اخترنا لكالشريط الاخباريدولي

أزمة في الخليج.. الرهانات الجيوستراتيجية لمضيق هرمز

مع تصاعد الأزمة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، الأنظار تتجه نحو مضيق هرمز، الطريق البحري الحيوي لتجارة البترول في الخليج، والذي هددت طهران بإغلاقه عدة مرات في حال وقوع أي صراع أو حرب.

إن “الهجمات” التي تعرضت لها سفن تجارية في الإمارات المتحدة، بحسب تصريحات الرياض وأبو ضبي، تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية الإيرانية توترا شديدا وهو ما يثير مخاوف كبيرة من انزلاق الوضع في الخليج وخصوصا في مضيق هرمز.

يقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان وهو ممر استراتيجي لحركة ناقلات النفط في العالم أو (نقطة عبور النفط الأكثر أهمية عالميا) كما تصفه الإدارة الأميركية والذي ظل لعقود في قلب أي احتكاك إقليمي.

مضيق هرمز الذي يسمح للسفن بمغادرة الخليج، هو ممر مائي عرضه 50 كم (34 كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60 متر فقط.

هذا ويبلغ عرض ممرّي الدخول والخروج في هرمز ميلين بحريّين وتعبره من 20إلى 30 ناقلة نفط يوميا، بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات.

المنطقة الأكثر تسليحا

وليس بخفي على أحد أن الخليج من أكثر المناطق العسكرية في العالم، فدوله من أكثر الدول المستوردة للسلاح وللولايات المتحدة وجود عسكري قوي فيها عبر قواعدها الإستراتيجية حيث يتمركز الأسطول الأمريكي الخامس بالبحرين، بينما تستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط. كما لفرنسا حصة أيضا، إذ لديها قاعدة عسكرية في أبو ظبي والإمارات المتحدة.

وتجدر الإشارة إلى أن البنتاغون أرسل مؤخرا حاملة طائرات وسفينة حربية وقاذفات من طراز B-52 ومجموعة من صواريخ باتريوت إلى الخليج، بذريعة التهديدات الإيرانية ضد المواطنين أو المصالح الأجنبية في الشرق الأوسط.

“اغلاقه (مضيق هرمز) يشبه شرب كأس ماء” هذا هو التعبير الإيراني الذي استخدمه مسؤول عسكري إيراني في عام 2012. فبالنسبة لطهران إغلاق المضيق “الأمر في غاية سهولة” وهو “تحت السيطرة الإيرانية الكاملة” في حال فكرت الإدارة الأميركية بشن أي عمل عسكري ضدها.

الجهوزية الإيرانية للرد، كان ولا زال قائما في حال أي تهديد يمس أمنها، ففي تموز 2018 وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني تهديدا واضحا جدا ومباشرا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلا: “لا تلعب بذيل الأسد، وإلا ستندم، نحن الضامن الوحيد لسلامة مضيق هرمز.

وقد عززت الجمهورية الإسلامية قواعدها العسكرية، وبالأخص في مجمع بندر عباس، كما طورت نقاط المراقبة في جزيرتي طنب وأبو موسى وإجراء مناورات بحرية في المنطقة.

وحتى هذه الساعة وبعد ما وصفته الإمارات والسعودية بـ”الهجمات التخريبية” على السفن التجارية قبالة الفجيرة بداية الأسبوع الجاري، لم توجه الإدارة الأميركية اتهامات مباشرة لطهران، حيث اكتفى ترامب بالقول “سنرى ماذا سيحدث مع إيران” وذلك يوم الاثنين 13 أيار.

ودون تفاصيل، قال: “إذا أقدموا على فعل شيء سوف يعانون”.

البعث ميديا || ترجمة سلوى حفظ الله

عن صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.