فرحان بلبل: حمص حملت شعلة المسرح السوري بعد توقف مسرح القباني
لا يعرف الكثيرون أن مدينة حمص كانت ثاني المدن السورية التي عرفت العروض المسرحية في القرن الـ 19 بعد دمشق زمن أبي خليل القباني.
ويؤكد الكاتب والناقد المسرحي فرحان بلبل أن حمص حملت شعلة المسرح السوري بعد توقف مسرح ابي خليل القباني بدمشق حيث بدأت الحركة المسرحية عام 1870 أي بعد بدء مسرح القباني بعامين، مشيرا إلى أن بوادر ظهور المسرح بحمص كانت قبل ذلك التاريخ بسبع سنوات على يد الحاج سليمان صافي الذي قدم في حديقة بيته عروضه المؤلفة من شخصين أو ثلاثة على طريقة المسرح الأوروبي إلا أنها توقفت بسرعة.
وخلال محاضرة دعت إليها الجمعية التاريخية السورية بحمص حول تاريخ المسرح في المدينة أشار بلبل إلى أن ظهور أبي الفنون في حمص كان خلال فترتين زمنيتين الأولى منذ عام 1870 وحتى 1911 والثانية من عام 1918 وحتى 1925 حيث قدمت خلالهما العديد من المسرحيات خصص ريعها للمشاريع الخيرية لافتا إلى أن النادي العربي الذي تأسس عام 1919 بحمص كفرع للنادي الأم بدمشق قدم أيضا العديد من المسرحيات التي عكست مظالم الاحتلال العثماني.
واعتبر بلبل أن من أهم ميزات المسرح في حمص خلال فترة الاحتلال الفرنسي لسورية أنه استمر يقدم مسرحا سياسيا وكان جزءا من النضال السياسي والوطني لأن المسرح ولد في سورية سياسيا واتخذ خلال تلك الفترة وجها جديدا وهو العدائية السافرة لسلطات الاحتلال فبرز نشاط فرقة الشباب التي أرقت الاحتلال فاتخذ قرارا بمنع أي عرض مسرحي بحمص ولتنشغل الناس بالثورة السورية الكبرى فلا يعود المسرح بحمص إلا بعد توقف الثورة وبإطار جديد بداية ثلاثينيات القرن العشرين.
يذكر أن الكاتب والناقد المسرحي فرحان بلبل مواليد مدينة حمص العام 1937 تخرج من جامعة دمشق عام 1960 قسم اللغة العربية وآدابها وعضو اتحاد الكتاب العرب منذ عام 1971 بدأ العمل في المسرح منذ عام 1968 ونال التكريم والجوائز من عدد من الهيئات الثقافية في سورية والوطن العربي.