ثقافة وفن

مجموعة شوكولا لعلاء زريفة…حداثة بالعنوان والمضمون

مجموعة شوكولا لعلاء زريفة تحمل في طياتها الحداثة ابتداء من العنوان الذي بدا غريباً إلى حد ما مروراً بهندسة النصوص على البياض وإضافة إلى الصور المبتكرة حيث يستلقي الشاعر “على رصيف الحلم مبللاً بالندى” وانتهاء بالموسيقا الداخلية الهامسة العذبة.

وتأخذ الصورة الشعرية في مجموعة (شوكولا) لزريفة شكلاً جديداً في مساحات الشعر راسمة ألوانها بهدوء لتلامس دواخلنا بصمت من خلال نصوص نثرية غنية بأسئلتها مستمدة شاعريتها من الموسيقا الهادئة المنبثقة من تدفق الصور والمعاني والعلاقات الجديدة بين الأشياء.

ويبدو زريفة في المجموعة الصادرة عند دار دلمون للطباعة والنشر ناطقاً بلسان حال المرأة حيناً وبلسان المدينة حيناً آخر ليؤنسن الأشياء ويسقط عليها كل الأحاسيس الإنسانية، معبراً عن مواجعها ومواجع الشاعر فيها وهو يجنح إلى الصور المبتكرة من خلال العلاقات الجديدة بين الأشياء كما في قوله على لسان امرأة: “يا سيداً يدمن الجلوس في مساء حديقتي.. ويرى حظه معي في وريقاتها..”.

يجد زريفة في دمشق امرأة على شكل وطن أو وطن على شكل امرأة ليعبر عن شدة ما لاقت من تبعات الحرب الإرهابية عليها وهي المدينة الأنثى التي لا تحتمل تخريب جمالها والعبث بياسمينها وحضارتها من غوغاء الإرهاب التكفيري “الأكثر عنفاً ما تركه محارب قديم لأم لا تزال تدافع عن حقوق التين والزيتون في تجسيد الهداية ماذا فعلت بك الحرب يا أمي.. لو كنت حياً لعدت.. يا أمي”.

مجموعة شوكولا لزريفة تحمل في طياتها الحداثة ابتداء من العنوان الذي بدا غريباً إلى حد ما مروراً بهندسة النصوص على البياض وإضافة إلى الصور المبتكرة حيث يستلقي الشاعر “على رصيف الحلم مبللاً بالندى” وانتهاء بالموسيقا الداخلية الهامسة العذبة.

يضع زريفة بين يدينا سبعة وعشرين نصاً في 120 صفحة من القطع المتوسط وهي الثانية بعد مجموعته الأولى المسيح الصغير الصادرة عن دار الدراويش في بلغاريا ومجموعة مشتركة عن مؤسسة تجديد العراقية بعنوان أنطولوجيا السرد التعبيري.