ثقافة وفن

(غيثاء النقري).. تجربة موسيقية أسست خلالها فرقة شام الموسيقية النسوية

تعلم الشابة غيثاء النقري العزف في مرحلة متأخرة نسبيا مقارنة بالكثير من زملائها في كلية التربية الموسيقية لم يحد من تصميمها وارادتها لتحقيق طموحها بل ضاعف من جهودها وساعات تدريبها لتتمكن خلال فترة وجيزة من صوغ تجربة مهمة ما لبثت أن صقلتها بدراسة أكاديمية متخصصة الأمر الذي مكنها من تكريس حضور فني لافت وسط المجتمع الحمصي.

عن انطلاقتها كعازفة قالت النقري: بدأت مسيرتي الفنية في عمر التسعة عشر عاما حيث بدأت تعلم العزف على آلة العود و هي مرحلة متأخرة نسبيا بالمقارنة مع الكثير من زملائي الموسيقيين الذين باشروا رحلتهم في هذا المجال منذ الصغر، إلا أن هذا الأمر لم يقف عائقا في وجهي حيث كثفت جهودي للحاق بهم فكنت أتدرب لساعات يومية طويلة بالإضافة إلى انكبابي على الدراسة الموسيقية النظرية لأحظى بتجربة فنية متكاملة.

وأضافت النقري: بعد أن أنهيت دراستي الجامعية الأولى و حصلت على إجازة في التاريخ قسم الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة البعث قررت أن أصقل موهبتي الموسيقية بالدراسة الأكاديمية فالتحقت بكلية التربية الموسيقية لأتخرج منها وأتابع بعد ذلك دراسة دبلوم تأهيل تربوي قسم الموسيقا وصولا إلى الماجستير الذي أقوم حاليا بدراسته وهو ما جعل تجربتي تأخذ أبعادا أكثر اتساعا و رسوخا.

بطبيعة الأمر بدأت غيثاء ببلورة حلمها الفني فلجأت إلى تأسيس فرقة شام الموسيقية، موضحة أن الفكرة جاءت بعد تخرجها من كلية الموسيقا و عملها كمدرسة في الجامعة إذ رغبت بتشكيل فرقة موسيقية نسائية تعزز الحضور الأنثوي المبدع في هذا المجال وكان ذلك في العام 2016 حيث انطلقت الفرقة في عملها من مسرح دار الثقافة بحمص لتتعدد حفلاتها لاحقا وتسجل مشاركات عديدة في فعاليات موسيقية متنوعة.

و تابعت: كان لنا مشاركات في مهرجانات مرمريتا و صدد و الموسيقا باللاذقية ومشاركات في عيد المرأة العالمي و في يوم الثقافة, كما كان لنا شرف الظهور على مسرح تدمر بعد تحريرها بيوم واحد من دنس الإرهاب على يد أبطال الجيش العربي السوري.

وتتألف الفرقة حسب النقري من اثنتي عشرة شابة من مغنيات وعازفات على مختلف آلات التخت الشرقي كالعود والقانون والرق والناي والكمان يعملن جميعهن على ايصال رسالة سلام وثقافة و إظهار الفن الراقي بلمسة أنثوية راقية، مشيرة إلى أن الفرقة تعمل على تقديم الفنون التراثية و الطربية والأغاني الوطنية والمقطوعات الموسيقية و تسعى حاليا إلى تشكيل كورال نسائي يتبع للفرقة ايضا.

واختتمت النقري بالتأكيد على رغبة الفرقة بالمساهمة بتنمية الذائقة الموسيقية لدى الجيل الجديد و متابعة مسيرة الفن الراقي ونشر التراث المحلي عموما والحمصي تحديدا بما يليق بالمكانة الحضارية التي تتمتع بها سورية التي لطالما كانت موسيقاها ومسرحها وفنها تملأ الروح بهجة ومحبة وإنسانية.