الشريط الاخباريدولي

حزب ماي وحيداً خارج السرب الأوروبي بسبب “حزب الله”

أعداء حزب الله لم يتوقفوا يوماً عن الضغط عليه لتقييد نفوذه في المنطقة، وتشويه صورته أمام الجماهير، سواء داخل لبنان أم خارجها، والمساعي الأمريكية الصهيونية التي تبذل في سبيل تحجيم انتصارات محور المقاومة في المنطقة ليست خافية على أحد.

البصمة الأمريكية والصهيونية بدت واضحة في إعلان بريطانيا الأخير، تصنيف الجناح السياسي للحزب كـ “منظمة إرهابية”، حيث خرج وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد  ليدعي بأن سبب القرار هو استمرار الحزب بـ”زعزعة الاستقرار”… نعم، إنه يزعزع الاستقرار.. استقرار الكيان المحتل، ويقلق مسؤوليه وداعميه، ويدفع بمستوطنيه إلى الملاجئ..

قرار بريطانيا سبب شرخاً أوروبياً، فالإنكليز تلقوا صفعة باريسية قوية، حين صرح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن بلاده لن تضع أي حزب لبناني ممثل في الحكومة ضمن قوائم الإرهاب، حيث أشار إلى أنه يتحاور مع الجناح السياسي.

بريطانيا صاحبة نظرية الجناح العسكري والسياسي، تقف اليوم وحيدة خارج السرب الأوروبي، وما يؤكد ذلك أقوال الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، التي بينت أن موقف لندن هو شأن خاص بها ولا يؤثر على موقف الاتحاد الأوروبي تجاه الحزب.

وحتى ضمن بريطانيا نفسها، برزت خلافات حول هذا القرار ضمن مجلس العموم، فحزب العمال المعارض، برئاسة جيرمي كوربين، وجد في توسيع حكومة تريزا ماي حظر حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري بدون أي مبرر، أمرا غير مقبول.

حيث أشار إلى أنه على وزير الداخلية إظهار أن القرار اتخذ بشكل موضوعي وحيادي وبناءً على أدلة، وليس مبنيا على طموحه في الوصول للقيادة، لافتا بذلك إلى أن جاويد يهدف من وراء هذا الأمر إلى خلافة ماي في منصبها.

وذّكر بأنه لطالما كانت وزارة الخارجية البريطانية تقول إن المحافظة على العلاقة الدبلوماسية مع حزب الله أمر ايجابي جداً للمصالح البريطانية، وأن قطعها قد يعقد العلاقات مع الحكومة اللبنانية على اعتبار أن للحزب وزراء ونواب ضمنها.

الحزب لم يُصدر أي تعليق على هذا القرار، غير أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل صرح بأن تصنيف حزب الله كـ “تنظيم إرهابي” من قبل بريطانيا لن يكون له أثر سلبي على لبنان، وهو أمر اعتدنا عليه من الدول الأخرى.

وشدّد على أنه “لو وقف العالم بأجمعه وقال إن المقاومة إرهاب، فهذا لا يجعل منها إرهاباً بالنسبة إلى اللبنانيين”، مضيفا بأنه “طالما أنّ الأرض محتلة تبقى المقاومة محتضنة من مؤسسات الدولة وكلّ الشعب اللبناني”.

البعث ميديا- رغد خضور