دولي

خيارات فنزويلا؟

يواجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تحديات تفرضها الاحتجاجات الداخلية، فضلاً عن الضغوط الخارجية التي تمارسها بعض الدول، بمن فيها الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وأستراليا، التي تعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس مؤقت وتدعو إلى انتخابات جديدة في البلاد.

ومنذ أن صرح مادورو بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، اهتاج النزاع بين البلدين، ونظراً لأن الولايات المتحدة دعمت بالخفاء انقلاباً في عام 2002 أبعد الرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز عن منصبه لمدة تقارب 47 ساعة، فقد يعتزم مادورو قطع الدعم الخارجي للمعارضة من خلال “إعادة النظر” في العلاقات مع واشنطن.

ومنذ اعتلاء مادورو منصبه في عام 2013، تزايد الضغط الداخلي على الحكومة بفعل الأزمة الاقتصادية في فنزويلا التي سببها الانخفاض الحاد في أسعار النفط، وفي عام 2015، جرب تحالف الوحدة الديمقراطية المعارض عدة أساليب لإجبار مادورو على مغادرة منصبه بعد فوزه في الجمعية الوطنية، وهي الهيئة التشريعية في فنزويلا، لكنه لم ينجح في محاولاته على ما يظهر لأن مادورو كان يتمتع بتأييد شعبي.

تفاقمت الأزمة السياسية الفنزويلية بعد استبدال الجمعية الوطنية بالجمعية التأسيسية في آب 2017، وتم انتقاد هذه الخطوة باعتبار أنها تقوض الديمقراطية ودفعت بعض الدول الغربية لفرض عقوبات على فنزويلا، ما أدى إلى مواجهة البلاد لمزيد من الصعوبات الاقتصادية.

وتكثفت الصراعات بين واشنطن وكاراكاس بعد تولي دونالد ترامب منصبه كرئيس للولايات المتحدة في كانون الثاني عام 2017 وفرضَ عقوبات أشد على فنزويلا، كما حظرت الولايات المتحدة العديد من المسؤولين الفنزويليين من إجراء مبادلات تجارية مع الأفراد والمنظمات الأمريكية، وجمّدت موجوداتهم في الولايات المتحدة.

كذلك حظرت الولايات المتحدة مدفوعات وديون وأصول الصفقات التجارية مع الحكومة الفنزويلية وشركة النفط الوطنية “بيتروليوس دي فنزويلا”، وحظر على المواطنين الأمريكيين والمقيمين الدائمين شراء أي سندات تتعلق بالمؤسسات الحكومية الفنزويلية.

وقال ترامب أيضاً إنه قد يأمر بتنفيذ عمل عسكري ضد فنزويلا.

وأيضاً، أوقفت السوق المشتركة في أمريكا الجنوبية “ميركوسور” فنزويلا عن العمل في عام 2016، وانتقدت “مجموعة ليما” المكونة من 14 دولة من دول القارة الأمريكية حكومة مادورو، وأوقف الاتحاد الأوروبي بيع الأسلحة لفنزويلا، ويبدو أن دعم الدول الغربية لغوايدو والدعوة لإجراء انتخابات جديدة يزيد من الضغوط على مادورو.

لذلك، ينبغي على حكومة مادورو بذل جهود أكبر لتوضيح الوضع في فنزويلا لتتلافى تهميشها وتكسب المزيد من الدعم الدولي، على سبيل المثال، باستطاعة فنزويلا تعزيز العلاقات مع التحالف البوليفاري لشعوب أميركا الذي دعم فنزويلا في عام 2017.

علاوة على ذلك، قد يساعد التعاون مع روسيا فنزويلا في الحصول على دعم سياسي واقتصادي قوي، فقد عارضت روسيا بشدة التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية الفنزويلية خلال زيارة مادورو لروسيا في تشرين الأول 2017، وساعدت واردات القمح من روسيا على تقليل اعتماد فنزويلا على الولايات المتحدة وكندا في استيراد حبوب الطعام.

أما فيما يخص الصين، فقد تعاونت مع فنزويلا في مجالات مختلفة، بما فيها بناء الموانئ والنفط والغاز، لكن الأهم من ذلك التزام الصين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وبالتالي فهي تعارض أي تدخل أجنبي في فنزويلا.

 

الكاتب: يانغ جيان مين

عن موقع “تشاينا ديلي”

ترجمة: علاء العطار

 

العنوان الأصلي للمادة: على القوى الخارجية ألّا تتدخل في الشؤون الداخلية الفنزويلية

http://www.chinadaily.com.cn/a/201901/31/WS5c52330aa3106c65c34e76c7.html