منظمات أهلية

في اليوم العالمي للعمل الخيري.. ضرورة تكامل الأدوار الأهلية والحكومية

استحوذ المجال الصحي في سورية خلال سنوات الحرب على اهتمام جمعيات أهلية كثيرة فافتتحت بعضها مراكز ومشافي مجانية فيما اختارت أخرى التكفل بأجور علاج المرضى وتخصصت جمعيات بالدعم النفسي وتركيب الأطراف الصناعية والعلاج الفيزيائي وغيره.

وفي الوقت الذي دفعت فيه ظروف الأزمة العمل الخيري الطبي للنضوج والتطور الكمي والنوعي أعادت للواجهة ضرورة التنظيم وترتيب الادوار والتكامل بين الجهود الأهلية والحكومية والتأكيد على مفهوم التطوع لتوسيع شريحة المساهمين والمستفيدين في وقت واحد.

وبالتزامن مع اليوم العالمي للعمل الخيري الذي يصادف في الخامس من أيلول كانت آراء عدد من المتطوعين في هذا المجال. حيث رأى رئيس مجلس ادارة جمعية الشباب الخيرية محمد قيس رمضان أن العمل الخيري في سورية مر بمراحل مختلفة وتطور بشكل كبير خلال سنوات الأزمة كما ونوعا نتيجة تزايد احتياجات المجتمع.

وأضاف رمضان: إن التطور والانتشار في بعض الأحيان لم يكن منظما من الناحية الإدارية والخدماتية، لافتا إلى أن هذه الثغرات لا يمكن أن تلغي وجود العديد من الجمعيات الفاعلة وأثرها الكبير في المجتمع.

وقال: “من الضروري تكامل الأدوار بين العمل الحكومي والأهلي بما يضمن وصول الخدمات للمستفيدين بشكل أفضل وجودة أعلى”.

ومن الحسكة حيث تنشط نحو 100 جمعية خيرية في المجال الصحي وجد العمل الأهلي في الشراكة مع المنظمات الدولية وسيلة لتحسين جودة الخدمات للمرضى والوصول لأكبر شريحة حيث بين مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة عصام الحسين وجود اتفاقيات شراكة بين الجمعيات ومكاتب المنظمات الدولية لإحداث مستوصفات ونقاط طبية، مؤكدا السعي الدائم لتطوير مستوى العمل الإنساني الصحي.

بدوره رأى مدير صحة الحسكة الدكتور محمد رشاد خلف “أن الجمعيات الخيرية تسهم في توفير خدمات طبية على نطاق ،كبر خاصة في المناطق الريفية التي تضررت مراكزها الصحية جراء الإرهاب” الأمر الذي يدعم عمل المشافي العامة ويخفف أعباء كبيرة عنها.

وإلى حلب حيث ترى رئيس مجلس إدارة الجمعية السورية لعلاج سرطان الأطفال مزنة علبي أن الأثر والصدى الايجابي الكبير الذي يحققه العمل التطوعي بالمجتمع يشجع القائمين عليه للاستمرار، مبينة أن تجربة شراكة الجمعية مع المشافي الحكومية كانت “ناجحة” في تغطية نقص الخدمات الذي طرأ جراء الحرب الإرهابية على سورية.

ومن تجربتها تشدد علبي على ضرورة تدريب المتطوعين قبل انخراطهم في المجال الطبي والنفسي لأن التعامل مع المرضى وأسرهم أمر حساس ودقيق متمنية عودة العمل الإنساني إلى “مفهومه الحقيقي”.

يذكر أن الأمم المتحدة اختارت اليوم العالمي للعمل الخيري في الخامس من أيلول احياء لذكرى وفاة الأم تريزا التي كرست حياتها لمساعدة المهمشين والفقراء ولتذكير الأفراد والمجتمعات بقدرة العمل الخيري على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية ودعم الخدمات في مجالات الرعاية الطبية والتعليم وحماية الأطفال وتحسين الثقافة والعلوم.