الشريط الاخباريثقافة وفن

السليمان يوثق خلال 50 عاماً معالم دير الزور وما طالها من إرهاب

حمل في قلبه عشق الفرات وطيبة أهله لتنطق لوحات التصوير الضوئي للمصور المحترف جمعة السليمان ابن مدينة دير الزور بجمال المدينة ومعالمها الأثرية والطبيعية وحياتها الاجتماعية.

بدأ المصور السليمان مسيرته في عالم التصوير منذ عام 1969 لتختار عدسته المكان الأقرب إلى قلبه “الجسر المعلق” في مدينة دير الزور ملتقى “الأهل والخلان” الذي يعد ثاني أقدم جسر معلق في العالم بحسب كتب التوثيق.

اختبر الفنان السليمان في مسيرة حياته الفنية مراحل عديدة لتكون الأصعب على المستوى الإنساني والفني مرحلة الحرب على سورية وتحديداً ما تعرضت له مدينته من حصار وتدمير على يد التنظيمات الإرهابية المسلحة.

واستعرض السليمان مراحل تجربته مع التصوير الضوئي في توثيق محافظة دير الزور بشكل كامل قبل 50 عاماً، حيث جال بعدسته في أسواقها وبين ناسها في حياتهم الواقعية والطبيعية متجاوزاً حينها تواضع الكاميرات التي كان يستخدمها.

وفي مرحلة لاحقة أشار السليمان إلى تركيزه على رموز معينة في المدينة من الطبيعة والمعالم الأثرية فالتقط آلاف الصور لنهر الفرات وضفافه والسبخات وقلاع دير الزور.

ولم يسمح السليمان للإرهاب العبث بأرشيفه الضخم من الصور وهو الذي أصر على البقاء في مدينته أثناء الحرب مع عائلته فحافظ عليه من الضياع والتلف ليكون تحرير دير الزور على يد رجال الجيش العربي السوري بداية لمرحلة جديدة في تجربة السليمان تقوم على توثيق ما ارتكبه الإرهابيون من جرائم وأعمال تخريب طالت البنيان والعمران والطبيعة والحياة الإنسانية في عروس الفرات.

وجاء معرض السليمان المقام حالياً في المركز الثقافي في أبو رمانة بدمشق محاكاة لمعرض مماثل أقامه في دير الزور بعد تحريرها عبر عرض 70 صورة بالألوان العادية والأبيض والأسود عن مدينته وجمالها.

وعن مشروعه القريب ذكر السليمان أنه يعمل حالياً على إدخال المقارنة في اللوحة الواحدة لمعالم المدينة قبل الحرب الإرهابية وبعدها بهدف التذكير بما كانت تعيشه من جمال ومحبة وما عانته من قبح وخوف على يد الإرهاب.