الزعبي: المسؤولية الوطنية هي التعالي على صغائر الأمور والكف عن الشخصنة
أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن المسؤولية الوطنية هي التعالي على صغائر الأمور والكف عن شخصنة الأدوار والوظائف والمسؤوليات والارتقاء إلى مستوى ما يحدث وتقديم العام على الخاص دائماً وعدم إيجاد مبررات لاستهداف النجاحات وتبرير الفشل مشيرا إلى أن سورية الماضية قدماً إلى إنجاز انتصارها النهائي على الغزاة والمارقين بحاجة إلى جهود الجميع من كل القوى السياسية الوطنية وكل الصالحين من أولادها.
وقال الزعبي في مقال تحت عنوان عاطفة الدولة نشرته صحيفة تشرين اليوم.. ليست مشاعر فردية إنسانية وليست اجتماع مشاعر مسؤولي الدولة وكوادرها وهي أصلاً ليست مشاعر بالمعنى المتداول والمعروف.
وأضاف الزعبي إن عاطفة الدولة مسؤولية يمكن قياسها ومعايرتها وتقدير ظرفها وزمانها ومكانها وهذا يعني أن عاطفة الدولة تتجسد في سلوك قياداتها ومسؤوليها وكوادرها، سلوكهم الشخصي والوظيفي في آن معاً… في حسن تقديرهم للحاجات اليومية وتنفيذهم للخطط المسبقة وتعاملهم مع الظروف الطارئة والاستثنائية، لذلك عاطفة الدولة تمارس تجاه المجموع العام في ظل فهم المصالح العامة، مصلحة مؤسسة الدولة والناس معاً.
وقال الزعبي إن أبرز ما في فهم هذه العاطفة هو إدراك معنى المسؤولية الوطنية الذي لا يتغير في أوقات السلام وأوقات الشدة والحرب، المسؤولية الوطنية للقادة والمسؤولين الحكوميين والحزبيين التي كانت خلال السنوات الماضية بالذات تحت مجهر الضمير الوطني للأمة.
فكانت للفساد معانٍ وللرشوة معانٍ وصور… واللامبالاة والاتكالية والاستكانة صور وحالات لابد من المحاسبة بشأنها وذلك طبعاً لا ينفي العكس كحالة واسعة وكبيرة.
وتابع الزعبي.. إن عاطفة الدولة والمسؤولية الوطنية مفهومان متلازمان لا يمكن فصلهما ولاسيما في وضعنا اليوم، ومصالح الناس، كل الناس وحقوقهم وحرياتهم قضية وطنية لا يجوز القفز فوقها لأي اعتبار كان.
وأشار الزعبي إلى أن عاطفة الدولة هي نظرتها الكلية إلى الجميع على قدم المساواة، مساندتهم في حقهم بالتعبير السياسي وتأمين مصدر الرزق والتعليم والصحة وغير ذلك، والمسؤولية الوطنية هي الدفاع عن مؤسسة الدولة وتحصينها عبر رفض استغلال الأزمة والحرب على سورية من قبل أي كان ومحاربة الفساد عبر عمل مؤسساتي تشريعي وقضائي ورقابي ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوظيفية.
ولفت الزعبي إلى أن المسؤولية الوطنية هي التعالي على صغائر الأمور والكف عن شخصنة الأدوار والوظائف والمسؤوليات والارتقاء إلى مستوى ما يحدث وتقديم العام على الخاص دائماً وعدم إيجاد مبررات لاستهداف النجاحات وتبرير الفشل.
وأكد وزير الإعلام أن سورية الماضية قدماً إلى إنجاز انتصارها النهائي على الغزاة والمارقين بحاجة إلى جهود الجميع من كل القوى السياسية الوطنية وكل الصالحين من أولادها.
وتابع الزعبي.. لكن سورية وهي تواجه الغزاة بحاجة إلى توضيح مفاهيم رئيسة والتوافق عليها ومنحها الحق في الاختلاف ودور الدولة ومسؤولية القيادات على اختلاف درجاتها وهذه المهمة تقع على عاتق الحكومة ومجلس الشعب والأحزاب قديمها وجديدها والأكاديميين والمثقفين وغيرهم.
وختم الزعبي بالقول.. هل كان سكوننا إلى المفاهيم الرائجة استسلاماً أم كسلاً أم لامبالاة؟
وهل الأزمة هي العدوان المحرض على المراجعة الضرورية والملحة؟ ليس مهماً اليوم مجرد تشخيص السبب، المهم المعالجة الوطنية بعقل وطني وعاطفة وطنية، وفي كل حال عاطفة الدولة هي دائماً عاطفة وطنية.