الشريط الاخباريسلايدمحليات

قطع الأشجار مستمر بلا توقف.. فأين القوانين الرادعة والموجعة؟

محمد عيسى لـ”البعث ميديا”: هناك تدمير لأصول نباتية لاتعوض أبداً


مجزرة حقيقية تُرتكب بحق الغطاء النباتي على امتداد المساحة السورية، وخاصة في المناطق التي اشتهرت “بغاباتها”.. أشجار تقطع بشكل جائر وغير منظم قد يتجاوز أعمار بعضها المئة سنة، إنها ثروة طبيعية حقيقية للبلد تدمّر بدم بارد، فالشتاء على الأبواب وكل يريد تأمين الدفء لعائلته، حيث أصبحت هذه الغابات هدفاً للكثير من المواطنين الذين يقومون بعمليات التحطيب وتحويلها إلى وقود للتدفئة والطبخ، فتراهم حاملين أدواتهم باكراً متسارعين نحوها يقطعونها دون تفريق بين شجرة معمّرة أو حديثة الزراعة.

وجع بيئي حقيقي تضاف إليه الحرائق الطبيعية منها والمفتعلة والتي تأتي على آلاف الهكتارات من الغابات مسببة دماراً شاملاً للنظام البيئي، وقد تحتاج هذه الغابات مئات السنين لعودتها كما كانت عليه منذ عقود، كما سيؤثر ذلك على مختلف جوانب الحياة.

واقع مؤلم

وعن هذا الواقع المؤلم يتحدث رئيس قسم التحريج والمشاتل في مديرية الحراج، محمد عيسى لـ”البعث ميديا” حيث يقول: الحالة التي مرت بها البلاد كانت حالة دمار شامل للبشر والحجر وكل شيء، أما بالنسبة للثروة النباتية “فيما يخص الغابات” فقد تعرضت للقطع والحرق وحتى اقتلاع من الجذور، ما أدى إلى تدمير أصول نباتية لاتعوض أبداً.

خطط للغد

وعن خطة المديرية للقادم من الأيام، يقول عيسى: رغم الأزمة لم يتوقف عملنا ونمشي بخطا معقولة لاستدراك ما آلت إليه حال الغابات، فعملنا على زيادة عدد النباتات الحراجية في المشاتل، وأنتجنا مليوناً و680 ألف غرسة وتم تحريج 2300 هكتار في المناطق الآمنة، والحقيقة هي عملية ترقيع للمناطق المحروقة والمقطوعة فقط، بينما المناطق الغير آمنة بقيت على حالها، مشيراً الى أنه وبتوجيه من رئاسة مجلس الوزراء، تخطط المديرية لزيادة الإنتاج الى حوالي خمسة ملايين غرسة في 2019 لتحريج 3053 هكتار، وتقوم بشراء المدّات والأكياس من شركة بلاستيك حلب، ويتم توزيعها على المحافظات كل حسب احتياجاته.

نقص في المعدات

أما عن مدى توفر المعدات اللازمة للقيام بعملية التحريج، يقول رئيس قسم الدراسات في المديرية باسم سلوم: عملنا هو رصد الاعتمادات اللازمة لاحتياجات الحراج في سورية، وإقامة البنى التحتية وتوفير وسائل الإنتاج من آلات وصهاريج إضافة الى اعتمادات الرواتب، مشيراً إلى أن هذه المعدات تعرضت لأضرار كبيرة خلال السنوات السبع الماضية، ونعمل في القادم من الأيام على تعويض الخسائر التي لحقت بهذه المعدات، وخاصة توفير صهاريج الإطفاء.

مجرد تقارير

وفي  تقرير صادر عن مديرية الحراج بوزارة الزراعة يتضح  بأن عدد المخالفات الحراجية لهذا العام بلغ 977 مخالفة تركز العدد الأكبر منها في محافظة اللاذقية بواقع 324 مخالفة، تليها طرطوس بـ 198 مخالفة، ومنطقة الغاب بحماة بـ 158 مخالفة، وحمص بـ 153 مخالفة.

كما أشار التقرير إلى أن عدد الحرائق بلغ 1257 حريقاً بمساحة نحو 18760 دونماً منها 168 حريقاً حراجياً بمساحة 3904 دونمات و1089 زراعياً بمساحة 14856 دونماً.

المؤلم أننا لم نأت بجديد، فقطع أعناق الأشجار وحرقها مازال مستمراً، والغابات في تراجع، وقد تتحول الى مناطق جافة، ولكننا نتساءل ماذا تنتظر الجهات المختصة؟ ولماذا لايتم معاقبة المخالفين؟.

وهنا لدينا عدة استفسارات تبقى برسم وزارة الزراعة والجهات المختصة.. الى متى نكتفي بالتدوين وإحصاء الخسائر؟.. وما الفائدة التي عاد بها هذا التقرير على غاباتنا؟.

البعث ميديا- ابتسام جديد