محليات

عودة طلاب الريف الشمالي لحمص إلى مدارسهم بعد سنوات من المعاناة جراء الإرهاب

بعد سنوات من الإرهاب والمعاناة جراء الإرهاب الذي منع الطلاب في الريف الشمالي لحمص من متابعة تعليمهم توافد الطلاب أمس إلى مدارسهم في أجواء وظروف آمنة لمواصلة تعليمهم بعد إكمال التحضيرات اللازمة لانطلاق العام الدراسي الجديد.

وبعد أن أعاد أبطال الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار للمنطقة ترتسم الفرحة والشعور بالأمان من جديد لدى الطلاب والأهالي وأصبحت المدارس آمنة والطريق إليها لا يوقفه فكر إرهابي متطرف ينشر الجهل والتخلف.

وباستطلاع آراء بعض المدرسين والطلاب من الريف الشمالي مع أول أيام العام الدراسي أجمعوا على اقبال الطلاب للعودة إلى المدارس بعد حالة الأمان التي تنعم بها المنطقة .

وأشار محمد فؤاد منصور مدير المجمع التربوي بمدينة الرستن إلى أن حالة الأمن والأمان انعكست بشكل كبير على أعداد الطلاب حيث توافد البارحة واليوم حوالي 20500 طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية وهو عدد قابل للزيادة بسبب استمرار عودة الأهالي مع توافر الخدمات الأساسية لهم، مبينا أن 64 مدرسة في الرستن وريفها استقبلت الطلاب مع بدء العام الدراسي.

المدرسة فاتن الناصر من مدينة الرستن أشارت إلى أن الحال اليوم اختلف فالجميع من “طلاب وأهالي ومدرسين” تحرروا من الضغوطات التي كانت تفرضها المجموعات الإرهابية المسلحة والتي كانت تصل في بعض الأحيان إلى التهديد بالقتل، لافتة إلى الوعي الكبير من قبل الأهالي وإدراكهم أهمية متابعة المشوار التعليمي لأبنائهم بالرغم من الظروف التي كانوا يعانون منها.

الطالب محمد رحال من مدينة تلبيسة أعرب عن سعادته بالعودة مجددا إلى قريته ومدرسته دون أي معوقات، لافتا إلى أنه من الطلاب الذين اضطروا إلى الخروج من البلدة مع عائلاتهم والبقاء في مراكز الإقامة المؤقتة بمدينة حمص لمدة طويلة بسبب ترهيب المجموعات المسلحة.

زياد عبد المولى مدرس من أهالي مدينة الحولة أشار إلى أن حالة الحرب والاشتباكات الدائمة خلال السنوات الماضية كانت تعيق العملية التعليمية في مدينة الحولة وتمنع الطلاب من الخروج من منازلهم في معظم الأحيان مما يؤثر سلبا عليهم.. وبالرغم من ذلك تمكن الطلاب من اجتياز المراحل التعليمية.

من جهته أشار مدير تربية حمص أحمد إبراهيم إلى أن العملية التعليمية في الريف الشمالي لحمص لم تتوقف خلال السنوات الماضية بالرغم من جميع الظروف حيث وجهت الحكومة منذ البداية بضرورة الحفاظ على المجمعات التربوية والكوادر التعليمية وتقديم جميع التسهيلات للتواصل معهم بشكل دائم مع الحرص على تلقي المنهاج الرسمي وكان ذلك يتم بالتنسيق مع الفعاليات الأهلية والوجهاء من أهالي القرى، كما كان يتم تأمين وسائل النقل اللازمة لطلاب الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي.

ولفت ابراهيم إلى أنه وبعد عودة الأمان للريف الشمالي تم تأهيل 28 مدرسة متضررة لتكون جاهزة لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسي، مبينا أن الرستن وتلبيسة تضم 38 مدرسة حلقة أولى و 25 مدرسة حلقة ثانية و 3 مدارس ثانوية وواحدة صناعية. فيما يضم مجمع الحولة التربوي 19 مدرسة حلقة أولى و 11 مدرسة حلقة ثانية و 3 ثانويات جميعها فتحت أبوابها لاستقبال الطلاب.

وبناء على ذلك شهدت مدارس الريف الشمالي لحمص بحسب مدير التربية إقبالا كبيرا من قبل الطلاب حيث توافدت أعداد كبيرة منهم مع بدء العام الدراسي، لافتا إلى أن الدوام الرسمي منذ اليوم الأول كان فعالا من حيث التنظيم والتزام الطلاب والكوادر التدريسية وعدم وجود أي معوقات.