ثقافة وفن

مجموعة (عال هذا السرج).. نصوص نثرية حافلة بالشاعرية

تعوض الشاعرة سعاد محمد في مجموعتها الشعرية “عال هذا السرج” عن الوزن والقافية بإقامة علاقات جديدة بين مفردات اللغة لم تكن مألوفة لدى المتلقي قبلا مثل ضمير الليل وتلال اللهفة وكهوف الزعل وشوارع القصيدة وسواها لتضع القارئ أمام مفارقات ذهنية تشغل العقل والخيال في مساحات جديدة للشعر.

مجموعة الشاعرة محمد الصادرة حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن سلسلة إبداعات شابة تضم نصوصا نثرية حافلة بالرؤى والأفكار الشاعرية التي تبعث على الدهشة رغم سهولة المفردات فهي تتقصى أعماق النفس الإنسانية بما يشغلها من هموم الذات والوطن والحب والحرب: “جرفته ريح الصبا ليحصي أعضاءه الغامضة الممتدة من أقدام الزنبق في حرم الخندق إلى مدامع غابة قريته التي ارتقت لمقبرة”.

وتبث الشاعرة آلامها وآمالها في بوح شفاف تفوح منه الشاعرية من خلال موسيقا داخلية عذبة تحققها من تناغم العبارات وتقطيعها وعلامات الترقيم والنقط التي توحي بالوقف لتفاجئك بصور بكر لا تتسع لها القصيدة الموزونة فتقول:

“بحقك.. لا تنقذني دعني أنسل فيك

 

كسمكة أجوب متاهات الغيم لأعود بلؤلؤة القصيدة”.

ويشغل الشاعرة الهم الاجتماعي في أغلب قصائدها فالفقر والتشرد كما لم تغب الشاعرة عن واقع بلادها التي امتدت إليها يد الإرهاب فلا تكاد تخلو قصيدة من دون أن تظهر فيها مؤثرات هذه الحرب الظالمة:

“أخبرك يا أبي عن زمن لم يعرفك زمن تربى في كنف الحرب

 

أخبرك أن الخط المستقيم رسب في كل الامتحانات وطردته العناوين”.

يذكر أن مجموعة “عال هذا السرج” هي الثانية للشاعرة الشابة سعاد محمد بعد أن صدرت لها مجموعة بعنوان “الغريب” عن دار سوريانا للنشر عام 2016.