ثقافة وفن

عزام شعراني.. و”ذاكرة ثلاثية الأبعاد” عن المدن

شفافيات مائيات التشكيلي عزام شعراني التي امتزجت بعناصر الحركة داخل هياكل اللوحة وثّقت أبعاد مدينتين في معرضه الذي أقيم مؤخراً في المركز الثقافي العربي-أبو رمانة – بعنوان “شام ثلاثية الأبعاد”، والأمر اللافت أنه وثق ملمحاً من ملامح الحرب الإرهابية أيضاً في لوحته التي جسدت الحاجز الجانبي في ساحة باب توما إيماءة إلى الحماية من الإرهابيين.

وخلال أيام المعرض الذي حظي بإقبال الزائرين ولاقى صدى إيجابياً لدى التشكيليين، كان لي معه هذا الحديث للبعث ميديا:

ماذا تقصد بالشام ثلاثية الأبعاد؟

“البعد الثالث هو ذاكرة المدينة وحياتها بين التاريخ والحاضر الذي نعيشه ويستخدم فيه الناس التقنيات الحضارية نفسها” هوالحركة الآنية التي نعيشها بنبض الحياة اليومية بكل موجودات البيئة والكتل المعمارية وتحركات المارة في حارات الشام القديمة بقناطرها وأقواسها وحجارة بيوتها بمنعطفاتها الضيقة وطيورها، بأسواقها بمحالها والشوارع القديمة المحيطة بها، مع حركة السيارات والسوزوكي والدراجة وكل ما نراه.

وماذا عن ذاكرة السلمية؟

وثقتُ نبض الحياة في مدينتي السلمية ذاكرة عمارتها، ومناطقها الريفية وتكوينات منازلها بطرازها المعماري المتدرج، و مفردات البيئة بأشجارها وبساتينها وحيواناتها، هذه الروح الشفيفة التي تتراءى بمنظور معين بزاوية أهتم بتأثيراتها اللونية وبتشابكات الفضاءات الزرقاء مع الغيوم السابحة.

ماوجه العلاقة بين دمشق والسلمية ؟

الكتل المعمارية متشابهة إن كان في دمشق أم في السلمية أم في أي مكان سنرى مساجد وكنائس وحدائق وأبنية وأمكنة ثقافية تتقاطع في جانب ما لذلك تناغم معرضي بلوحات بين مدينتين، كلها ستصبح فيما بعد ذاكرة، أردتُ أن أوثقها من خلال التفاصيل والأشياء الموجودة والمستخدمة لتبقى وثيقة في العصر القادم عن زمننا الحالي، لاسيما أن كل هذه الملامح ستتغير ثقافياً واجتماعياً مع التطور الحياتي والعمراني، فأظهرتُ تفاصيل تشد العين للعمارة الجميلة.

الضوء المشرق علامة فارقة في لوحاتك فما سرّه؟

أحب الضوء لأنه يتوافق مع  الألون الانطباعية  مع أسلوبي وأشعر بدفئها وجمالياتها، فأوظّفها بدقة لإيضاح الحركة داخل جزئيات المكان بألوان مبهجة.

لماذا غابت ملامح الوجوه؟

لأن تركيزي على عناصر كتل الموجودات فأبتعد عن التفاصيل الدقيقة.

البعث ميديا || ملده شويكاني