون شك ولكن أن تتم الصفقة على حساب دماء الشعوب عبر اختراق القوانين الدولية التي تحظر التعامل مع الإرهاب أو تمويله بأي شكل من الأشكال فهنا تصبح الأسئلة مشروعة وعلى رأسها لمصلحة من تدفع باريس المال لتنظيم إرهابي.

مجلة فوكوس الألمانية ذكرت اليوم أن “فرنسا دفعت 18 مليون دولار للإفراج عن الصحفيين الأربعة الذين أطلق سراحهم الأسبوع الماضي” واحتفل الرئيس الفرنسي بعودتهم بشكل دعائي مفرط وأخفى الحقيقة عن الفرنسيين والعالم عندما ادعى أن العملية “تمت بناء على المفاوضات والمباحثات” وتحدث حينها بوضوح عما سماه “مبدأ مهم برفض دفع الفدية حتى لا يشجع ذلك محتجزي الرهائن على محاولة خطف آخرين”.

المجلة الألمانية نقلت عن مصادر مقربة من الحلف الأطلسي في بروكسل قولها إن “الأموال الفرنسية وصلت للخاطفين عبر وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الذي حولها إلى أنقرة لتدفع للخاطفين بواسطة أجهزة الاستخبارات التركية”.

وما يطرح السؤال الكبير حول هذه العملية هو هوية الخاطفين إذ إن المصادر الأوروبية الإعلامية والاستخباراتية أكدت أنهم يتبعون لتنظيم ما يسمى “دولة الإسلام في العراق والشام” التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي ما يعني أن باريس أوصلت أموالا للإرهابيين فهل يقبل هذا القانون الفرنسي أو الدولي.

من جهة أخرى يرى متابعون للسياسة الفرنسية أن باريس وجدت في أزمة الصحفيين المختطفين فرصة سانحة لمد شبكة اتصالات مع الإرهابيين في سورية الذين تدعمهم سياسيا وبحثت بكل طاقتها عن قرار أوروبي لتسليحهم العام الماضي لكنها قوبلت حينها بمعارضة تشيكية نمساوية نظرت للأزمة في سورية بشكل واقعي ورأت أن أي دعم للإرهابيين سيرتد على الأمن الأوروبي مستقبلا.

ويبدو أن باريس وصلت إلى هدفها بإقامة صلة واضحة مع الإرهابيين في سورية وهي تعلم أن المال الذي قدمته لهم سيستخدم في شراء السلاح لقتل الشعب السوري وتدمير بنية دولته وهو هدف فرنسي واضح منذ بداية الأزمة في سورية.

وفي جانب آخر للموضوع فان قضية دفع الفدية للخاطفين تؤكد المؤكد مجددا بأن الاستخبارات التركية مرتبطة عضويا بتنظيم القاعدة وأنها تمون عليه ويمون عليها وقلما احتاجته إلا وكان رهن إشارتها لتنفيذ رغباتها وهنا تبدو الأمور جلية فتنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” يشكل إلى جانب “جبهة النصرة”

عماد العمل التخريبي التركي في سورية وإلا كيف تلجأ قوة عسكرية تركية قبل يومين إلى عناصر التنظيم لمرافقتها عند توجهها إلى قبر سليمان شاه شمال سورية وتطلب الحماية من التنظيم كما أن حضور جيش أردوغان لدعم “جبهة النصرة” في استباحة كسب كان واضحا سواء في الدعم البري أو الجوي أو الاستخباري .

قصة عنوانها تحرير الصحفيين الذين لا يقبل أحد باختطافهم رغم أنهم دخلوا الأراضي السورية خلسة إلا أنها تحولت لحكاية تروي حقيقة التحالف العضوي بين حكومات إقليمية وغربية والتنظيمات الإرهابية لاستهداف سورية وضرب دورها في المنطقة ولكن بعد ثلاث سنوات يتضح أن الدولة السورية هي من تجهز على الدور الفرنسي ومن حالفه وشابهه وتجعل من الإرهاب السياسي عبرة لمن يعتبر بعد أن أفرغت له تلك الدول الخزائن وفتحت له مستودعات السلاح.

 

البعث ميديا سانا