ثقافة وفن

ضمن المتحف الوطني بدمشق.. الآثار السورية تتألق

استحق بجدارة أن يكون عميد المتاحف السورية وواحدا من أهم المتاحف العربية ليشكل المتحف الوطني في دمشق بأقسامه وحدائقه الواسعة متاحف عديدة ضمن متحف واحد ينظر إليه الباحثون والدارسون العرب والأجانب على أنه مرجع توثيقي وتاريخي وحضاري مهم ليس على مستوى منطقة الشرق الأوسط فحسب بل وعلى المستوى العالمي.

أغلقت أبوابه لسبع سنوات بسبب الحرب الإرهابية على سورية خوفا على مقتنياته من التخريب لكنه في ذكرى مئويته عاد وفتح أبوابه من جديد أمام زواره ليعود منارة تشع بالحضارة من أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ.

ولم يكن هذا الإنجاز ليتم إلا بجهود كبيرة بذلت من قبل كادر المديرية العامة للآثار والمتاحف حيث أشار نظير عوض أمين شؤون المتاحف إلى أن المديرية اتخذت كل الإجراءات ليعود المتحف إلى المكانة التي يستحقها وتجاوزت كل المعوقات والصعوبات في سبيل ذلك منوها بالتعاون المستمر مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في هذا المجال حيث عمل على طباعة دليل للمتحف وإقامة معرض مستمر على سوره.

ولا يمكن لزائر المعرض إلا أن يفتن بهذه الآثار التي ترتصف بأبعاد متوازية لتروي تاريخ الحضارة السورية العريقة من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصور الكلاسيكية والاسلامية وآثار الشرق القديم.

ليلى السماك أمين متحف الآثار السورية القديمة رأت أن إعادة افتتاح المتحف ولو بشكل جزئي تشير إلى إعادة الأمان لسورية والخطوة الأولى لإعادة الإعمار مبينة أن المتحف يمتاز بكونه يعرض قطعا مميزة تعود لفترات مختلفة ولمواقع من التراث الإنساني مثل أوغاريت وماري وايبلا.

وكان لجمال هذه المعروضات وقعها على زائري المعرض العرب والأجانب حيث تحدث ماشيوى ليانغ مستشار ونائب رئيس البعثة الصينية عما تحمله إعادة افتتاح متحف دمشق الوطني من معان لأنه رمز تاريخي بارز مشيرا إلى تقديره للجهود المبذولة من قبل الدولة السورية للحفاظ على المتحف بما يحتوي من آثار وسجلات.

وكان لطلاب قسم الآثار بجامعة دمشق بصمتهم المميزة في عمليات إعادة فتح المتحف حيث بين محمد المهدي طالب آثار سنة ثالثة جامعة دمشق إلى الجهود التي بذلها طلبة الآثار والخريجون من خلال مشاركتهم في تنظيف وتوثيق ووضع القطع في أماكنها وفتح الصالات.

ولفت إلى وجود ضغط كبير في العمل لكنه كان يتم بحب وجهود تطوعية لأن هذا المتحف يمثل روح سورية وإعادة افتتاحه هي نصر لسورية كلها.