محليات

عودة للعمل وموعد للإعمار والبناء في معرض دمشق الدولي بدورته الجديدة

بدأ العد التنازلي لحفل افتتاح معرض دمشق الدولي المقرر إقامته غدا وإطلاق فعاليات الدورة الستين للمعرض التي تستمر عشرة أيام.

أكثر من نصف قرن ولا يزال المعرض يحتل الصدارة في مجال المعارض والأسواق الدولية كونه الأقدم والأعرق في المنطقة ويستضيف سنويا العديد من المشاركات الدولية الرسمية وآلاف الشركات السورية والعالمية مشكلا منصة اقتصادية وفرصة لتبادل اللقاءات بين رجال الأعمال وملتقى لعقد الصفقات الأمر الذي يدعم الاقتصاد الوطني ويزيد معدلات التبادل التجاري وينشط قطاع الأعمال والاستثمارات في سورية.

وأقيمت الدورة الأولى من المعرض عام 1954 واستمر انعقاده بشكل سنوي حتى عام 2011 ليتوقف لمدة 5 سنوات بسبب الحرب على سورية ليعود بعدها في عام 2017 بالدورة التاسعة والخمسين.

وتتزامن الدورة الستون لمعرض دمشق الدولي مع الإنجازات العظيمة والانتصارات المجيدة التي حققها بواسل الجيش العربي السوري على رأسها إعادة الأمن والأمان لمحيط العاصمة دمشق وريفها وتطهير مناطق واسعة من الإرهاب واقتراب القضاء عليه نهائيا.

عدد المشاركات الدولية وتنوع مجالاتها يعتبر احد المعايير التي يقاس من خلالها تميز المعرض حيث سيرفع في معرض هذا العام علم 48 دولة مشاركة 23 منها مشاركات رسمية و25 عبر الشركات ما يعكس تعافي سورية وانتعاش اقتصادها الوطني واستعادة قدرته على جذب المشاركين الدوليين كسابق عهده قبل سنوات الحرب.

وفي مدخل مدينة المعارض وبمقدمة مستقبلي زواره يقع الجناح السوري موطن المنتجات السورية وحاضنة الصناعة الوطنية وتبلغ مساحة العرض فيه قرابة 4500 متر مربع ويعتبر منبر عرض للتعريف بالمنتجات الصناعية بقطاعيها العام والخاص وتنوعها ويضم المواد الغذائية والنسيجية والهندسية والكيميائية ومواد الإكساء والبناء.

ويستحضر معرض دمشق الدولي من قصيدة الشاعر المصري أحمد شوقي بيته وعز الشرق أوله دمشق شعارا لدورته الستين مؤكدا بذلك أهمية موقع دمشق عبر العصور والتاريخ ومكانتها الإقليمية والعالمية حيث كانت ولا تزال مهد الحضارة ومنشأ العلم والفكر وأرض الأمجاد والبطولات.

تفاصيل شكلت على مدار سنوات ملامح المكان كالمباني والمساحات الخضراء والبحيرات والمياه الراقصة إضافة إلى الممرات والمقاعد والإنارة التي حظيت باهتمام ورشات مختصة عملت على صيانتها وتنسيقها وتجميلها على مدار أشهر وذلك من أجل تعزيز المسار البصري والمشهد الجمالي لهذا الحدث السوري الذي يجسد صورة ألق سورية المتجدد وحضارتها الأزلية.

وتبلغ المساحة الإجمالية لمدينة المعارض الجديدة الواقعة على طريق المطار الدولي مليونا ومئتي ألف متر مربع وتعادل ثلاثة عشر ضعفاً لمساحة مدينة المعرض القديمة وقد صممت وفق أفضل المعايير الدولية وعلى مساحة كبيرة وجهزت بأحدث نظم التكنولوجيا وتجهيزات المعارض العالمية.

ويضبط السوريون في المغترب ساعاتهم على توقيت دمشق خاصة في فترة المعرض فمنهم من يقصد الوطن الام في هذه الفترة للمشاركة في هذه الفعالية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المميزة ومنهم من يتابع عن بعد عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ليكون حاضرا في كل تفصيل وجديد فيه.

وللفرح والبهجة مكان في أروقة معرض دمشق الدولي حيث ينتظر جمهوره فعاليات هذا الحدث السنوي وما يتضمنه مسرحه الذي تبلغ مساحته 7000 متر ويتسع لأكثر من 10 آلاف شخص من حفلات وأمسيات فنية وغنائية واستعراضية ستضيء لياليه الصيفية ليؤءكد السوريون عبرها استمرارية وانتصار ثقافة الحياة التي واجهوا بها ثقافة الموت المصدرة من الدول المتآمرة على سورية .

ومع عودة الحياة تعود حركة القطارات التي خلت محطاتها من المواطنين لأكثر من ست سنوات بسبب الحرب والعمليات الإرهابية حيث تسير وزارة النقل قطارات مخصصة لنقل زوار المعرض عبر 34 رحلة ذهابا وايابا يوميا تنطلق من محطة القدم باتجاه محطة مدينة المعارض.

وعقب الافتتاح الرسمي غدا تفتح بوابات المعرض الـ 11 بعد غد أمام زواره وسط إجراءات خاصة لتسهيل وتأمين الدخول والتجوال وسط مدينة المعارض التي ستكون على مدار عشرة أيام أشبه بمدينة الأحلام.

ومع افتتاح فعاليات معرض دمشق الدولي تلتقي مكونات عملية إعادة الإعمار والبناء في مكان واحد للمضي في رسم مستقبل سورية الواعد بالتوازي مع استمرار العملية العسكرية في مكافحة الإرهاب حتى تحرير كافة الأراضي السورية والعمل على عودة اللاجئين الذين غادروا سورية هربا من الإرهاب.