دوليسلايد

ما أفضل طريقة للتخلص من ترامب؟

الكاتب: مايكل توماسكي

عن “نيويورك تايمز”

ترجمة: علاء العطار

في نهاية الأسبوع الماضي، طرح أحد أصدقائي الأذكياء سؤالاً مثيراً للاهتمام: هل يُفضل معارضو دونالد ترامب السياسيون رؤيته مُقالاً من منصبه عبر عزله أو تجريمه، أم أننا سنُفضّل أن نراه يُعزل من منصبه عبر التصويت في انتخابات عام 2020؟

يُهيئ هذا السؤال ساحة لعبٍ بإمكانها أن تشغل اهتمامات الأمريكيين المناهضين لترامب لشهور عدة، ويمكن لجانبي الجدال تقديم حجج قوية، وإني أميل بقوة لجانب صندوق الاقتراع، لأنه يتمتع بقدر أكبر من الصلاحية والشرعية التاريخية – ولسبب آخر سأبوح به بعد قليل.

لكن لا يجدر تجاهل جانب العزل من الجدال، صحيحٌ أن العزل عمليةٌ سياسية، واستجلاب ما يكفي من الجمهوريين لدعم إقالة رئيسٍ من حزبهم سيتطلب قائمةً مهولة من الجرائم.

ولكن القائمة بالنسبة لمعظمنا هائلة بالفعل، فقد عرقل السيد ترامب، بتعريف يستند إلى الحس السليم، العدالة علناً وعلى نحو متكرر، والعديد من الديمقراطيين في مجلس النواب متلهفون للذهاب بما بين أيديهم، وقد قدّم النائب براد شيرمان، عن ولاية كاليفورنيا، ما لديه من بنود العزل بحق السيد ترامب.

ومن المرجح وجود المزيد، لكن لنفترض مؤقتاً أن روبرت مولر سيُقدم بعد عدة أشهر من الآن دليلاً على وجود عرقلة للعدالة، وتعاونٍ مع الروس خلال حملة عام 2016 الانتخابية (على حد تعبير كاتب المقال)، وأدلةً دامغة على أن البنوك الروسية “تملك” السيد ترامب لحد ما، وهذا مع غض الطرف عن كل ما قد يصل المحققين من معلومات بشأن منظمة ترامب عن طريق مايكل كوهين وآلين فيزيلبرغ.

ولنفترض أيضاً أن النواب من الديمقراطيين قد قاموا بعملهم، على أقل تقدير، عبر توثيق انتهاكات عائلة ترامب الهائلة والشنيعة لقانون الأجور، دون أن ننسى في هذا الصدد وجود دعوتين قضائيتين تشقان طرقهما في المحاكم الفيدرالية، لذا فلنتخيل أنه أُتيح للدعوتين استكمال طريقهما كذلك.

ناهيك عن ذكر حالات فساد أكثر سخافةً قد يكون اكتشفها الديمقراطيون من خلال تحقيقاتهم هذا العام والتي يمكن أن تسمى جرائم شنيعة وجنحاً تستدعي العزل.

خلاصة القول، فلنقل إنه بحلول موسم كرة القدم المقبل، سيكون أمر الرئيس على وشك الانتهاء، وتبدو إجراءات العزل في مجلس النواب مبررة بشكل كبير.

عندها ستطفو مسألة ما إذا كان سيوافق 20 جمهورياً من مجلس الشيوخ – على الأقل، بافتراض أن جميع الديمقراطيين الـ 47 سيصوتون على إدانته – على إقالة ترامب من منصبه، هذا يبدو أمراً غير مرجح للغاية.

ولكن سواء أرادوا ذلك أم لا، فإن العديد قد يجادلون بأنه سيبقى على عاتق الديمقراطيين تحمل مسؤوليةٍ دستورية، والعزل هو العلاج الوحيد الذي قدمه مؤسسو الدستور لإقالة شخص من منصب غير كفؤ له.

إنْ حدث كل ما أشرت إليه أعلاه ولم يتحرك الديمقراطيون، ألن يُقال إن الدستور لا معنى له؟ إن لم تتمكن من عزل رئيس وُجد أن انتخابه غير شرعي، فمن ذاك الذي تستطيع عزله؟ وكيف للدولة أن تتعافى من مثل هذه الحدث الحزبي المرير؟

هذه أسئلة جيدة، لكن إجاباتها واضحة، في حين أن من الواضح أن العزل ممارسة سليمة للسلطة، فهو طريقة أخرى للإقالة، كما أن الدستور ينص على ذلك، هكذا يحب الأمريكيون التخلص من الرؤساء والأحزاب التي لا يستسيغونها – لقد تبدلت السلطة الرئاسية 44 مرة في تاريخ هذا البلد.

علاوة على ذلك، خسر تسعة من الرؤساء مناصبهم في انتخاباته الثانية، بمن فيهم ثلاثة رؤساء في الخمسين سنة السابقة، وجميعهم سلم المنصب سلمياً، بالمقابل، عزل مجلس النواب رئيسين فقط، وهما آندرو جونسون وبيل كلينتون، رغم أنه تمت تبرئتهما في مجلس الشيوخ، واستقال ريتشارد نيكسون، الذي كان على وشك أن يُعزل.

هذا سجل تاريخي يشير إلى أن النتيجة الانتخابية ستكون مقبولة على نطاق واسع، وسينتحب أنصار ترامب في كلتا الحالتين واصفين كل ذلك بالإجحاف، فهم سيلقون اللوم على “تزوير الناخبين” أو على جورج سوروس أو على “وسائل الإعلام الإخبارية الكاذبة”، ولكن إن رفض الناخبون الرئيس، فإن أغلب الأمريكيين سيشعرون بنفس الإحساس في حال فاز ترامب.

هناك سبب آخر يجعلني أود أن أرى السيد ترامب معزولاً عبر الاقتراع، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من الضرر للحزب الجمهوري على المدى الطويل.

إذا حدث وتمت إقالة السيد ترامب عن طريق العزل والإدانة – أي مع تلك الأصوات الجمهورية العشرين- فيمكن للجمهوريين أن يقولوا “أترون، لقد عدنا إلى رشدنا”، لكن إذا أعادوا ترشيح ترامب ولازموا جانبه خلال شهر تشرين الثاني 2020، وقال الناخبون بوضوح “لا”، لن يحدث هذا مرة أخرى، فسيبقى الجمهوريون جالسين في حطام ما بنوه، وسيظلون يحاولون إزالة رائحة ترامب النتنة من حزبهم لجيل من الزمن، وربما لجيلين، وهو بالضبط المصير الذي يستحقونه.

صحيحٌ أن هذا يحمل في ثناياه خطر أن يفوز ترامب في عام 2020، لكن عملية العزل تنطوي على خطر (كبير) من أن العزل سيفشل في مجلس الشيوخ، الأمر الذي سيمكن السيد ترامب من إعادة انتخابه كضحية لتلك المكيدة الشريرة التي حاكها الديمقراطيون بالاشتراك مع الصحافة “عدو الشعب”، ليس هناك في الحياة شيء يخلو من المخاطر.

لكن المكافأة هي عكس ما تُلوّح به المخاطر، في تلك الحالة ستكون المكافأة الأكبر من ذلك بكثير – بالنسبة لليبراليين والديمقراطيين، وأيضاً من أجل ديمقراطيتنا بحد ذاتها – هي تلك التي ستأتي في ليلة 3 تشرين الثاني 2020، عندما يُدلي عدد قياسي من الناخبين بأصواتهم وتقول أغلبية حاسمة للسيد ترامب: ارحل!.

https://www.nytimes.com/2019/01/13/opinion/trump-impeachment-2020-election.html